عملية تفجير في الضفة الغربية وتل أبيب تتخبط إزاء حجم الخلية المُنفّذة
رام الله ـ NPA
قال الجيش الإسرائيلي إن عملية التفجير قرب مستوطنة "دوليف" في منطقة بنيامين برام الله "خطيرة للغاية".
وحسب الإعلام الإسرائيلي، أوضحت التحقيقات في العملية التي قتلت فيها إسرائيلية فتاة تبلغ من العمر /17/ عاماً وأصيب والدها وشقيقها، أن المنفذين كانوا يخططون للعملية طويلاَ، ومَن نفذتها خلية مطلعة جيداً على عمليات الجيش الإسرائيلي في الميدان.
وفي التفاصيل، أوضح الموقع أن المنفذين وصلوا إلى المنطقة وزرعوا العبوة على جانب الطريق وقاموا بتفعيلها من على بعد عشرات الأمتار وبعد تفجيرها انسحبوا من المكان.
من ناحيته، قال المختص بالشان الإسرائيلي عادل شديد لـ"نورث برس" إن العملية نفذتها مجموعة لا يقل عددها عن ثلاثة أشخاص؛ ذلك أن رصد المكان والزمان وإعداد وتصنيع العبوة ثم نقلها وزرعها وبرمجتها، قبل أن يتم تفجيرها عن بعد، يعني أن عدد أفراد الخلية ليس قليلاً.
توجيهات أم تخطيط
وحول ما إذا كانت الخلية التي نفذت عملية التفجير تلقت توجيهات من فصيل سياسي، أم أنها خططت ونفذت من تلقاء نفسها، يوضح عادل شديد أن الإعلام الإسرائيلي حاول في هذا السياق أن يصف الخلية بأنها "محلية" لم تتلقَ توجيهات من فصائل وتنظيمات.
غير أن شديد بدا حذراً في هذه التوصيفات، مبيناً أنها قد تكون لإستفزاز الخلية لتسهيل مهمة جهاز "الشاباك" الإسرائيلي في عملية البحث ورصد أفراد الخلية.
ويعتقد شديد أنه لا يمكن لأحد أن يتنبأ مآلات الميدان في الضفة الغربية بعد عملية التفجير التي وقعت صباح الجمعة، مشيراً إلى أن وقوع عملية تفجير أخرى قد تؤدي إلى تصعيد الميدان، خاصة وأن هذا الشكل من العمليات "أي تفجير" العبوات قد غاب عن المشهد الميداني في الضفة الغربية منذ سنوات.
في المقابل، قال المحلل السياسي الإسرائيلي ايلي نيسان لـ"نورث برس" إن هناك تخبطاً إسرائيلياً في تحديد تبعية الخلية التي تقف وراء تفجير العبوة، الجمعة، بتنظيم سياسي أو جهة خارجية من عدمه. بيدَ أنّ نيسان أوضح أن كمية المواد المتفجرة في العبوة ليست بسيطة، ما ينم عن أن الخلية خطيرة جداً وليست ارتجالية.
ويتابع نيسان "سمعنا أن حركتي حماس والجهاد الإسلامي قد باركتا العملية، وهناك جهات خارجية معنية بإثارة القلاقل بالضفة الغربية".
وحذّر ايلي نيسان من أن تصاعد هذا النوع من العمليات التفجيرية في الضفة الغربية يعني عودة الحواجز العسكرية في كل مناطق الضفة، وبالتالي مزيداً من التوتر والمواجهات.
وطالب نيسان الأجهزة الأمنية الفلسطينية بوضع حد لمثل هذه العمليات، من خلال "تعزيز التعاون مع الأمن الإسرئيلي، وتزويده بالمعلومات التي تتوفر لدى السلطة؛ لأن في ذلك مصلحة مشتركة للطرفين، فهذه العمليات تضر بواقع حياة سكان الضفة الفلسطينيين وكذلك السلطة".
وفي أعقاب عملية التفجير شمال رام الله، تعالت الأصوات الإسرائيلية التي تنادي إلى فرض "سيادة إسرائيل" على الضفة الغربية.