تقدم القوات الحكومية في ريف إدلب يحرم مركز المدينة من الخضار المحلية
إدلب – نورث برس
أدى تقدم قوات الحكومة السورية في ريف إدلب شمالي سوريا على حساب فصائل المعارضة المسلّحة، إلى ضغط على أسواق مدينة إدلب وارتفاع أسعار الخضروات والمواد الغذائية، في ظل موجة النزوح باتجاه المدينة البعيدة نسبياً عن الاشتباكات والأقرب إلى الحدود السورية التركية.
وقال أحمد الأسعد، وهو من سكان مدينة إدلب، لـ "نورث برس"، إن الأسعار ارتفعت بشكل غير مسبوق بعد تقدم القوات الحكومية في الريف الجنوبي وسيطرتها على مساحات زراعية كانت تزود سوق إدلب بالخضروات.
وأضاف أنّ "السوق يستورد الخضروات حالياً إمّا من تركيا أو من الساحل السوري، وكلاهما أعلى سعراً من الإنتاج المحلي في ريف إدلب، حيث تترتب رسوم إضافية على عملية شحنها للمنطقة ".
وكانت قوات الحكومة السورية قد بدأت أواخر العام المنصرم2019 ، حملة عسكرية واسعة للسيطرة على المناطق الواقعة تحت سيطرة فصائل المعارضة المسلّحة، وتمكنت من التقدم وبسط نفوذها على مناطق واسعة في ريفي حلب وإدلب مؤخراً، ما أدى لموجة نزوح كبيرة.
وقال رامي العمر، وهو نازح من ريف حماة، أنّ معاناة النزوح ازدادت مع ارتفاع سعر صرف الدولار وارتفاع أسعار الخضار والخبز والمواد الغذائية.
وكان فريق منسقو الاستجابة السورية، قد وثّق في /24/ شباط/ فبراير الفائت إحصائيات جديدة عن ارتفاع عدد النازحين من مناطق خفض التصعيد في شمال غربي سوريا، إلى مليون و/9346/ شخصاً من أكثر من /177/ ألف عائلة، بينهم /794/ ألف و/384/ طفلاً وامرأة منذ تشرين الثاني/ نوفمبر 2019 وحتى /23/ من شباط/ فبراير الفائت.
وقال عماد أبو فراس، وهو تاجر في سوق الهال بإدلب، لـ "نورث برس"، إن تقدم القوات الحكومية وخسارة المعارضة للمناطق الزراعية في ريفي إدلب وحلب هو سبب ارتفاع الأسعار في منطقتها" كنا نستعين بالخضروات من ريف سراقب وريف حلب الجنوبي الغربي، وكانت خان طومان من أهم المناطق التي تمدّ الشمال بالخضروات".
أمّا عادل العبد الله، وهو تاجر أيضاً في سوق الهال، فقال: "مرابح التجار قلّت بسبب تخفيض نسبة الأرباح لتصل للمستهلك بسعر معقول، ونسبة ارتفاع الأسعار وصلت، 50% على بعض المواد وتجاوزته في مواد أخرى بسبب الاعتماد على منافذ أغلى".
وكانت قوات النظام قد سيطرت بداية شهر شباط/ فبراير الفائت على بلدة خان طومان بريف حلب الجنوبي الغربي، فيما استعادت فصائل المعارضة المسلحة التابعة لتركيا السيطرة، الخميس الفائت، على مدينة سراقب بريف إدلب الشرقي ومساحات من ريفها، إلا أن قوات الحكومة السورية تمكنت اليوم مجدداً من السيطرة عليها.
وقال زياد المحمّد، وهو مسؤول في مجلس مدينة إدلب، لـ "نورث برس"،أن ارتفاع الأسعار شمل بالإضافة إلى الخضار معظم المواد الغذائية في ظل ازدياد توافد النازحين، موضحاً أنهم لم يلحظوا "أي حالات جشع أو احتكار من جهة التجار" أثناء متابعتهم للأسواق.