ارتياد الأسواق المتنقلة في أحياء الحسكة تقليد يتزامن مع الغلاء

الحسكة – جيندار عبدالقادر/ دلسوز يوسف – نورث برس

 

تشكل الأسواق المتنقلة (الشعبية) في أحياء مدينة الحسكة، شمال شرقي سوريا، مقصداً للسكان من ذوي الدخل المحدود لما توفره من أسعار مناسبة في ظل الغلاء في أسواق مركز المدينة ومحلات بيع المواد الغذائية والأساسية في الأحياء.

 

وتوفر الأسواق الشعبية في الأحياء فرص عمل مناسبة لسكان من المدينة ونازحين إليها لم تتح أمامهم فرصة للحصول على عمل أفضل، فوجدوا في هذه الأحياء مساحات لعرض بضائعهم المختلفة من ألبسة ومواد غذائية وخضار ومفروشات وغيرها من المستلزمات الضرورية للسكان.

 

وتوزعت هذه الأسواق حسب أيام الأسبوع على أحياء الصالحية والطلائع والمفتي والعزيزية ومشيرفة وغويران والحدادية في المدينة وضواحيها، حتى باتت تعرف باسم اليوم الذي تقام فيه مثل سوق السبت وسوق الأحد، والذي يحاول السكان، لا سيما ربات المنازل، شراء احتياجاتهم من المواد الأساسية منه في انتظار إقامته مجدداً في اليوم نفسه من الأسبوع التالي.

 

تقف عائشة خضر( 59 عاماً)، من سكان حي العزيزية، شرقي مدينة الحسكة، قرب بسطات لبيع الألبسة المستعملة وأخرى للمواد الغذائية، بعد أن قدمت من منزلها القريب إلى السوق المتنقل الذي يقام منذ نحو 15// عاماً، "هو قريب من منزلنا في حي العزيزية، ونتردد عليه في سبيل الحصول على المواد بأسعار رخيصة".

 

وأضافت أن هناك فارقاً واضحاً في أسعار البضائع بين السوق المتنقل الذي يتوزع باعته على أربع شوارع من الحي كل يوم خميس والمحال التجارية في الحي، وأن أغلب الأهالي من ذوي الدخل المحدود يفضلون الشراء من بسطات السوق التي توفر أسعاراً أدنى من غيرها بنسبة حوالي عشرة بالمئة.

 

ويستفيد باعة السوق من قلة تكاليف العمل هنا، حيث لا يحتاجون لاستئجار محل أو دفع ضرائب مالية كثيرة كما هو حال متاجر السوق وسط المدينة، ما يتيح لهم فرصة تخفيض نسبة من السعر، آملين في الحصول على أرباح من خلال بيع كميات كبيرة من بضائعهم.

 

وقال محمد علو (54 عاماً)، من أهالي ريف حلب ومقيم في مدينة الحسكة، والذي يعمل بائعاً في الأسواق الشعبية المتنقلة منذ أكثر من /30/ عاماً، إن الباعة يعمدون إلى أساليب أخرى لتخفيض الأسعار في السوق، فهو مثلاً لا يحتسب أجرة الخياطة على بضائعه التي يخيطها بنفسه،  "أعمل في صناعة وبيع الأقمشة والسجاد، وتعد الأحياء الشعبية التي نتنقل بينها على مدار الأسبوع سوقاً جيدة لبيع بضائعنا بسرعة ترضينا وسعر يرضي المشترين".

 

أما عن آلية تنظيم هذه الأسواق، قال الإداري في بلدية الشعب في الناحية الغربية بالحسكة، أواز معي، إنهم لا يتدخلون في تنظيم هذه الأسواق الشعبية، بل يقوم الباعة أنفسهم بإدارة أمور السوق، كما اعتادوا منذ /20/ عاماً.

 

ويقتصر تدخل البلدية في السوق على أمور التزام بقواعد النظافة، وضبط المواد الفاسدة أو منتهية الصلاحية خلال جولاتها الدورية على السوق، بحسب بلدية الشعب الغربية في الحسكة.