مايلز كاغينز: نحاول الوصول إلى أساليب جديدة لدعم عملياتنا مع قوات سوريا الديمقراطية
نورث برس
كشف الكولونيل مايلز كاغينز، الناطق الرسمي باسم التحالف الدولي ضد داعش، الذي تقوده الولايات المتحدة، في حديث إلى "نورث برس"، عن أن التحالف أطلق مبادرة لتأمين المزيد من فرص العمل للسكان المحليين من خلال توفير خدمات البيع والتسهيلات الأخرى من أجل تأمين المصادر الأساسية للعيش.
وقال كاغينز إن هذه المبادرة تعتبر الأولى من نوعها لمساعدة الاقتصاد، لأنه بمثابة محاربة داعش، "فعند وجود اقتصاد قوي وحكومة محلية قوية ومجتمع موحد وفرص عمل متوفرة للشباب والشابات"، من غير المرجح أن تتحول إلى الإرهاب، وبالتالي فإن الوضع الاقتصادي مرتبط بالأمني في المنطقة والتحالف "يحاول الوصول إلى أساليب جديدة من أجل دعم عملياتنا مع قوات سوريا الديمقراطية".
ويحاول التحالف الدولي إفساح المجال أمام الأعمال المحلية للتنافس من أجل العقود الخدمية التي تدعم قوات التحالف الدولي في هذه القاعدة. "نحن نعتقد أنه من المهم أن نفعل أي شيء قدر المستطاع من أجل حماية المدنيين هنا من تهديد داعش".
وفي ردّه على سؤال حول إعادة تموضع القوات الأمريكية في تشرين الأول/أكتوبر العام الماضي في المنطقة قال الكولونيل "كان هناك توتر في المناطق الحدودية وقمنا بإبعاد قواتنا عن المناطق الحدودية و تمت إعادة تموضعهم في مناطق الحسكة ودير الزور، حيث أتممنا شراكتنا مع قوات سوريا الديمقراطية هناك وذلك لهدف واحد وهو القضاء على داعش".
وكشف عن أن اتخاذ قرار إعادة تموضع قوات التحالف جاء "ضمن جزء من المناقشات الثنائية التي جرت بين قادة الولايات المتحدة الأمريكية وتركيا".
وشدد الكولونيل على التزام التحالف العسكري بشراكتهم مع قوات سوريا الديمقراطية، "كان هناك إعجاب شديد من قبل قوات التحالف اتجاه قوات سوريا الديمقراطية"، (….) كان التحالف يمتلك قواعد في المدن الشمالية والغربية كمنبج والطبقة والرقة وكوباني وقاعدة صرين، "وقمنا بإغلاق هذه المواقع ونقلنا قواتنا إلى الجانب الشرقي من المنطقة."، لكن "شراكتنا مع قوات سوريا الديمقراطية استمرت، وهذه الشراكة مرئية في محافظات الحسكة ودير الزور، لكن كما أشرت سابقاً، مهمتنا هي هزيمة داعش".
وعن آلية الشراكة مع قوات سوريا الديمقراطية أوضح كاغينز "أحياناً تقدم قوات التحالف الدولي مساعدات لقوات سوريا الديمقراطية فيما يتعلق بالمجال الاستخباراتي، وأحياناً بطرق أخرى كإرسال شاحنات تحمل العلم الأمريكي. هذه العلاقة مستمرة رغم ابتعادنا".
وقال "الآن مثلاً، أتحدث إليكم وأنا متواجد في قاعدة لقوات سوريا الديمقراطية، ومحاط برجال أمن تابعين لقوات سوريا الديمقراطية مع تكتلات صغيرة لقوات التحالف الدولي. وهذا دليل واضح للشراكة".
