إدلب – نورث برس
لا تزال العملية التعليمية في أرياف إدلب شمالي سوريا متوقفة بشكل شبه كامل بعد الحملة العسكرية التي بدأت بها قوات الحكومة السورية نهاية العام الفائت بهدف استعادة السيطرة على مناطق في أرياف حلب وحماه وإدلب.
وتسبب القصف الكثيف من الطائرات الحربية الروسية والسورية على مناطق في قرى وبلدات إدلب، والرد من الجيش التركي وفصائل المعارضة المدعومة منه ، بدفع الطلاب إلى عدم التوجه إلى المراكز التعليمية، وسط انشغال السكان بالبحث عن ملاذات آمنة.
وكانت إدارة التربية والتعليم في مناطق إدلب الخاضعة لسيطرة فصائل المعارضة، قد أصدرت تعميماً، في 29 شباط/ فبراير الفائت، علقت بموجبه الدوام المدرسي بدءاً من الثاني من آذار/ مارس الجاري على أن تكون المدة قابلة للتمديد وفقاً للظروف.
وقال بهاء العبد الله، وهو طالب في كلية العلوم ونازح من ريف حماة، لـ "نورث برس"، إنه توقف عن ارتياد الجامعة في إدلب بعد الهجمات العسكرية التي أدت فيما بعد إلى تعليق امتحانات الجامعات.
وأضاف، "هناك من بين زملائي من توقف بشكل كامل عن متابعة تعليمه".
وكان مسؤول المخيمات في إدارة شؤون المهجرين، أسامة أبو عبد الرحمن، قد قال لـ"نورث برس" في وقت سابق هذا الشهر، إن أعداد العائلات النازحة إلى مخيمات شمالي إدلب بلغت أكثر من /١٢٣/ ألف عائلة، توزّعت على مخيمات سرمدا وقاح وأطمة، بينما انتشر البعض منهم في مناطق متفرقة مثل إدلب المدينة ومراكز الإيواء المؤقت.
وشملت موجات النزوح طلاباً انشغلوا بالبحث عن أماكن آمنة تأويهم مع أهلهم فتوجهوا للمخيمات وعبر آخرون إلى تركيا، في حين توجه بعضهم إلى الجبهات، بحسب طلاب جامعيين تحدثوا لـ"نورث برس".
وقال محمد العمر، وهو طالب في الثانوية العامة، إن معاناته مع النزوح كانت السبب في تراجع همته، رغم أنه كان يمتلك طموحات عالية كونه من المتفوقين دراسياً.
وأضاف "كنا بريف إدلب الجنوبي، ما تعرضنا له أثّر سلباً على حالتي النفسية، وخفّت متابعة لدراستي".
وقال الدكتور محمد عبد الحي، الإداري العام في جامعة إدلب، في تصريحٍ خاص لـ "نورث برس"، إن قصف القوات الحكومية للمدن والبلدات في مدينة إدلب وريفها، وموجة النزوح الكبيرة الناتجة عنها إلى المناطق الأكثر أمناً، أوقفا عجلة العملية التعليمية.
وأشار عبد الحي إلى إجراءات من مديرية التربية والتعليم في إدلب، التي تتبع لـ"حكومة الإنقاذ"، " صدرت عدة قرارات بتأجيل الامتحانات النظرية بسبب الظروف، ولكن صدر قرار جديد باستئناف الامتحانات في 14 آذار/ مارس الجاري".
ورغم القرار الجديد باستئناف الامتحانات في الأسبوع القادم، إلا أن "من الممكن أن يعاد إيقاف العملية التعليمية وهذا يعود تبعاً لظروف الطلاب "، بحسب إدارة جامعة إدلب .
ويبلغ عدد الطلاب في جامعة إدلب 15 ألف طالب من المناطق التي تسيطر عليها الفصائل المدعومة من تركيا، إلا أن العديد منهم نزح نحو مناطق حدودية ومخيمات في ريف إدلب الشمالي.
وكان فريق "منسقو الاستجابة" قد وثق استهداف قوات الحكومة السورية والطائرات الروسية، لأكثر من /79/ منشأة تعليمية ومدرسة، خلال الفترة الممتدة من تشرين الثاني/ نوفمبر من العام الفائت، وحتّى 18 شباط/ فبراير من العام الجاري.