ازدحام أسواق وحدائق حلب رغم الإجراءات الحكومية للوقاية من كورونا

حلب – علي الآغا – نورث برس
 

لم تتأثر معظم المقاهي والأماكن العامة في حلب بإجراءات الحكومة السورية وقراراتها الاحترازية بشأن فيروس كورونا المستجد، بل رأى سكان في المدينة أن حركة بعض الأسواق العامة والمطاعم والحدائق زادت خلال الأيام الأخيرة بعد تعليق الدوام في المدارس والدوائر الرسمية.

 

ورغم أن حزمة الإجراءات الحكومية جاءت لمنع الاختلاط في الأماكن العامة، وتقليل احتمالات انتشار الفيروس في داخل البلاد، إلا أن البعض تلقّى القرارات على أنّها عطلة وفرصة للاستمتاع بالربيع والنزول إلى الحدائق والأسواق.

 

 وقال علي مهروسة، صاحب مقهى صغير بالقرب من مشفى الرازي بحلب، لـ "نورث برس"، إن حركة الناس "لم تتغير أبداً، والعطلة زادت من خروج الأهالي للحدائق بعد توقف المدارس".

 

وأضاف، دون الاكتراث بخطر الوباء العالمي، "أنا أيضاً لا أخاف من الفيروس، لكن هناك أناس يخشون الإصابة به، وعليهم هم الالتزام بإجراءات الوقاية".

 

وكانت رئاسة مجلس الوزراء قد أعلنت، في 13 آذار/ مارس الجاري، اتخاذ سلسلة من الإجراءات الاحترازية والوقائية الإضافية، تتضمن تعليق الدوام في الجامعات والمدارس والمعاهد ابتداء من /14/ آذار/ مارس الجاري ولغاية الخميس /2/ نيسان/ أبريل، وتخفيض حجم العاملين في مؤسسات القطاع العام الإداري إلى حدود 40 %.

 

فيما تشير الأرقام الأخيرة عالمياً إلى أن عدد الإصابات بفيروس كورونا قد تخطى حاجز 200 ألف إصابة، بحسب جامعة "جون هوبكنز" الأمريكية.

 

وقالت منال طرابيشي، وهي طالبة في كلية الطب وتعمل في مشفى الجامعة بحلب، لـ "نورث برس"، أنها تضع الكمامات والقفازات المطاطية الطبية منذ انتشار الفيروس في الدول المجاورة، "لكن كثيراً من الأهالي لا يهتمون بالوقاية، ما يستوجب على الحكومة نشر إعلانات في الشوارع، حول طرق الوقاية ومخاطر الفيروس".

 

وفي حين يتجاهل بعض السكان في سوريا تدابير الوقاية، يرى آخرون أن المناطق السورية تحت خطر انتشار الفيروس حالياً، بسبب عدم وجود أجهزة متطورة للفحص، ما يستوجب فرض إجراءات إلزامية، بحسب بعض سكان حلب الذين تحدثوا لـ"نورث برس".

 

وقالت الصيدلانية رهف موصلي، لـ "نورث برس"، إنّ الإجراءات الاحترازية الأسرية ضرورية، ومن غير الممكن نفي مخاطر الإصابة داخل سوريا، لأن "فيروس كورونا وباء عالمي وأعداد ضحاياه بالآلاف".

 

وأضافت، " الإجراءات الاحترازية من الحكومة غير كافية، معظم الناس لم يلتزموا بالبقاء في المنزل، والأطفال يلعبون في الشوارع والحدائق ".

 

وكان وزير الصحة السوري، عماد اليازجي، قد صرّح، بعد اجتماع مع وزراء آخرين الثلاثاء، أنهم قرروا إغلاق النوادي الرياضية وملاهي الأطفال وصالات ألعاب الأطفال ومقاهي الانترنت، ومنع وضع الكراسي والطاولات المجهزة لاستقبال الزبائن لتناول الوجبات السريعة والاكتفاء بالبيع، مع اتخاذ إجراءات أكثر تشديداً في حال ظهور أي إصابة في سورية.