عشرة طلاب في مدرسة خاصة للمكفوفين في كوباني

 

كوباني- فتاح عيسى/ فياض محمد- نورث برس

 

بلغ عدد الطلاب الذين استقبلتهم مدرسة "الشهيدة نورشين" الخاصة بالمكفوفين في كوباني عشرة طلاب فقط، موزعين على ثلاثة صفوف ابتدائية، "رغم الجهود التي تبذلها إدارتها منذ افتتاحها مطلع العام الحالي 2020.".

 

وقال الطفل محمود بكي (6  أعوام)، من الصف الأول، إنه تلقى دروساً في مواد الرياضيات والاجتماعيات وفق طريقة القراءة باللمس، بالإضافة إلى تعلم لغته الأم الكردية في المدرسة.

 

وعزا خليل محمود، الإداري في المدرسة، خلال حديث لـ"نورث برس"، سبب ضعف الإقبال على المدرسة إلى عدم انتشار خبر افتتاحها، رغم أن إدارة المدرسة تؤمن المواصلات لطلابها، و"تعاني من بعد المسافة التي يتم استقدام الطلاب منها، لا سيما أن معظمهم يقطنون في القرى البعيدة عن مركز المدينة".

 

وتخطط لجنة التربية للقيام بحملة خاصة في الريف لإعلام أهالي الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة بافتتاح المدرسة وتشجيعهم على إرسال أطفالهم إليها، بحسب لجنة التربية في كوباني.

 

وكان مشروع افتتاح مدرسة خاصة بالمكفوفين قد جاء بعد ملاحظة وجود بعض الطلاب الذين يعانون من ضعف بصر شديد في المدارس العامة، إذ سينال الطلاب في هذه المدرسة حقوق الطلاب الآخرين نفسها، وخاصة فيما يتعلق بالشهادات التعليمية، بحسب ما أفاد به الناطق باسم لجنة التربية، رضوان دهارو.

 

وتعتمد مدرسة المكفوفين في كوباني نظام المدارس العامة نفسه فيما يتعلق بعدد الساعات التعليمية وأيام الدراسة والعطل والحصص والمواد التعليمية، ويقوم بالتدريس حالياً في المدرسة ثلاثة معلمين فيما يقوم موظفان اثنان بمساعدة الطلاب أثناء دوامهم.

 

ويتألف الكادر التدريسي عموماً من طلاب جامعيين تلقوا خبراتهم في مدينة دمشق قبل أعوام في مجال تعليم الأطفال المكفوفين، بالإضافة إلى حاملي شهادة المرحلة الثانوية ممن تابعوا لاحقاً تعليمهم باللغة الكردية في معاهد بمدينة كوباني.

 

وقالت مزكين محمود، معلمة اللغة الكردية في المدرسة، إن المنهاج الذي يتم تدريسه في المدرسة هو منهاج الإدارة الذاتية المعتمد في المدارس الأخرى، فيما تختلف طريقة التعليم التي تعتمد نظام "بريل" أي الكتابة النافرة التي يتم قراءتها عن طريق اللمس، مشيرة إلى أنهم يقومون بتعليم الأحرف الكردية للطلاب وفق هذا النظام.

 

وأضافت محمود أن هيئة التربية قامت بتأمين طابعة خاصة للمكفوفين، تم برمجتها لإدخال الأحرف الكردية وفق نظام "بريل" على أن تتم طباعة الكتب وفق منهاج الإدارة الذاتية لتكون جاهزة خلال العام القادم.

 

وقامت هيئة التربية في كوباني بتأمين الأدوات التعليمية الخاصة بالمكفوفين من ألواح كتابة وأدوات هندسية ورياضية، بالإضافة إلى طابعة خاصة تم تأمينها من سويسرا بمبلغ /12/ ألف دولار، الناطق باسم لجنة التربية في كوباني.

 

وتسعى إدارة "الشهيدة نورشين" الخاصة بالمكفوفين في كوباني إلى افتتاح صفوف أخرى لطلاب المراحل التعليمية بشكل تدريجي مع إقبال طلاب جدد مستقبلاً وتحقيق تقدم في مستوى الطلاب الملتحقين سابقاً. كما أن هيئة التربية تخطط لافتتاح مدرسة خاصة بالطلاب "الصم والبكم" وفق نظام تعليم "لغة الإشارة"، خلال الأشهر القادمة وفق ما صرح به مسؤولون في الهيئة.