سكان السويداء يشتكون سوء المواصلات وارتفاع تعرفتها ونقص التخديم
السويداء- جبران معروف -NPA
يعاني معظم أهالي السويداء في جنوب سوريا، من سوء واقع المواصلات، التي ترهقهم إن كان بسبب قلة وسائل النقل العام، أو جراء ارتفاع أجورها، مقارنة مع دخلهم المحدود.
"نورث برس" أجرت جولة استطلاع، بين سكان السويداء، ولا سيما الموظفين منهم، لتتبين ظروف تنقلهم والمشقة التي يعانونها.
بين الريف والمدينة
أول المصاعب التي يواجهها سكان السويداء، هي هدر الوقت على الطرقات، إذ يقول حمزة الحلبي، وهو موظف في إحدى مؤسسات الدولة "أقطع الطريق من مدينتي صلخد إلى مركز السويداء والبالغة نحو /40/ كلم لمدة ساعة بشكل يومي ذهاباً وإياباً."
فيما كانت ثاني المصاعب هي "التكلفة الكبيرة للمواصلات، بما لا يناسب دخله الشهري، وفقاً للحلبي، الذي شرح ذلك قائلاً: "هذه الرحلة تكلفني يومياً /500/ ليرة سورية، أي في الشهر /11/ ألف ليرة، في حين لم يبلغ راتبي بعد، أربعين ألف ليرة، ليذهب أكثر من ربع الراتب آجار مواصلات."
لافتاً إلى أن "هذا المبلغ يعتبر مبلغاً كبيراً بالنسبة له، ويزيد من أعبائه المعيشية."
ويتحدث الحلبي عن قلة السرافيس التي تخدم طريق مدينته، مما يجعله يعاني المشقة في إيجاد مكان له، خلال ساعات الذروة والازدحام الذي لا يخلو من الجري وراء السرفيس والتدافع.
أما خالد صعب، وهو موظف أيضاً ويسكن في بلدة القريا جنوب مدينة السويداء بنحو /20/ كم، اشتكى لـ"نورث برس" من تخصيص ساعات معينة لعمل السرافيس، ليضطر في حال عدم قدرته على الوصول بالوقت المحدد، أن يستعين بسيارات الأجرة الخاصة، مما يكلفه الأجر أضعافاً.
ويضيف صعب "ماتزال البلدة تعتمد في النقل على الميكروباص الذي يتوقف عن العمل بحدود الساعة الثالثة، وتبقى سيارات الأجرة، التي تتقاضى /300/ ليرة على الراكب، في حين المكروباص يتقاضى /100/ ليرة.
وأشار إلى أنه بالكاد ينهي عمله ليتوجه إلى موقف الباص، فمبلغ /200/ ليرة، بالنسبة لموظف تشكل فارق كبير."
أحياء غير مخدَّمة
لا تقتصر معاناة المواصلات على المقيمين في ريف السويداء، فحسب ما تحدث به مروان حرب، المقيم في مدينة السويداء، لـ"نورث برس"، أنّ في المدينة هناك خطوط سير محددة لا تتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة، مخدماً بسرافيس، وتعمل غالبيتها لأوقات محددة، لتبقى بقية الأحياء غير مخدَّمة.
ويضيف موضحاَ "الأشخاص الذين يرغبون الذهاب إلى تلك الأحياء أو التحرك بعد الظهيرة، يضطرون لركوب سيارات الأجرة، والتي تتقاضى على الطلب الواحد /500/ ليرة بغض النظر عن المسافة إن كانت بضع مئات الأمتار أو بضع كيلو مترات"
كما لفت إلى أن سكان المدينة يستقلون سيارات الأجرة، مجبرين على ذلك، بخاصة إن كان هناك أطفال أو كبار بالسن، بسبب طبيعة المنطقة الجغرافية، حيث أنها تمتد على سفح جبل، ما يجعل طرقاتها بين صعود ونزول."
ويقول مصدر مطلع على واقع المواصلات، طلب عدم ذكر اسمه، في حديث مع "نورث برس"، أن "مشكلة السويداء تكمن في أنها تعتمد على مرتاديها من الأرياف قبل الظهيرة من موظفين ومراجعين ومتسوقين، أما بعد الظهيرة فتقتصر الحركة على أهل المدينة."
ويوضح أن الحركة بعد الظهيرة "تتركز على بضع خطوط حيث تتوزع المؤسسات العامة والخدمية خاصة، كالمشفى على طريق الرحى، ومركز المدينة، وطريق دمشق حيث يتواجد كراج دمشق، والمنطقة الصناعية وتجمع لعدد من دوائر الدولة منها النفوس، أما باقي المدينة فهي أحياء سكنية."
منافسة وتهديد
يضيف المصدر المطلع أن "هذا التمركز انعكس لتصبح بعض الخطوط غير ذات جدوى اقتصادية، في حين يمتلك مجلس المدينة نحو ستة باصات نقل داخلي، موضوعين في المرأب، بحجج عدة منها عدم وجود سائقين ونقص الوقود".
وأردف قائلاً حول حجج أخرى تمثلت في أن "سائقي السرافيس مهددين في حال تشغيل تلك الباصات، لأنها منافس قوي لهم، من حيث التعرفة وقدرة الاستيعاب، وأخرى أن العملية ليست ذات جدوى، وكان هناك تجربة في أحد الأحياء، حيث كان ينتظر الشخص نحو ساعة ليمر الباص الوحيد على الخط."
ويرى المصدر وسكان من المدينة "أن حل أزمة المواصلات في السويداء تحتاج إلى قرار، ومنح فترة للناس لتعتاد أن هناك شبكة نقل تخدم كل المناطق، الأمر الذي سينعكس على نمط الحياة اليومية، والتي تسير اليوم بإيقاع واحد."
ولا تقتصر مشكلة المواصلات على محافظة السويداء فقط، بل تتعداها إلى بقية المحافظات السورية، لأن أزمة محدودية المواصلات والازدحام بساعات الذروة والتعرفة المرتفعة بالمقارنة مع دخل المواطن السوري، هي مشكلة عامة تتعلق بالظروف الاقتصادية والاجتماعية التي تعانيها البلاد في ظل الأزمة السورية.