في الذكرى الرابعة لقصفه.. سكان في الشيخ مقصود يروون تفاصيل أحداث دامية

حلب – زين العابدين حسين – نورث برس

 

يستذكر أهالي حي الشيخ مقصود في مدينة حلب أحداث الهجوم العنيف الذي شنته فصائل المعارضة المسلحة المتمركزة في حي بستان الباشا في السادس عشر من شهر شباط/ فبراير عام  2016على الحي والتي استمرت نحو شهرين.

 

وكان حي الشيخ مقصود، الذي خضع لسيطرة "وحدات حماية الشعب" منذ عام 2012، قد تعرض للقصف عدة مرات من قبل "جبهة النصرة" وفصائل المعارضة المسلحة التي كانت تحاصر الحي من جميع الاتجاهات حتى حزيران/يونيو 2016، ما تسبب بسقوط ضحايا وجرحى وتدمير في الممتلكات.

 

وقال أمين منان محمد، الذي فقد ابنه خلال ذلك القصف، لـ"نورث برس": "لم نترك الحي رغم الضغوطات، ووقعنا بين نارين، فمن جهة تقصفنا فصائل المعارضة ومن جهة تقصفنا قوات الحكومة السورية مبررة ذلك بالخطأ. فقد ابني حياته إثر إصابته بشظية قذيفة ضربت شارع منزله".

 

وكانت منظمة العفو الدولية قد أشارت، في تقريرها الصادر /13/ أيار/ مايو 2016، إلى أن الجماعات المسلحة في المناطق المحيطة بحي الشيخ مقصود في مدينة حلب، قد شنت هجمات عشوائية متكررة أصابت منازل المدنيين والشوارع والأسواق والمساجد، وقتلت وجرحت مدنيين، "ما يعكس استهتاراً معيباً بحياة البشر".

 

أما دلشان عثمان، من سكان الحي، فتقول إنهم لم يخرجوا من الحي وعاشوا كل الأحداث التي وقعت فيه، من بينها أحداث /16/ شباط، "كانت عائلتي مؤلفة من /12/ شخصاً عندما تعرض الحي لهجوم عنيف بمختلف الأسلحة، والذي قالوا لاحقاً إنه كان من غير قصد أو عن طريق الخطأ".

 

وأضافت، أنهم لجؤوا أثناء القصف إلى الطوابق السفلية، وبقوا بلا كهرباء ولا طعام، "وحتى الماء لم يكن متوفراً إلا قليلاً"، وبيّنت أنهم قضوا مرة عشرين يوماً دون أن يطبخوا طعاماً، معتمدين على "الزعتر وعصير البندورة"، لشدة إحكام الفصائل قبضتها على مخارج الحي.

 

وصنّفت منظمة العفو الدولية تلك الهجمات بـ "جرائم حرب" ، وقد جمعت أدلة على انتهاكات خطيرة من شهود عيان وحصلت على أسماء ما لا يقل عن /83/ مدنياً، بمن فيهم /30/ طفلاً قتلوا بسبب الهجمات في الشيخ مقصود في الفترة ما بين شباط / فبراير ونيسان / أبريل من العام 2016. في حين أصيب ما يربو على /700/ مدني كذلك بجروح، ، في تقريرها في /13/ أيار/ مايو 2016.

 

من جهتها اتهمت "وحدات حماية الشعب"، في بيانها الصادر نيسان /أبريل 2016، فصائل المعارضة بالتسبب في مقتل أكثر من /40/ مدنياً خلال القصف العشوائي ذاته على للشيخ مقصود.

 

تقول فائزة خليل من حي الشيخ مقصود لـ"نورث برس"، " قالوا إنهم /27/ كتيبة، هاجمتنا بمختلف الأسلحة من دبابات وصواريخ "فيل" وقذائف وجرات الغاز، حتى تم قصفنا في الحي بالغاز الكيماوي، لكننا قاومنا بدورنا".

 

ويقول سكان في الحي إنهم تعرضوا ثلاث مرات في العام 2016 لقصف بالأسلحة الكيماوية والمحرمة، كانت أولاها في 8 آذار/ مارس، والثانية في 7 نيسان/ أبريل والثالثة في 8 نيسان/ أبريل.

 

وبعد المعارك العنيفة، التي استمرت لشهرين، تمكنت وحدات حماية الشعب من إبعاد الفصائل نحو منطقتي الشقيف وكفر حمرة شمالي حلب، إلى أن تمكنت قوات الحكومة السورية من استعادة السيطرة على معقل الفصائل في السكن الشبابي وحي بني زيد على الأطراف الشمالية والشرقية لمدينة حلب خلال صيف 2016.