وعن مسألة انسحاب التحالف خلال الفترة الماضية قال الكولونيل "عند مغادرة قوات التحالف حسب البعض أنه سينهار كل شيء وأن داعش سيعود من جديد ويجتاح المناطق ويسيطر عليها، ولكن نظراً للبنية التنظيمية لقوات سوريا الديمقراطية التي ظهرت لمكافحة داعش منذ خمس سنوات، فقد استمر التماسك والثبات والوحدة رغم وجود الضغوط من عدة أفراد أو مجموعات إرهابية من داعش، بقي التحالف شريكاً في هذا المجال".
لكنه قال أيضاً "أنا لست هنا لأضمن ما سيفعله التحالف الدولي، ومن حسن الحظ استطاع التحالف الدولي أن يجد في قوات سوريا الديمقراطية شراكة قوية. أود فقط أن أقول لك أننا باقون هنا لاستكمال هزيمة داعش وحماية البنية الحيوية التحتية التي اعتاد داعش أن يكسب منها أموالاً طائلة من أجل تمويل أعماله الإرهابية، هذه هي التزاماتنا طالما نحن هنا".
وفي رده على سؤال حول عدد جنود التحالف في المنطقة قال الكولونيل، "يمتلك التحالف الدولي حوالي 600 جندي في الحسكة ودير الزور، وهذا عدد ليس بكثير، بالمقابل تمتلك قوات سوريا الديمقراطية حوالي 20 ،30 أو 40 ألف حسبما أعتقد في المنطقة الممتدة ما بين منبج وديرك وجنوباً إلى الباغوز."
وكشف الكولونيل عن وجود "تعقيدات كثيرة" في هذه المنطقة، لا سيما مع الوجود الروسي واذي تسبب مؤخراً بظهور تنافس بينهم وبين قوات التحالف في مسألة مناطق النفوذ وخارطة سير الدوريات "نحن نتحدث مع الروس يومياً عبر الهاتف ونتبادل الرسائل معهم لنعلمهم عن وجهتنا على الأرض، والروس أيضاً يعلموننا إلى أين ذاهبون. أحياناً يجري تصادم بيننا على الطريق، ولكنني أؤكد لك أنه في كل حادثة يحاول التحالف دوماً أن لا يصعد الموقف وأن ينهي التصادم بشكل سلمي".
وأضاف، "كل طرف يذهب في الاتجاه المختلف عن الآخر. وهذا هو الحال دوماً، ففي أوقات كثيرة ترى مرور عربات أمريكية بجانب أخرى روسية دون أية مشاكل نظراً لوجود قرارات خاصة متعلقة بمرور القوافل ومهمات الطلعات الجوية".
وكشف أيضاً عن عدم وجود قوات للتحالف في منبج والطبقة والرقة، "لقد خرجنا منها وأعلم أن قوات سوريا الديمقراطية ملأت الفراغ هناك وأنهم يواصلون القضاء على خلايا داعش النائمة هناك".
وحول مشكلة وجود نحو عشرة آلاف من عناصر داعش في سجون قوات سوريا الديمقراطية، قال الكولونيل، "لا وجود لجنود التحالف في مراكز الاحتجاز، فقط نقدم بعض النصائح لهم عن كيفية التصرف، ولكنها مسؤولية قوات سوريا الديمقراطية بالنهاية".
في حين أقر بعدم وجود حل لهذه المشكلة حتى الآن ، "ما من حل سريع حتى الآن ولكن هناك حاجة إلى ذلك".
وقال "إنني مهتم جداً بالتركيز على الحقائق، والحقيقة هي أن الولايات المتحدة من ضمن التحالف الدولي ملتزمة بالشراكة مع قوات سوريا الديمقراطية في الحسكة ودير الزور".
وأضاف الناطق باسم التحالف الدولي الكولونيل مايلز كاغينز ، "الحقيقة هي أن الدول الأخرى في هذه المنطقة متورطة قصداً في قصف عشرات الآلاف من المدنيين، ولا أعرف ما السبب. لذلك يواصل التحالف شراكته مع قوات سوريا الديمقراطية".