سد روج آفا (تشرين) تغذية للشمال السوري بالكهرباء وسط أعطال سببها الضغط على الشبكات ونتائجها التقنين

عين العرب / كوباني – فياض محمد /  فتاح عيسى – NPA

 

يستمر سد روج آفا (سد تشرين سابقاً) والذي يعتبر ثاني أكبر سد في سوريا، من حيث الحجم وكمية الطاقة الكهربائية التي تولدها وحجم المياه التي تخزنها، بتغذية مناطق سيطرة الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا بالكهرباء.

ويترافق ذلك مع صعوبات تتعلق بأعطال تصيب خطوط التوتر العالي بسبب طول تلك الخطوط من جهة، والضغط على الشبكات في فصل الشتاء بشكل خاص من جهة أخرى.

ويقع سد روج آفا (سد تشرين) على نهر الفرات في ريف مدينة منبج، شمال شرقي حلب، ويبعد عن مدينة حلب /115/ كم وعن الحدود التركية /80/ كم، ويحصر السد خلفه بحيرة تشرين، وتبلغ سعة الخزان المائي /9،1/ مليار مكعب.

وكانت الغاية الأساسية من بناء السد، توليد الطاقة الكهربائية، يصل طوله إلى /900/ م، وعرض قاعدته /290/ م، فيما يبلغ عرضه عند القمة /20/ م، وارتفاعه /40/ م.

تبلغ مساحة البحيرة /155/ كم مربع، ويرتفع منسوب التخزين الطبيعي عن سطح البحر /+ 325/ م، في حين يبلغ طول المحطة الكهرمائية /270/ م، وعرضها /72/ م، وارتفاعها /72/ م.

 

تشغيل العنفات بحسب الحاجة

 

وأفاد الإداري في سد روج آفا، نزار مورو، لــ"نورث برس" أن الإدارة الذاتية مستمرة في الإشراف على عمل السد بهدف توليد الطاقة الكهربائية التي تغذي مناطق سيطرة الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا.

وأشار لوجود ستة مجموعات (عنفات) في السد، خمسة منها جاهزة للعمل والسادسة في حالة صيانة، ويعتمد عملها على كمية المياه الواردة ويتم تشغليها بحسب حاجة الشبكات والمحطات، حيث يتم تشغيل ثلاث إلى أربع مجموعات (عنفات) لتأمين الكهرباء لمدن شمال وشرق سوريا.

وأضاف مورو أن كمية المياه الواردة من تركيا انخفضت خلال الأيام الثلاثة الماضية عن الفترة السابقة، ولكن تعتبر كمية جيدة حالياً، لافتاً إلى أن السدود الثلاثة الموجودة في مناطق الإدارة الذاتية (سد روج آفا/ تشرين ، وسد الفرات وسد الحرية/ البعث) يتم ربطها معاً في شبكة واحدة لتغذية مناطق الإدارة الذاتية /24/ ساعة يومياً، ومشيراً إلى أن التقنين يحصل في محطات التحويل نتيجة الضغط على الشبكات في فصل الشتاء.

 

أسباب الأعطال

 

وأكد مورو أن الإدارة الذاتية تعمل على تأمين قطع الغيار للسد لافتاً إلى أن أغلب الأعطال التي تحدث تتعلق بخطوط التوتر العالي /230/ وذلك بسبب طول تلك الخطوط والضغط على لشبكة وخاصة في فصل الشتاء.

وأضاف مورو أن مدن الرقة ودير الزور إضافة إلى مدن إقليم الجزيرة يتم تغذيتها بخطوط توتر عالي /230/ كيلو، فيما يتم تغذية مدن منبج والطبقة وإقليم الفرات بخطوط توتر /66/ كيلو.
 

قدرته الإنتاجية

 

من جهته أوضح الفني في سد روج آفا مصطفى محمد عبد الرحمن، أن كل عنفة تنتج /105/ ميغا واط ساعي بينما كل العنفات الستة في السد تنتج /630/ ميغا واط ساعي حيث يتم تشغيل ثلاثة إلى أربع عنفات لمدة /24/ ساعة يومياً، لافتاً إلى أن الصيانة الجزئية لها تتم باستمرار بالاعتماد على قطع الغيار التي توفرها الإدارة الذاتية.

وتحتاج كل عنفة في سد تشرين إلى /456/ متر مكعب من المياه في الثانية لإنتاج طاقة / 105/ ميغا واط ساعي.

ووصل عدد العمال في السد قبل الأزمة السورية 2011، إلى/600/ موظف، فيما يعمل في السد حالياً نحو /300/ موظف بينهم /30/ مهندساً.

 

التحكّم الآلي

 

وأضاف عبد الرحمن أن الطاقم الفني والهندسي إضافة إلى دائرة الكهرباء والمخبر والميكانيك والدائرة المدنية تشرف على عمل السد على مدار /24/ ساعة، موضحاً أن غرفة العمليات هي التي تتحكم بكافة أعمال السد، حيث تصل كل المعلومات والأعطال في حال حدوثها بشكل مؤتمت للغرفة التي تقوم بإعلام الأقسام المختصة لصيانتها وتلافي الأعطال.

وإضافة إلى سد تشرين، يعتبر سد الفرات في مدينة الطبقة غرب مدينة الرقة أكبر السدود الموجودة في سوريا، كما يعتبر سد الحرية (البعث) غرب الرقة السد الثالث، حيث تقع جميعها في مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية.

يذكر أنه بُني سد تشرين في أواخر الثمانينات من القرن الماضي، وبدأ بشكل فعلي بإنتاج الطاقة الكهربائية عام 1999، ويعود تصميم السد لمعهد "هيدروبروجيكت" الروسي، وتم جلب المعدات الكهربائية والميكانيكية للسد من شركة "سيشوان" الصينية للاستيراد والتصدير.

فيما نُفذت الأعمال المدنية في المشروع من قبل الشركة العامة للمشاريع المائية السورية، أما الأعمال المدنية السكنية وملحقاتها وإكساء المحطة الكهرمائية فقامت بها الشركة العامة للبناء والتعمير السورية.

وقامت قوات سوريا الديمقراطية بطرد مسلحي تنظيم "الدولة الإسلامية" من سد تشرين في 26 من كانون الأول/ ديسمبر من العام 2015.