الحسكة..عشرات النازحين من بلدة أبو راسين بلا مأوى ومساعدات
الحسكة – جيندار عبدالقادر/ دلسوز يوسف – نورث برس
تعاني قرابة /30/ عائلة نزحت من بلدة أبو راسين التابعة لتل تمر إلى مدينة الحسكة شمال شرقي سوريا، من ظروف معيشية صعبة، في ظل عجز الإدارة الذاتية عن استقبال المزيد من الوافدين إلى مخيم "واشوكاني" الخاص بنازحي رأس العين وريفها شمالي الحسكة نتيجة اكتظاظه بالنازحين.
وتسببت الاشتباكات والقصف المتبادل بين القوات الحكومية والفصائل المعارضة المسلحة الموالية لتركيا بريف بلدة أبو راسين شمالي الحسكة، بنزوح عشرات العوائل وفرارها من محيط بلدة أبو راسين المجاورة للحدود التركية.
ولاستقبال النازحين الجدد، عمدت الإدارة الذاتية إلى تحويل مدرسة "رضوان البكاري" بحي العزيزية إلى مركز إيواء وتقديم المساعدات الإغاثية الضرورية لهم.
ويقول خليل ياسين، وهو أحد النازحين من بلدة أبو رأسين، "نزحت أنا وأسرتي جراء سقوط القذائف بشكل عشوائي على البلدة، ما سبب الرعب والهلع بين الاطفال والنساء".
ويشهد ريف مدينة تل تمر وبلدة أبو رأسين المجاورة اشتباكات وقصف بالقذائف بين القوات الحكومية والفصائل المسلحة الموالية لتركيا، وتتساقط معظم القذائف بشكل عشوائي بين الأراضي الزراعية والقرى الآهلة بالسكان.
وقالت ربيعة الجاسم، /60/ عاماً، والتي نزحت برفقة أولادها وأحفادها، إن القصف المكثف على البلدة تسبب بمقتل ابن عمها "خضر اليوسف"، وأضافت، "هربنا من تحت القصف في هذا الجو البارد، أطفالنا أصابهم البرد ما عدا أننا تركنا جميع أملاكنا خلفنا وهربنا بأرواحنا إلى هنا".
ويقول عبد محمد النهار، النازح من قرية عنيق الهوى التابعة لمدينة رأس العين، إنه نزح من دياره صوب قرية مجيبرة الشرابيين بريف مدينة تل تمر عند أقرباءه مع بدء هجمات الجيش التركي والفصائل الموالية له على منطقتهم، لكن القصف طال قرية مجيبرة أيضاً، لينزح مرة أخرى صوب مدينة الحسكة متوجهاً إلى مخيم "واشوكاني" الذي يقطنه نازحو منطقة رأس العين، لكن لم يتمكن من الاستقرار فيه نتيجة اكتظاظه ليتوجه إلى مركز الإيواء الذي أنشئ حديثاً في مدرسة رضوان البكاري.
وأوضح النهار /49/ عاماً، أن منزله في قرية عنيق الهوى تدمر كلياً جراء سقوط قذائف عليه، مشيراً بأنه يفتقر حالياً إلى أدنى مقومات الحياة لانعدام الأغطية والأفرشة والطعام والمدفأة في الملجأ الجديد.
وقال مدير مركز "رضوان البكاري" لإيواء النازحين، رائد علي، لـ "نورث برس"، إن قرابة /30/ عائلة يبلغ تعداد أفرادها نحو /300/ شخص، غالبيتهم نساء وأطفال، وصلوا إلى مدينة الحسكة مؤخراً فارين من القصف على بلدة أبو راسين وريفها، موضحاً بأن هذا العدد قابل للازدياد نتيجة استمرار الهجمات والاشتباكات.
وأضاف "استقبلنا هؤلاء النازحين وقدمنا لهم يد العون لكن ليس بالمستوى المطلوب، نظراً للظروف الجوية الصعبة وعدم توفر المستلزمات الضرورية في المركز، كون معظم النازحين فروا من منازلهم تحت القصف دون جلب حاجياتهم الأساسية من اللباس والطعام والأغطية".
وشدد علي على أن استمرار القصف سيتسبب بكارثة إنسانية نتيجة عدم توفر المزيد من المراكز لديهم، مناشداً المنظمات الانسانية بتقديم المساعدة للنازحين في ظل الإمكانات المحدودة لديهم.
وتسببت العملية العسكرية التركية في شرق الفرات، في التاسع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، بنزوج أكثر من /300/ ألف مدني من منازلهم، إضافة إلى مقتل وجرح العشرات، بحسب تقرير منظمة حقوق الإنسان ( هيومن رايتس ووتش).