سكان في كوباني يطالبون بتعقيم المنازل وتكثيف إجراءات الوقاية من “كورونا”
كوباني- فتاح عيسى/ فياض محمد – نورث برس
طالب سكان في مدينة كوباني الإدارة الذاتية، أمس الجمعة، توفير المزيد من المساعدات الطبية للسكان من أجل الوقاية من فيروس "كورونا"، إضافة إلى اتخاذ المزيد من الإجراءات الوقائية، وتشديد المراقبة التموينية على المحلات التجارية وخاصة ممن يبيعون المعقمات والكمامات الطبية التي تساعد على الوقاية من الإصابة بالفيروس.
وقالت مهان علي (62 عاماً)، وهي منسكان المدينة، إن "إجراءات الإدارة الذاتية بشأن الوقاية من الفيروس تركز على مؤسساتها وتنسى السكان".
وكانت الإدارة الذاتية في شمال وشرقي سوريا قد قررت الأسبوع الماضي، تعطيل كافة الدوائر الرسمية التابعة لها، "لفتح المجال أمام اللجنة الطبية بهدف تعقيم كافة المؤسسات والمباني العامة".
وطالبت علي بتأمين المعقمات والكمامات والأدوية، "التي لا تتوفر في الأسواق"، ومساعدة الأهالي في حمايتهم من الوباء، عبر تعقيم المنازل.
ويتخوف سكان المدينة من انتشار فيروس "كورونا"، خاصة بع الانتشار السريع للفيروس في المنطقة ودول الجوار حيث وصف آزاد مسلم (41 عاماً) سرعة انتشار الفيروس في دول مختلفة بـ"المخيفة"، معرباً عن مخاوفه من انتشار الفيروس في مناطق سيطرة القوات الحكومية وانتقاله إلى مناطق الإدارة الذاتية.
وقال مسلم إن المساعدة التي تقدمها الإدارة الذاتية للسكان بشأن مواجهة الفيروس "غير كافية، فقد قامت الإدارة بتعقيم المؤسسات والإدارات ولكنها لم تقم بتعقيم منازلنا".
وتسبب طلب السكان المتزايد على الكمامات، بارتفاع سعرها إلى أربعة أضعاف تقريباً خلال أسبوع واحد، إذ كانت علبة الكمامات التي تحتوي على /50/ قطعة تباع سابقاً بـ/1500/ ل.س ما يعادل /1.4/ دولار، ليرتفع سعرها الآن إلى /5500/ ل.س ما يعادل/5.2/دولار.
وطالب مسلم الإدارة بالعمل على تخفيض أسعار الكمامات أو تأمينها "مجاناً" للسكان، إضافة إلى تنظيم المزيد من حملات التوعية للسكان كي يقوموا بمساعدة الكادر الصحي في المنطقة لمواجهة الوباء في حال انتشاره.
وبدأت الإدارة الذاتية الأسبوع الفائت بتوزيع أجهزة فحص الحرارة على الحواجز الأمنية الموجودة على أطراف المدينة إضافة إلى المشافي داخل المدينة بغرض الكشف عن الإصابات المحتملة بين المواطنين وإجراء التحاليل لهم ومحاولة عزلهم في مستشفيات خاصة بالحجر الصحي.
ويتم فحص الأشخاص الذين يدخلون ويخرجون إلى المدينة أو الخارجين بجهاز فحص حرارة وذلك "على مدار 24 ساعة في كل الحواجز الموجودة على مداخل المدينة"، وفق ما أكده المسؤول عن حواجز قوى الأمن الداخلي في المدينة، شاهين محمد فارس.
وكانت الإدارة الذاتية في إقليم الفرات قد شكلت "خلية أزمة" في الإقليم في الخامس عشر من شهر آذار/ مارس الجاري بغية اتخاذ التدابير لمنع انتقال وانتشار الفيروس في المنطقة.
ولم يتم تسجيل أي إصابة مؤكدة في المنطقة إلى الآن، بحسب ما أوضحه الرئيس المشارك للمجلس التنفيذي لإقليم الفرات، ورئيس "خلية الأزمة" الخاصة بمرض كورونا، محمد شاهين.
واتخذت الإدارة الذاتية في إقليم الفرات مجموعة تدابير لمواجهة الوباء ومنها تشكيل خلية أزمة في الإدارات المدنية والذاتية لمتابعة تطورات الفيروس وإغلاق المعابر لمنع وصول المصابين إلى المنطقة، وتأمين مواد وقائية صحية، وتوجيه البلديات للقيام بحملات التعقيم والتنظيف بشكل مكثف، إضافة إلى الانتهاء من حملات تعقيم المؤسسات والأماكن العامة في الإقليم، بحسب شاهين.
وحول مطالب السكان بتأمين الكمامات والقفازات وأدوات طبية وقائية، أوضح شاهين، أن "الأشخاص غير المصابين بالفيروس لا حاجة لهم بوضع الكمامات بحسب توجيهات هيئة الصحة بل يحتاج إليها المصابين بالفيروسات بشكل عام لمنع نقل الفيروس منه إلى الآخرين"، مؤكداً، "لا داعي للقلق حتى الآن لأنه ليس هناك أي حالة مصابة في المنطقة، (… )، سنبدأ بتعقيم الشوارع والمنازل قريباً".
ويؤكد شاهين أن عملية الوقاية من الفيروس تتم بشكل جيد في الإقليم حتى الآن رغم أن الإدارة تعاني من تأمين بعض المستلزمات والأجهزة الطبية، مضيفاً أن "الإدارة جهزت مكان للحجر الصحي مبدئياً، إضافة إلى العمل لتجهيز مركز آخر للحجر الصحي يسع نحو ألف مريض".
وحول حظر التجول في المنطقة أوضح شاهين أن الإدارة ستعمل على تأمين المواد الأساسية اللازمة للمواطنين لعدم خلق أزمة معيشية أثناء تطبيق الحجر الصحي للمواطنين ، مشيراً إلى أن الحظر سيكون جزئياً بسبب عدم وجود حالات تفشي للمرض في المنطقة حتى الآن.
وطالب شاهين السكان الالتزام بالتوجيهات والتعليمات الصادرة عن خلية الأزمة في الإقليم منعاً لانتشار الفيروس، لافتاً إلى أن الخلية ستتابع تطورات ومستجدات الوباء وتصدر تعليماتها كي لا تصل المنطقة إلى مرحلة لا تستطيع فيها مواجهة انتشار الفيروس في حال انتقاله للمنطقة.