انتشار أمني كثيف مع بدء قرار حظر التجول في مدينة الحسكة

الحسكة – جيندار عبدالقادر – نورث برس

 

شهدت مدينة الحسكة، شمالي سوريا، منذ صباح اليوم الاثنين، انتشاراً أمنياً مكثفاً لمختلف الأجهزة الأمنية مع بدء تنفيذ قرار حظر التجول، الصادر عن الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، لمواجهة خطر انتشار فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19" والذي أصاب سكان أكثر من /171/ دولة في العالم.

 

ودخل قرار حظر التجوّل حيز التنفيذ عند الساعة السادسة صباحاً، مع استثناءات ضرورية لتسيير حياة سكان المدينة من خلال السماح للأفران ومحلات المواد الغذائية والخضراوات والصيدليات ومحال بيع اللحوم بالعمل، إلى جانب السماح للسيارات والشاحنات الخاصة بنقل المياه والمحروقات والخضروات والمواد الغذائية بالتنقل، وبالإضافة إلى سيارات الإسعاف والمنظمات الإنسانية العاملة في المنطقة.

 

ويأتي قرار حظر التجول ضمن سلسلة إجراءات احترازية اتخذتها الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا،  لمواجهة وباء كورونا المتفشي في الدول المجاورة لسوريا.

 

والتقت "نورث برس" عدداً من سكان مدينة الحسكة، الذين وجدوا أثناء فترة الحظر خارج منازلهم ضمن الأحياء، فقال محمد حبيب حسو، (56 عاماً)، إنه ذاهب لشراء بعض المواد الغذائية، واشتكى من استغلال التجّار والباعة لظروف الحظر من خلال رفع أسعار المواد.

 

وتابع: "مختلف المواد الغذائية متوفرة ولكن بأسعار غالية جداً، أتمنى من أصحاب المحال التجارية مساعدة السكان في هذه الظروف بدلاً من استغلالهم".

 

وفيما يخص الأسعار واختلافها عن الأيام السابقة، أكد حسو أن الأسعار: "مختلفة عن الأيام القليلة الماضية، فكيلو البندورة الذي كان يباع بـ /350/ ليرة سورية، بات سعره الآن نحو /550/ ليرة سورية، والخبز متوفر غالباً لكن يعاني سكان بعض الأحياء من صعوبة في تأمينه".

 

وسمحت القوات الأمنية بتجول السكان راجلين من أجل شراء حاجياتهم والتبضع والانتقال أيضاً بين الأحياء دون أي مضايقات، ما اعتبره البعض نقصاً في تطبيق قرارات الحظر.

 

من جانبه قال عبدالحليم خليل، (44 عاماً)، وهو صاحب محل لبيع المواد الغذائية، "الأجواء هادئة والمواد الغذائية متوفرة بالكامل من خضراوات ولحوم ومختلف المواد الأخرى، لكن الحركة خفيفة بعض الشيء نظراً للازدحام الكبير يوم أمس نتيجة تخوف السكان من فقدان المواد خلال الحظر".

 

ونص قرار الإدارة الذاتية لشمال وشرقي سوريا على حظر للتجوال في كافة مناطق شمال وشرق سوريا بدءاً من اليوم 23 آذار/ مارس، بالإضافة لمنع حركة التنقل بين المدن الرئيسة والمقاطعات والذي دخل حيز التنفيذ قبل يومين.

 

وهو قرار اتخذته معظم الدول التي انتشر فيها فيروس كورونا المستجد أو كإجراء وقائي للحد من تفشيه، والتي اتخذت مدة أسبوعين على الأقل لتلك الإجراءات.

 

قال البروفيسور جونتر كامبف، من معهد الصحة والطب البيئي في جامعة "جرايفسفالد الألمانية"، "نظرًا لعدم توافر علاجات محددة لفيروس كوفيد 19 ، سيكون الاحتواء المبكر والوقاية من الانتشار ضروريين لوقف التفشِّي المستمر للمرض، والسيطرة على هذا المرض المعدي".

 

واستثنت الإدارة من حظر التجول الأعمال ذات الطبيعة السيادية والأمنية والصحية والصيدليات والمنظمات الدولية والصليب والهلال الأحمر ولجان التعقيم والأفران ومحلات بيع المواد الغذائية، وسيارات نقل المواد الغذائية وحليب الأطفال وصهاريج نقل المحروقات.

 

وسبق أن أقرت الإدارة الذاتية، في الأسبوع الفائت، تعطيل كافة الدوائر الرسمية والجامعات والمدارس، إضافة إلى إلغاء كافة التجمعات وإغلاق المعابر الحدودية في إطار الإجراءات الاحترازية لمواجهة فيروس "كورونا" ومنع انتشاره في المنطقة.