رام الله ـ NPA
جاء فرز أكثر من خمسةٍ وتسعين بالمئة من الأصوات في انتخابات الكنيست /22/ التي جرت، الثلاثاء، لتؤكّد مرة أخرى عدم مقدرة أيٍ من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، زعيم حزب الليكود، أو منافسه رئيس الأركان السابق بيني غانتس، زعيم تحالف الأزرق والأبيض، على الحسم.
النتائج تعطي حتى اللحظة حزب "أزرق أبيض" (كاحول لافان) والليكود نفس العدد من المقاعد بواقع اثنين وثلاثين مقعداً، أو ربما تقدماً طفيفاً بمقعدٍ لصالح أيٍ منهما بعد فرز ما تبقى من الأصوات خلال الساعات القادمة.
أما نتائج بقية القوائم الانتخابية، حزب "إسرائيل بيتنا" حصل على /9/ مقاعد، حزب "يهدوت هتواره" حصل على /8/ مقاعد، وتحالف "يمنيا" حصل /7/ مقاعد، تحالف "حزب العمل –غيشر" /6/ مقاعد، والمعسكر الديمقراطي على /5/ مقاعد.
أما القائمة العربية المشتركة برئاسة أيمن عودة حصلت على /12/ مقعداً، وحركة "شاس" حصلت على /9/ مقاعد، والمعسكر الديمقراطي /5/ مقاعد.
وعلى مستوى قوة المعسكرات بدون أفيغدور ليبرمان، /56/ مقعداً لمعسكر اليمين، و/55/ لمعسكر يسار الوسط مع القائمة المشتركة، والتي ليس من المؤكّد أن توصي ببني جنتس كرئيس للحكومة الإسرائيلية القادمة.
لكن، بالمُجمل ومهما طرأ من تغييراتٍ طفيفةٍ على هذه النتائج، فهي تبقى متقاربةً بالجوهر فيما يخص بحجم المعسكرات مع اختلافاتٍ بشأن الأحزاب الأخرى، بالمقارنة مع سابقتها لانتخابات الكنيست التي جرت قبل أكثر من خمسة أشهر.. فكلاهما أسفرا عن تقاربٍ شديدٍ بين القُطبين. وهو ما يحول دون فوزٍ مريحٍ لأيٍ منهما لتشكيل الحكومة الجديدة.
وهذا يطرح السؤال المفصلي: ماذا تغير ما دام حزب "إسرائيل بيتنا" بزعامة ليبرمان بقي "بيضة القبان" الحاسمة؟.. وهل ستبقى أزمة تشكيل الحكومة التي بسببها تم الذهاب لانتخاباتٍ جديدةٍ في غضون خمسة أشهر؟.
الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين، استبق هذه النتيجة، كما لو أنّه كان يعرفها مسبقاً، بالقول "إنه سيبذل قصارى جهده للحيلولة دون الذهاب لانتخاباتٍ أخرى"، في إشارة منه إلى أنه حتى لو تولدت أزمة في تشكيل الحكومة مرةً أخرى نتيجة عدم الحسم بسبب التقارب الشديد بين قوى اليمين، ويسار الوسط، فلن تكون هناك انتخاباتٌ جديدةٌ.
ولكن، ما هي الخيارات المتاحة للحيلولة دون سيناريو تجدّد أزمة تشكيل الحكومة؟.
الواقع، أنّ الإجابة ربما تكون متمثلةً بالذهاب إلى حكومة وحدة وطنية، تضم حزب "أزرق أبيض" (كاحول لافان) والليكود وأحزاب أخرى. بيدَ أنّه لا يُعرفُ مضمون "حكومة الوحدة" هذه، ومما ستتشكّل.
زعيم حزب "إسرائيل بيتنا" افيغدور ليبرمان سارع فور إعلان النتائج الأولية، بالدعوة إلى تشكيل حكومة وحدة مكوّنة من الليكود و"إسرائيل بيتنا" و"كاحول لافان"، للتعامل مع ما أسماها "الأوضاع الأمنية التي تواجه إسرائيل، وهي حالة طوارئ تتطلب هذا الشكل من الحكومة".
طلب ليبرمان هذا، وصفته القناة "الثانية" الإسرائيلية بأنّه الأهم الليلة الماضية، كونه حدّد خلاله بعض الأمور التي قد تحدث مستقبلاً وهي تشكيل حكومة وحدةٍ موسعةٍ بدون الأحزاب الدينية.
في المقابل، ظهر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وكأنّه "في أوج نجوميته" ودون نزول عن الشجرة، حينما قال في خطابه "قريباً سنبدأ المفاوضات من أجل إقامة حكومةٍ صهيونيةٍ قويةٍ وموسّعةٍ، ومنع تشكيل حكومةٍ يساريةٍ".
وأضاف أنّه لا زال بانتظار النتائج النهائية للانتخابات، كي تتحدّد الصورة بشكلٍ جليٍ أكثر.
بينما أعلن خصمه، زعيم "كاحول لافان" بني غانتس، أن المباحثات لتشكيل الحكومة قد بدأت، مشيراً إلى أنّه سيتصل بالجميع لتشكيل حكومةٍ وحدةٍ. وحثّ خصومه السياسيين على "تسوية جميع الخلافات والعمل لصالح المجتمع وإسرائيل".
الإعلامي من عرب إسرائيل محمد مصالحة، اعتبر في حديث لـ"نورث برس"، بجميع الأحوال أنّ نتنياهو هو الخاسر الأكبر، معتبراً أنّ يوم الثاني من الشهر المقبل حيث موعد جلسة استماع لنتنياهو بخصوص ملف فسادٍ، ربما تكون الحاسمة بشأن بقائه بالمشهد السياسي من عدمه، ما يعني احتمالية تحالف غانتس مع الليكود بلا نتنياهو. لكن هذه تبقى احتمالاتٍ والأيام القادمة ستوضّح الصورة أكثر.