وثائق –  حوالات مالية من إدلب إلى عائلات تنظيم "الدولة" في مخيم الهول

الحسكة – روج موسى/محمد حبش – نورث برس

 

كشفت وثائق حصلت عليها "نورث برس"، مؤخراً، وصول حوالات مالية من مناطق إدلب شمال غربي سوريا إلى مخيم الهول، شمال شرقي سوريا، والذي يضم نحو /70/ ألف شخص من بينهم /12/ ألفاً من عائلات تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) الأجانب.

 

وتظهر الوثائق وصول مبالغ مالية متفاوتة من مناطق سيطرة فصائل المعارضة التابعة لتركيا في إدلب إلى عائلات تنظيم "داعش" الأجانب في المخيم، كما تصلُ حوالات إلى هذه العائلات من دول مختلفة.

 

وتحصل نساء التنظيم المتشدد في المخيم على الأموال عبر مكتبين للحوالات المالية أنشأتهما إدارة المخيم في وقت سابق "لتسيير الأمور المالية لسكان المخيم" .

وتظهر إحدى صفحات سجلات استلام الحوالات، وصول حوالتين من مدينة إدلب في السابع عشر من شباط/فبراير الجاري، بقيمة /485/ دولار أمريكي، استلمتهما امرأتين، فيما وصلت في اليوم التالي حوالتين لإحدى نساء المخيم بقيمة /486/ دولار، من مركز مدينة إدلب وبلدة سرمدا شمالها، ووصل مبلغ /1090/ دولار من مدينة إدلب لامرأة أخرى في الثاني والعشرين من الشهر الجاري.

 

وقال أحد الموظفين العاملين في مكتب الحوالات إنهم يستقبلون العشرات من الحوالات يومياً، في حين يصل إجمالي المبالغ الشهرية التي تستلمها عائلات التنظيم إلى /15-20/ ألف دولار، مصدرها مدينة إدلب ومنطقتي سرمدا وحارم في ريفها الشمالي و أكثر من /40/ دولة أجنبية.

وقال علي (اسم مستعار) وهو موظف في أحد المكتبين، إن معظم الحوالات تأتي من تركيا بنسبة ستين بالمئة من أجمالي المبالغ، مرفقة بأرقام هواتف أمريكية وهمية.

 

وتتبع إدارة المخيم سياسات صارمة من جهة الأموال الواردة إلى العائلات،  ولا تسمح باستلام الحوالات المالية التي تزيد قيمتها عن أكثر من /300/ دولار لكل مرة، وتقوم بحجز المبلغ الزائد وإعادته للعائلات على شكل دفعات شهرية.

 

وتقول إدارة المخيم إن هذه الإجراءات تندرج في إطار الحد من محاولات تهريب العائلات إلى خارج أسوار المخيم والتي تقوم بها شبكات تهريب منظمة.

 

وحاول الكثير من عناصر "داعش" المحتجزين لدى قوات سوريا الديمقراطية الهروب من السجون والمخيمات على حد سواء، في فترة الهجوم التركي وفصائل المعارضة التابعة له، على مدينتي رأس العين/سري كانيه وتل أبيض/كري سبي.

 

وبحسب ما صرحت به الإدارة الذاتية حينها، فقد نجح بعض عناصر التنظيم من الهروب مستغلين انشغال قوات سوريا الديمقراطية بصد هجمات الجيش التركي على المنطقة، وسجلت حالات هروب لعوائل "داعش" من مخيم عين عيسى بريف الرقة وذلك عند اقتراب المعارك من المخيم.

 

واستطاعت قوى الأمن الداخلي (الأسايش) في التاسع عشر من تشرين الأول/أكتوبر 2019 إحباط عملية هروب جماعية لـ/14/ امرأة و/21/ طفلاً من عوائل التنظيم من مخيم الهول نحو مناطق ريف دير الزور الشرقي والحدود العراقية وفق إدارة المخيم.

 

فيما اعتقلت "الأسايش" في الثامن من كانون الأول/ديسمبر الماضي. ست نساء من جنسيتين روسية وكازاخية حاولن الفرار من المخيم أيضاً عبر شبكة تهريب تصل إلى مناطق جرابلس والباب الواقعتين تحت سيطرة فصائل المعارضة التابعة لتركيا.

 

و خلال الأشهر السابقة تزايدت حالات القتل في مخيم الهول، وصلت حتى الآن إلى نحو ست حالات، كانت آخرها في شهر كانون الثاني/ يناير الماضي، حيث قتلت امرأتان عراقية وتركستانية خلال يومين متتاليين سبقتها حادثة قتل أخرى كان ضحيتها رجل عراقي وزوجته في الشهر ذاته.

 

ويشكل معتقلو تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) لدى قوات سوريا الديمقراطية، بالإضافة إلى آلاف العائلات في مخيم الهول وروج بريف ديريك شمال شرقي سوريا تجمعاً بشرياً خطيراً و"قنبلة موقوتة"، في ظل غياب الحلول، فلا دولهم ترضى باستعادتهم ولا تدعم هذه الدول إنشاء محكمة دولية في مناطق الإدارة الذاتية.

 

وقال مظلوم عبدي القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية في تصريح سابق، إن الدعم الدولي وسيلة أساسية لحل مشكلة معتقلي "داعش"، لكن حتى الآن الدعم غير كافٍ، "بعض الدول قالوا لنا رسمياً نحن لا نريد أن نأتي بهؤلاء إلى بلادنا مرة أخرى يجب أن يبقوا لديكم".

 

وأوضح أن المشكلة في أن بعض الدول يتعاملون مع القضية "كمشكلة أمنية تحلها بشكل سري وغير رسمي، حتى تجاوبنا معهم ووجدنا أنهم غير جديين وهذا لا يحل المشكلة ولهذا نحن نعتبر المسألة سياسية بامتياز".

 

وتبدي معظم الدول تخوفها فيما إذا خرج عناصر التنظيم من أماكن الاحتجاز، وترفض معظمها في ذات الوقت تسلُّم مواطنيها المنضمين لتنظيم "داعش".