مصدر في واشنطن لـ “نورث برس”: الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي ليس من أولويات ترامب
رام الله ـ NPA
قال المبعوث الأمريكي الخاص إلى الشرق الأوسط جيسون غرينبلات، إن الرئيس دونالد ترامب لم يتخذ بعد، قرارا فيما إذا كان سيطرح الشق السياسي لمبادرة السلام الأمريكية قبل الانتخابات التشريعية في إسرائيل أو بعدها.
الواقع، أن تصريح غرينبلات اعتبره مصدر سياسي مقيم في واشنطن بأنه ليس مفاجئاً؛ موضحا لـ"نورث برس" أن الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي ليس على أولويات البرنامج الانتخابي للرئيس دونالد ترامب للفوز بولاية جديدة العام القادم.
ويرى المصدر المطلع أن هذا "يعطينا انطباعاً أن هذه الانتخابات الأمريكية ليست دافعاً لترامب كي يعلن الشق السياسي من صفقة القرن بعد انتخابات الكنيست".
ويبين المصدر أن إيران والحرب التجارية مع الصين، سيكونان من أكثر الملفات الدولية حضورا في السباق الانتخابي، إضافة إلى الملفات الداخلية مثل "العنصرية البيضاء" والاقتصاد، حيث
شهد الأخير تحسنا في عهد ترامب.
ويضيف المصدر السياسي أن جولة كبير مستشاري الرئيس الأمريكي وصهره، جاريد كوشنر، في المنطقة العربية، نهاية تموز/ يوليو الماضي، لم تسفر عن نتيجة من قبيل تحديد موعدٍ لإطلاق الشقّ السياسي من الخطّة الأمريكية، المعروفة باسم "صفقة القرن"، ولايزال رهن التطورات السياسية في إسرائيل.
ورفض غرينبلات في مقابلة مع قناة "بلومبيرغ" فجر أمس الثلاثاء، الكشف عن تفاصيل الشقّ السياسي من صفقة القرن.
وشدد على أن الإدارة الأمريكية لا تسعى إلى استبدال رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، ولا تتطلع إلى تغيير القيادة الفلسطينية، معربًا عن أمله في أن يعود عباس إلى طاولة المفاوضات.
الحقيقة، أن ثمة غموض شاب أحدث تصريح لغرينبلات، وذلك عندما قال إنّ الصراع الفلسطيني الإسرائيلي سيحلّ فقط عبر مفاوضات مباشرة بين الأطراف وليس للولايات المتحدة أو الاتحاد الأوروبي أو الأمم المتحدة الطلب كيف سيحلّ هذا الصراع.
فغرينبلات لم يوضح ما إذا كانت المفاوضات المباشرة بين الجانبين الفلسطيني-الإسرائيلي وحدها التي ستحدد سقف الحل، أم أن هناك محددات مسبقة في صفقة القرن هي التي تحدد سقف المفاوضات والحل النهائي قبل البدء بها أصلاً.
كما ويتعاظم السؤال: ما دام الحل النهائي يتحدد على طاولة التفاوض المباشر، فما دور خطة السلام الأمريكية، إذاً؟!.. فقط دورها ميسّر؟.
الحقيقة، لا توجد إجابة على هذا التساؤل، لكن ما نستشفه من تصريح غرينبلانت الأخير أن الغموض لا يزال يكتنف الشق السياسي لـ"صفقة القرن"، وأنه لا نية لإعلانه على الأقل في الأمد القريب.
وكانت وكالة أنباء رويترز نقلت عن مسؤول بالإدارة الأمريكية، الشهر الماضي، أن زيارة كوشنر إلى المنطقة تأتي بهدف وضع اللمسات الأخيرة على تفاصيل خطته الاقتصادية المقترحة لتسوية القضية الفلسطينية والتي تنص على ضخ مبالغ تقدر بـ 50 مليار دولار، للضفة الغربية والأردن ومصر ولبنان.
وقال المسؤول إن الهدف من هذه الجولة مواصلة الزخم الذي تولد في الورشة الاقتصادية في البحرين ووضع اللمسات الأخيرة على الجزء الاقتصادي من الخطة.
لكن مصادر "نورث برس" أكدت أن جولة كوشنير لم تسفر عن شيء، والدليل فحوى تصريح غرينبلانت الذي توحي طريقته وسياقاته إلى هذا الاستنتاج.
كما وتفيد معلومات "نورث برس" أن دولا عربية لا سيما الخليجية منها قد نصحت كوشنير مؤخراً بعدم التقدم بخطوات متعلقة بصفقة القرن وحتى الشق الاقتصادي منها، بطريقة من شأنها أن تفشل محاولات تكريس تحالف بين الدول السنية وإسرائيل لمواجهة إيران خاصة في خضم التوتر الحاصل في مياه الخليج؛ وهو الطلب الذي تفهمه ترامب الذي نصب عينيه موجهة فقط اتجاه تعزيز هذا التحالف أكثر من أي حل للمسألة الفلسطينية. هذا إن علمنا أن فكرة صفقة القرن بالأساس هي تعزيز التحالف السني-الإسرائيلي في وجه إيران، وأن حل المسألة الفلسطينية هي البوابة لذلك، ولكن رفض القيادة الفلسطينية التعاطي مع هكذا صفقة تراها تصفية لقضية فلسطين، مثل عقبة رئيسية أمام هذه الصفقة.