نبّل والزهراء.. خطر قائم طالما نقاط المراقبة التركية موجودة

حلب – سام الأحمد – نورث برس

 

لا يزال سكان بلدتي نبل والزهراء شمال حلب متخوفين من هجمات "انتقامية" قد تشنها القوات التركية أو الفصائل المدعومة منها، رغم توسيع القوات الحكومية والمجموعات الموالية لها مساحة سيطرتها في محيط البلدتين أثناء التصعيد العسكري الأخير في ريفي حلب وإدلب.

ويرى سكان وعناصر من القوات الرديفة للقوات الحكومية أن البلدتين لا تزالان ضمن دائرة الخطر، بالرغم من انحسار موجات القصف والهجمات التي كانت تنفذها فصائل المعارضة المسلّحة على البلدتين بين الحين والآخر.

وقال علي عباس شربو، من سكان بلدة نبّل، لـ "نورث برس"، إنهم يخشون هجمات جديدة أو أعمالاً انتقامية قد يقوم بها الجيش التركي أو مسلحو الفصائل والتي قد تؤدي لسقوط ضحايا.

 

وأضاف، "خوفنا ازداد ليس من القصف والهجوم المباشر من قبل الفصائل فقط، بل من أعمال انتقامية قد تقوم بها نقاط المراقبة التركية والمدفعية المتواجدة فيها".

 

ويأتي تخوف السكان بعد سقوط جنود أتراك في أرياف إدلب أثناء العملية العسكرية للقوات الحكومية أواخر شباط/ فبراير الفائت ورد الجيش التركي بقصف مواقع قوات الحكومة السورية في مواقع عديدة مطلع آذار/ مارس الجاري.

 

إذ يرى شربو وسكان آخرون أن سلوك الانتقام والثأر ليس بعيداً عن سياسة الجيش التركي والفصائل التي قد يصل استهدافها إلى البلدتين نبل والزهراء.

 

وكانت قوات الحكومة السورية والقوات الرديفة لها والمدعومة إيرانياً قد تقدمت في محيط بلدتي نبل والزهراء، وسيطرت على مناطق واسعة في ريفي حلب الشمالي والشمالي الغربي، في شباط/ فبراير الفائت، بعد اشتباكات عنيفة مع فصائل المعارضة المسلّحة.

 

فيما لا تزال القواعد العسكرية التركية متمركزة في الجهة الغربية من البلدتين، بالإضافة إلى وجود فصائل المعارضة المسلّحة المدعومة من القوات التركية في الجهة الشمالية الغربية من البلدتين.

وقال الحاج أنور، وهو قيادي في القوات الرديفة التابعة لقوات الحكومة السورية، لـ "نورث برس": "تعرضت نبل والزهراء لخطر وجودي طوال سنوات عبر هجمات فصائل المعارضة، وكلاء تركيا".

 

وأضاف أن خطورة القواعد التركية ظهرت في الاشتباكات الأخيرة، عندما دعمت نقاط المراقبة التركية هجمات الفصائل، " لن نأمن طالما توجد القواعد العسكريّة التركية بالقرب منّا".

 

وكانت فصائل المعارضة المسلّحة قد شنّت هجوماً على المحور الغربي من بلدتي نبّل والزهراء، في الرابع من آذار/ مارس الجاري، وجرت اشتباكات عنيفة بين الفصائل المدعومة تركياً من جانب والقوات الحكومية والقوات الرديفة لها من جانب آخر، وقتل في الاشتباكات ثلاثة عناصر على الأقل من القوات الرديفة.

 

وتعرضت أماكن في منطقتي نبّل والزهراء لقصف مدفعي كثيف، في الـ 17 من شباط/ فبراير الفائت، من قبل فصائل المعارضة المسلحة المدعومة من المدفعية التركية، تزامناً مع قصف تركي على قريتي الزيارة وعقيبة في منطقة شيروا.

 

ونبه طاهر الخطيب، وهو قيادي في القوات الرديفة للقوات الحكومية، خلال حديث إلى "نورث برس"، إلى أن وجود المسلّحين المدعومين تركياً في دارة عزة وعفرين وحتى إعزاز يعني احتمال وقوع معارك صعبة وقاسية في أيّة لحظة.

 

وتعيش بلدتا نبّل والزهراء هدوءاً ملحوظاً منذ منتصف شباط/ فبراير الفائت، وزاد في الهدوء اتفاق وقف العمليات القتالية في منطقة خفض التصعيد الموقّع في موسكو بين الرئيسين الروسي بوتين، والتركي أردوغان، في /5/ آذار/مارس.

 

وأوضح مدير جمعية المصباح الثقافية في نبل والزهراء، عبد المولى ديب، أن صمود سكان نبل والزهراء تحقق " بدعم إيراني ظاهره ديني، وربما يكون باطنه هدف إيراني لبسط النفوذ الهيمنة".

 

وأضاف ديب، لـ"نورث برس"، أن خطاب فصائل المعارضة المتشدّد والمذهبي، أدى لعدم قبول سكان البلدتين لهم وتخوفهم الدائم حيال وجودهم في المنطقة المحيطة بالبلدتين الشيعيتين.

 

وكانت سيطرة القوات الحكومية والقوات الرديفة لها على بلدات بيانون وحيان وعندان وحريتان، جنوب شرق بلدتي نبل والزهراء، وسيطرتهم أيضاً على بلدات قبتان الجبل وكفر بسين والشيخ عقيل، في الريف الغربي للبلدتين، قد وسّع نطاق السيطرة ونشر الأمان إلى حد كبير في محيط البلدتين اللتين تعتبرهما فصائل المعارضة قاعدتين مدعومتين من إيران.