تدابير وقاية من كورونا في مخيم الهول و”داعشيات” يصفنه بـ”انتقام من الله”
الحسكة – دلسوز يوسف – نورث برس
اتخذت إدارة مخيم الهول، كبرى المخيمات وأخطرها في شمال وشرقي سوريا، العديد من الإجراءات الاحترازية للوقاية من تفشي فيروس "كورونا" خلال الأيام الماضية، رغم عدم الاشتباه بأي إصابة حتى الآن، في حين قالت نساء من عائلات تنظيم "الدولة الإسلامية" إن ظهور المرض هو "انتقام الله".
وقال محمود علي، مدير النقطة الطبية للهلال الأحمر الكردي في المخيم، لـ "نورث برس"، إنه لم يتم تسجيل أي حالات إصابة بفيروس كورونا ضمن مخيم الهول حتى الآن، مبيناً أنهم شكلوا فريقاً طبياً لإرشاد وتوعية قاطني المخيم بخصوص الإجراءات الاحترازية.
وأضاف، " المخيم معزول ولا يوجد احتكاك لقاطنيه مع المدنيين في الخارج، وطالما لم يتم تسجيل إصابات داخل المخيم حتى الآن فإن المخاوف محصورة في الأشخاص القادمين إلى المخيم من الخارج، لذا سنعمل في الأيام القليلة القادمة مع إدارة المخيم ومنظمة الصحة العالمية على تشديد الإجراءات الاحترازية بعد أن قمنا بإيقاف الزيارات الأسبوعية وتقليل عدد العاملين".
واتخذ الهلال الكردي مجموعة من إجراءات الوقاية من فيروس كورونا في مخيم الهول، لكنه يعتبرها غير كافية في حال وصول الفيروس إلى داخل المخيم، والذي سيصعب السيطرة عليه نتيجة افتقار المخيم لمركز للحجر الصحي وعدم توفر الأجهزة المطلوبة بعد أن أوقفت الأمم المتحدة الإمدادات الطبية عن مناطق شمال وشرقي سوريا عبر معبر تل كوجر/ اليعربية منذ كانون الثاني/ يناير الماضي، بحسب الهلال الأحمر الكردي.
نقص المواد الطبية
ورغم خطورة فيروس "كورونا" الذي أودى بحياة الآلاف من البشر حول العالم حتى الآن، إلا أن قلة من قاطني مخيم الهول يرتدون الكمامات الطبية والقفازات لوقاية أنفسهم من الإصابة، لتبقى إجراءات الوقاية محصورة في الإرشادات والنصائح التي تقدمها إدارة المخيم بالتنسيق مع منظمات محلية.
وفي سوق المخيم وبين جموع من اللاجئات العراقيات، تقول سيدة منقبة تحمل بيدها علبة دواء، بأن عدداً من أطفالها مصابون بأمراض سارية لكن الأطباء قدموا لها علبة دواء واحدة، نتيجة عدم توفر الأدوية الكافية لديهم، وطلبوا منها مراجعة النقطة الطبية لاحقاً لتزوديها بالدواء.
وتشير إلى أنها لم تسمع بوجود إصابات بفيروس "كورونا" داخل المخيم حتى الآن، إلا أن أمراض البرد السارية مثل (الكريب والرشح والزكام) منتشرة بكثرة في المخيم، بالإضافة إلى أنها لا تعلم التشخيص الدقيق لحالة أطفالها.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، في /23/ شباط/ فبراير الماضي، قد أوصى مجلس الأمن الدولي بفتح معبر تل أبيض على الحدود السورية التركية لنقل المساعدات الإنسانية لسكان شمال شرقي سوريا بعد إغلاق معبر اليعربية الحدودي بقرار من المنظمة الدولية.
واعتبرت الإدارة الذاتية حينها، على لسان الرئيس المشترك لمكتب الشؤون الإنسانية، المقترح الأممي "شرعنة للاحتلال ومساهمة في عملية التغيير الديمغرافي الذي يحصل في المناطق التي تحتلها تركيا" مطالبة بإخراج المساعدات الإنسانية من "التداول والابتزاز السياسي سواء بيد النظام السوري أو التركي".
كورونا وداعش
وفسرت نساء وزوجات لعناصر "تنظيم الدولة الإسلامية" ظهور الفيروس بـ"غضب من الله"، وعلى بعد أمتار قليلة من اللاجئات العراقيات، قالت إحدى نساء عناصر تنظيم "الدولة الإسلامية"، والتي تجمعت أخريات حولها، إن فيروس كورونا مرض لا يصيب "الموحدين"، مفسرة انتشار الفيروس بين مواطني بعض الدول الاسلامية كـ "السعودية والامارات وتركيا" بأنهم "كفار".
بينما رددت امرأة أخرى كانت تقف بجوارها، بأن الوباء "سيصيب الكفار فقط"، وأن "فيروس الكورونا ليس مرضاً بل هو انتقام من الله".
ويقطن مخيم الهول، شرق مدينة الحسكة، قرابة /71 / ألف شخص، بينهم أكثر من /40/ ألف من زوجات وعوائل تنظيم "الدولة الإسلامية"، وشهد العديد من أعمال العنف وجرائم القتل بين قاطنيه مؤخراً.
وتوفي نحو تسعة آلاف شخص وأصيب أكثر من /209/ آلاف شخص، وفق إحصائيات منظمة الصحة العالمية، فيما تعافى أكثر من /85/ ألفاً بفيروس "كورونا المستجد" (كوفيد 19) حول العالم.
وشهدت مختلف المناطق في شمال شرقي سوريا، خلال الأيام الماضية، حملة تعقيم للمؤسسات والمباني التابعة للإدارة الذاتية ضمن الإجراءات الاحترازية لمواجهة فيروس "كورونا"، كما قررت الإدارة الذاتية، أمس الخميس، فرض حظر التجوال في عموم مناطق الإدارة الذاتية في شمال شرقي سوريا بدءاً من صباح يوم الأثنين 23 آذار/ مارس الجاري.