حركة نزوح كثيفة نحو ريف حلب الشمالي وسط نقص في المساعدات الإنسانية
اسطنبول ـ القامشلي ـ نورث برس
مع ازدياد التصعيد العسكري تجاه المناطق المكتظة بالسكان في مناطق إدلب وريفها بالإضافة لمناطق ريف حلب، ازدادت أوضاع السكان والنازحين في وجهات النزوح المختلفة تدهوراً، لا سيما في مناطق الريف الشمالي لكل من حلب وإدلب والقريبة من الحدود السورية التركية.
وشهدت أرياف حلب وإدلب، حيث الكثافة السكانية الأكبر في المناطق الواقعة تحت سيطرة المعارضة السورية، تصعيداً عسكرياً غير مسبوق خلال الأيام الأخيرة، عبر القصف الجوي بالطائرات الحربية، والقذائف بواسطة المدافع الثقيلة وراجمات الصواريخ، من قبل قوات الحكومة السورية مدعومة بالقوة العسكرية الروسية، والرد عليها من قبل القوات التركية والفصائل المعارضة التابعة لها، ما أدى لحركة نزوح كثيفة، قدرت بحسب الأمم المتحدة إلى ما يقارب تسعمئة ألف شخص، بينهم عدد كبير من النساء والأطفال.
كل ذلك أفضى لوقوع كارثة إنسانية جديدة، في ظل تكرار معاناة النزوح للمرة الرابعة أو الخامسة للبعض منهم، خاصة وأن الأماكن التي بات من الممكن التوجه إليها محدودة جداً، مع استمرار إغلاق منافذ الحدود التركية في وجه النازحين.
وفي متابعة خاصة أجرتها "نورث برس" في منطقة إعزاز السورية، في ريف حلب الشمالي، قال زكريا، النازح من منطقة حور، شمال غرب حلب، إنه اضطر للنزوح بسبب القصف العشوائي من الطيران الروسي الذي تعرضت له منطقتهم، حيث خرجوا "بأمتعتهم فقط، هو وزوجته ووالدته وأخواته وبعض من أقاربهم، واستقلوا مركبة كانت متوجهة لمدينة إعزاز".
وأضاف زكريا أن عدد النازحين كبير جداً في إعزاز، وأن أفراد عائلته "يجلسون حالياً في بيت لا شبابيك ولا أبواب له، وبحاجة للبطانيات والفرشات والأغطية والشوادر"، متمنياً فرصة قريبة للعودة إلى منطقته.
وقال نازح من حلب إنه توجه لريف حلب الغربي بعد الخروج من حصار حلب الذي دام لعدة سنوات، وبعدها مناطق دركوش وحارم في إدلب، بينما خرجوا بعد القصف الذي تعرضوا له من قبل قوات النظام السوري إلى إعزاز.
وقال أبو إبراهيم، أحد "كبار السن" المهجرين من مدينة الأتارب والذين تجمعوا في خيمة، إنهم عاجزون في ظل ما يجري من قصف وتدمير للبيوت وتشريد وتهجير، "لا نعرف كيف خرجنا وكيف نجونا ولا حتى كيف وصلنا إلى إعزاز".
وأضاف، أنهم يحتاجون لبطانيات وفرش وغذاء، لإعانة الأطفال والنساء المتواجدين معهم.
وقال أحمد حميدو من "منتدى الحوار الوطني" في مدينة إعزاز، إن النزوح الأخير كبير جداً ويتجاوز مئات الآلاف من النازحين والمهجرين الذين لا طاقة لمنطقة صغيرة مثل إعزاز على استيعابهم.
وأضاف أن أغلب من وصلوا إليهم كانوا في أحوال صعبة، "مع ذلك حاولنا تقديم كل ما نستطيع بالتعاون مع جهات محلية، وكانت الأمور جميعها تجري على سوية واحدة، ولم يتم ادخار أي جهد، وفتحت جميع المساجد والمستودعات والصالات والمنازل لتأمينهم".
وتابع حميدو أن وجود التقصير لا يعود لقلة الجهود المبذولة، إنما سببه الأعداد الكبيرة للنازحين والتي تعجز المنظمات عن تلبية احتياجاتها، بالإضافة إلى أن منظمات الأمم المتحدة لم تقم بدورها إلى الآن على أكمل وجه، حسب قوله.
وطالب حميدو المجتمع الدولي ومنظمات الأمم المتحدة، التدخل لتأمين الحماية والإغاثة للنازحين بعيداً عن التدخل السياسي أو العسكري، ومراعاة ظروفهم الصعبة جداً… "وكي لا ندفع حياتنا ثمناً لطلب للهجرة عبر الحدود".