ما أسباب ارتفاع الأسعار التي رافقت حظر التجول في شمال وشرق سوريا؟

نورث برس

 

شهد يوم أمس الأحد توافداً كبيراً لسكان مدن وبلدات شمال وشرق سوريا إلى الاسواق لشراء احتياجاتهم من المواد الغذائية والسلع، قبيل دخول حظر التجول الذي أعلنته الإدارة الذاتية بسبب "كورونا" حيز التنفيذ.

 

وأدى إقبال الأهالي إلى ارتفاع الأسعار نتيجة الزيادة المفاجئة في الطلب وقلة العرض، واحتكار المواد من قبل بعض التجار، وسط الانخفاض المتسارع لقيمة الليرة السورية.

 

ورصدت "نورث برس" يوم أمس الأحد توافداً كبيراً لعموم سكان مدن وبلدات شمال وشرق سوريا إلى الاسواق لشراء احتياجاتهم من المواد الغذائية والسلع، قبيل دخول حظر التجول الذي أعلنته الإدارة الذاتية بسبب "كورونا" حيز التنفيذ.

 

وقال "نصر الدين هسام" وهو أحد سكان مدينة ديرك لـ"نورس برس"، إنه اشترى كميات من الخضار قبل أن يجري تطبيق حظر التجول.

 

وهناك عدة عوامل ساهمت من الناحية الاقتصادية بارتفاع الأسعار في أسواق المنطقة؛ العامل الأهم هو الاقبال الكبير والمفاجئ للأهالي على شراء السلع والمواد الغذائية ما تسبب بارتفاع الطلب، وبالتالي ارتفاع الأسعار كنتيجة طبيعية بحسب القوانين الاقتصادية.

 

ومن المواد الغذائية التي شهدت ارتفاعاً كبيراً في أسعارها نتيجة ارتفاع الطلب عليها هي الخضار، إضافة إلى أن أسعار بعض الأصناف منها ارتفعت بشكل مضاعف، فالثوم كمثال في مدينة كوباني، ارتفع من /350/ ليرة للربطة الواحدة (تتألف من 5 رؤوس) إلى /800/ للربطة، بنسبة ارتفاع وصلت إلى /228/%.

 

و ارتفع سعر الليمون بنسبة /188%/، حيث أقبل الأهالي على شرائها بسبب تداول الأخبار عن فوائدها في الوقاية من "كورونا".

 

سلع أخرى كالشاي ارتفع سعرها بنسبة /130%/، السكر بنسبة /114%/، الزيت النباتي بنسبة /123%/.

 

وهناك عوامل أخرى أثرت على ارتفاع الأسعار، منها احتكار بعض التجار للسلع والمواد الغذائية واستغلال حاجة المواطنين، وتفاوت الأسعار من تاجر لآخر، وفق ما أفاد بعض الأهالي لـ"نورث برس". 

 

وأفادت الرئيسة المشتركة في قسم التموين زينب عباس محمد، في مدينة ديرك، "نورث برس" بأن فرقهم قامت بجولات تفقدية على المحلات ووجهوا إنذارات إلى نحو /20/ بائعاً، بسبب تفاوت أسعار البضائع وعدم وضع لوائح تعريفية لتلك الأسعار.

 

وأوضحت "محمد" أنهم تلقوا العديد من الشكاوى حول تفاوت الأسعار من محل لآخر، مشيرة إلى تأسيسهم مؤخراً مكتباً لتحديد الأسعار وتوحيدها "حتى يلتزم بها التجار بشكل يومي".

 

ومن العوامل المهمة كذلك، والتي أثرت بشكل كبير في ارتفاع الأسعار هو الانخفاض المتسارع لقيمة الليرة السورية بالنسبة للدولار الأمريكي والعملات الدولية الأخرى, فخلال الأسبوع الأخير ارتفع سعر صرف الدولار الأمريكي مقابل الليرة السورية بفارق /100/ ليرة سورية للدولار الواحد من (1100 ل.س/دولار في بداية الاسبوع إلى 1200 ل.س/دولار اليوم).

 

أي بارتفاع بـ /109%/، وهذا يعني من الناحية الاقتصادية ارتفاع مماثل بنفس هذه النسبة في أسعار السلع المرتبطة بالدولار الأمريكي، كالأدوية والسجائر التي ارتفعت أسعارها في السوق رغم عدم ارتفاع الطلب عليها بشكل كبير.

 

يشار إلى أن الإدارة الذاتية لشمال وشرقي سوريا قد أعلنت الخميس الفائت، حظراً للتجول في جميع مناطقها، ابتداءً من صباح  اليوم الاثنين، 23 آذار/ مارس الجاري، كإجراء احترازي من فيروس "كورونا".

 

وأصدرت اليوم الاثنين، قراراً حددت فيه مدة الحظر والتي تبدأ من 23 آذار /مارس الجاري الساعة السادسة صباحاً ولمدة /15/ يوماً من تاريخه مع إمكانية التمديد في حال اقتضت الضرورة والمصلحة العامة.