"كورونا" يجبر كبرى "المولات" والماركات العالمية على إغلاق أبوابها في تركيا

إسطنبول- نورث برس

 

أعلنت شركات ألبسة وماركات عالمية في تركيا، خلال الأيام الماضية، عن إغلاق أبوابها وتسريح عمّالها في أهم المناطق بإسطنبول، كما أعلنت أنّ التوقف سيكون مؤقتاً في حال لم يتفاقم الوضع بسبب انتشار الإصابة بفيروس "كورونا".

 

وما إن نشرت تلك الشركات العالمية بيانات أعلنت فيها أنها ستغلق أبوابها في تركيا إلى حين الانتهاء من أزمة "كورونا"، حتى بدأت جميع "المولات" الكبيرة في إسطنبول بالإغلاق ومن أهمها "مول هيستوريا" و"مول فورم إسطنبول"، و "مول أكسيس" وغيرها، الأمر الذي بدأ يثير قلق الشارع التركي وخاصّة على الصعيد الاقتصادي ومصير رواتب العاملين في الأسواق.

 

وقال أحد عناصر الأمن ممن يقفون على باب "مول هيستوريا"، لـ "نورث برس"، إن قرار الإغلاق صدر ظهر الخميس، موضحاً أنه "لا يعرف السبب وإنّما صدر القرار بالإغلاق دون أن يكون هناك موعد محدد لكي تعود تلك المولات لفتح أبوابها أمام سكان إسطنبول".

 

وفي حين اعتبر بعض سكان إسطنبول إنّ توقف "المولات " عن العمل، هو في إطار الإجراءات الوقائية والتدابير المتبعة للتخفيف من الازدحام والوقاية من فيروس "كورونا"، إلّا أنّ آخرين تخوفوا من استمرار هذا الإغلاق في ظلّ غموض مصير عمل آلاف الشباب الموظفين في هذه المولات ورواتبهم الشهرية.

 

وقالت ميلتم ياووز، من سكان إسطنبول، " لـ "نورث برس"، إنّ ابنها يعمل في أحد المولات التي أغلقت أبوابها، وإنّ صاحب العمل أخبره بأنّه قد يحتسب فترة بقائه في المنزل من إجازاته السنوية وسيتحمل مسؤولية راتبه، "لكن في حال طال الأمر، فإنّ المعلم (صاحب العمل) لا قدرة لديه على دفع راتب ابني الشهري، وأنا قلقة لذلك، نتمنى أن تمرّ الأزمة على خير".

 

ولم يقتصر الأمر على المولات الشهيرة، بل امتد الإغلاق إلى أهم الأسواق في منطقة "بيازيد" بإسطنبول وهو سوق "جراند بازار" والذي أعلنت المحال التجارية بداخله عن إغلاق أبوابها إلى حين انتهاء أزمة "كورونا".

 

وقال أحمد التونسي، وهو أحد العاملين في "جراند بازار"، إنّ  القرار صدر بإغلاق السوق ظهر الخميس، ومن المحتمل أن يحصل العاملون على رواتبهم الشهرية خلال الأيام القليلة القادمة، "لكن فيما بعد، لا ندري إلى أين ستتجه الأمور وهل سنبقى نحصل على راتبنا ونحن في منازلنا، أم أنّ الأمور ستتطور نحو الأسوأ".

 

أمّا مقدام الحسن، وهو أحد العاملين في شركة عقارية كبيرة في إسطنبول، فقال لـ "نورث برس"، إنّ إدارة الشركة أبلغتهم أنّ يوم الجمعة هو آخر يوم في العمل، " من حسن الحظ ستبقى الرواتب كما هي عليه ولن يكون هناك أي تغيير حسب ما تم إبلاغنا".

 

ويوما بعد يوم تنعكس آثار "كورونا" بشكل ملحوظ على طبيعة الحياة في إسطنبول، في حين أنّ الليرة التركية هي أكثر المتضررين من انتشار المرض بعد أن تدهورت ووصلت إلى /6.50/ ليرة، مقابل الدولار الواحد، متأثرة بتلك التطورات التي يبدو أنّها ستطول لفترة لا بأس بها، حسب ما يرى مراقبون.