نقص الخدمات الطبية في ريف حلب الجنوبي يتسبب بتكاليف وعناء للمرضى
حلب – نورث برس
تعاني بلدة "تل الضمان"، حوالي 50 كم جنوب شرق حلب، وبلدات وقرى أخرى في ريف حلب الجنوبي من نقص الخدمات الطبية، رغم سيطرة القوات الحكومية على المنطقة منذ العام 2018 بعد ما نالها من قصف ودمار نتيجة الاشتباكات.
ويرى سكان من المنطقة أن العودة العسكرية لقوات الحكومة السورية لم تتبعها عودة الدوائر الخدمية إلا شكلياً، ولا سيما في القطاع الصحي الذي تتعاظم الحاجة إليه هذه الأيام مع المخاوف من انتشار فيروس كورونا، وفي ظل بعد مشافي مدينتي حلب وحماة عن هذه البلدات والقرى.
وقال أبو طلال السفراني، وهو أحد سكان قرية "رملة" جنوب بلدة تل الضمان، لـ "نورث برس"، إن المركز الصحي في ناحية "تل الضمان" غير مجهز ولا يستطيع استقبال الحالات المرضية الخطرة.
وأضاف، "زوجتي تعاني من قصور كلوي حاد، أسبوعياً أخذها لمدينة حلب لغسل كليتيها في المشفى الجامعي، وتكلفني أجرة المواصلات والمبيت ليومين أو ثلاثة في حلب الكثير، بالإضافة إلى تكاليف الفحوصات وغسيل الكلى".
ويصف السفراني ظروف الحرب التي مر بها سكان المنطقة بأنها كانت قاسية، لكنهم يعانون حتى الآن من نقص الخدمات الطبية، "المراكز الصحية قليلة ومتباعدة، ولا نزال ندفع فواتير الحرب من صحتنا".
وقال سعيد عليوي الحسن، وهو ممرض في المركز الصحي ببلدة تل الضمان ، لـ "نورث برس"، إنه عمل في البلدة قبل الحرب في المركز الصحي الذي كان يقدم خدمات رعاية صحية من لقاحات وعلاج للكثير من الأمراض، "لكن بعد سيطرة الفصائل المسلّحة على المنطقة، تعرضت الدوائر الرسمية للسرقة أو القصف أو تحوّلت لمقرات عسكرية".
وأضاف، "انتهت الحرب، ولكن المراكز الصحية لم يتم إعادة تاهيلها، ما يزيد الوضع الصحي سوءاً، ويحمّل السكان تكاليف نقل مرضاهم إلى مشافي مدينة حلب أو مدينة حماة".
ولا تتعدى الخدمات الطبية المقدمة في المراكز الصحية في ريف حلب الجنوبي معاينة مرضى الأمراض الداخلية، وعلاج حبة اللاشمانيا، وتقديم اللقاحات، بحسب مواطنين من المنطقة.
وكشف فادي العلي، وهو طبيب من أهالي تل الضمان ويقيم في مدينة حلب، لـ "نورث برس"، أنهم طلبوا من مجلس محافظة حلب دعم الريف الجنوبي، وتلقوا وعوداً بتنمية هذه الأرياف، لاسيما ما يخص الخدمات الأساسية والطبية.
وأضاف، "وعدونا بإرسال عيادات متنقلة مجهزة بكوادر طبية من مختلف الاختصاصات، تجوب القرى والبلدات في الريف الجنوبي، وفتح دورات لإعداد كادر تمريضي من سكان المنطقة، ممن يحملون المؤهلات العلمية".
وتتبع بلدة تل الضمان، التي هي مركز ناحية إدارياً، لمنطقة جبل سمعان في محافظة حلب، ويبلغ عدد سكانها /148/ ألف شخص، حسب إحصاء عام2010 ، وتعتبر صلة الوصل بين ريف حماة الشمالي وريف حلب الجنوبي.