ملفّ ترسيم الحدود بين لبنان وإسرائيل على سكّة التفاوض مجددا

بيروت – ليال خروبي – NPA
أطلّ ملفُ ترسيم الحدود بين لبنان وإسرائيل برأسه مجدّداً على المشهدِ الإعلامي والسياسيّ اللبنانيّ في ظلّ تسريباتٍ تتحدثُ عن تقدّمٍ في الوساطة الأمريكية التي كان يرعاها ديفيد ساترفيلد، قبل تسلمه منصب السفير الأمريكي في أنقرة والتي باتت اليوم في عهدة المبعوث الجديد ديفيد شينكر.
ذكرت صحيفةُ الجمهورية في عددها الصادر السبت، أن السفيرة الأمريكية في بيروت بعثت برسالةٍ إلى رئيس مجلس النواب نبيه بري المنتدب للتفاوض نيابةً عن لبنان، مفادها "أنّ الجانب الإسرائيلي وافق على تلبية معظم الشروط اللبنانية في مفاوضات الترسيم، وقد صار مرتقباً بدء المفاوضات في الناقورة خلال أسابيع قليلة".
ويثيرُ الحديثُ عن بوادر حلحلة في هذا الملفّ الشائك الكثيرَ من علامات الاستفهام حولَ مصير النقاط الخلافيّة العالقة بين لبنان وإسرائيل، خاصةً وأنَّ آخرَ لقاءٍ عقدهُ بري مع ساترفيلد قبل أن يسلم الأخير الملف إلى خلفه شينكر قبل نحو ثلاثة أسابيع وُصفَ "بالفاشل" ديبلوماسياً.
وتقاطعتِ التسريباتُ الصحفيّة مع تصريحاتٍ لنوّاب عن حركةِ أمل التي يرأسها برّي، حيثُ أكّد النائب علي بزّي "حصول تطور وتقدم إيجابيين في مقاربة النقطة الخلافية المتمثّلة بإصرار لبنان على رعاية الأمم المتحدّة للمفاوضات في وقتٍ كانت تصر فيه إسرائيل على ضيافةٍ أممية وليس رعاية، إذ حُسمت مسألة رعاية الأمم المتحدة للمفاوضات عبر ممثل الأمين العام في لبنان يان كوبيتش، أو من ينتدبه ويراه مناسباً لهذه المهمة".
ترسيم الحدود
تهتمّ إسرائيل بفتح مسار مفاوضات مع لبنان وإقفال ملف النزاع الحدودي البحري خصوصاً لمصلحتها الاقتصادية، حتى تبدأ عملية استخراج وبيع الغاز والنفط في ظل بيئة حدودية أمنية آمنة، إضافة إلى ما يؤدي إليه ترسيم الحدود وإقفال هذا الملف من تكريس لواقع الهدوء على جبهتها الشمالية.
كما ويُكرّسَ ترسيم الحدود البرية والبحرية "حُقوق" لبنان أمام المجتمع الدوليّ باعتبار أنّ بعض بلوكات ​النفط والغاز​ المُكتشفة تقع في مناطق حسّاسة جغرافياً بين لبنان وإسرائيل، والأخيرة تدّعي أحقّيتها في التنقيب فيها وفي استخراج المُشتقّات الحيويّة منها، فيما يترقّب لبنان البدء بالتنقيب عن النفط والغاز أمام سواحل مدينتي البترون وجبيل في /15/ كانون الأول/ديسمبر المقبل.
لكنَّ يقلّلُ التفاؤل الذي أحاطَ بالملفّ خلال اليومين الماضيين من قيمته الفعلية, وفي السياق يقول الخبيرُ العسكريُّ أمين حطيط لـ"نورث برس" إنه لم يطرأ أي جديد حتى السّاعة من شأنه إعادة الملفّ إلى سكّة المفاوضات.
ويشدد حطيط على أنَّ "تسريباتٍ مماثلة كانت تحصلُ في الشهور الماضية ليتبيّن بعدها أنَّ نفس الأمور العالقة لا تزالُ في مكانها".
ويشير حطيط إلى أنّ "نقاط الخلاف الأساسية هي إصرار لبنان على مرجعية الأمم المتحدة في المفاوضات في وقتٍ يرفضُ الإسرائيليون ذلك، إضافةً إلى إصرارهم على ترسيم حدود برية دولية جديدة في حين يصرّ لبنان على تمسكه بحدوده الدولية، أما العقدة الثالثة فتتمثلُ بمرجعيّة ترسيم الحدود البحريّة إن كانت قانون البحار أم الوساطة الأمريكية."
وحولَ الحماسة الأمريكية لترسيم الحدود بين لبنان وإسرائيل يرى الخبيرُ العسكريُّ أمين حطيط أن "الأمريكيين في الفترة الماضية عوّموا هذا الملف لارتباطه بصفقة القرن، حيثُ عوّل الأمريكيون على فتحِ مسارِ مفاوضاتٍ سياسية أمنية بين لبنان وإسرائيل من بوابة ترسيم الحدود".