غرفة عمليات مجانية يتيمة لمليون ونصف المليون نسمة في دير الزور

دير الزور – جيندار عبدالقادر – NPA
تخدم  ثلاثة مشافٍ حكومية وعشرون مشفى خاص أهالي دير الزور بخدمات جزئية ومعدات قديمة وتكاليف باهظة، عقب سيطرة قوات سوريا الديمقراطية على الريف الشرقي بشكل كامل، بعد انتهاء معارك الباغوز في الثالث والعشرين من آذار/مارس الماضي.
تشهد مختلف مناطق دير الزور ضعفاً خدمياً ملحوظاً من قبل مؤسسات مجلس دير الزور المدني ولا سيما في قطاعه الصحي الذي بات يزيد من الاحتقان الشعبي اتجاه الإدارة الذاتية التي تواجه مخاطر أمنية كبيرة بسبب خلايا تنظيم "الدولة الإسلامية" والتي تؤثر بدورها في إعادة العجلة للحياة المدنية في المنطقة.
فالواقع الطبي المتردي يدفع الأهالي إلى التداوي والعلاج في المشافي الخاصة التي تكلفهم مبالغ باهظة، في ظل تدني مستوى خدمات المشافي العامة والمستوصفات، إلى جانب تأثير البعد الجغرافي للتجمعات البشرية الرئيسية، مثل مدن الصور والبصيرة وهجين بزيادة معاناة سكان الدير.
هذا وتزور القيادات العسكرية والسياسية في التحالف الدولي مناطق دير الزور كل فترة؛ لتفقد الأوضاع المدنية والعسكرية الأخيرة فيها، في ظل وعودها بتحسين الأوضاع عبر دعمها اللوجستي دون استجابة فعلية جادة في الميدان.
تكاليف باهظة
ويشتكي الأهالي في ريف دير الزور الشرقي من خدمات المشافي الخاصة المتوزعة في المنطقة، معتبرين أن إدارة المشافي الخاصة تستغل أوضاع المنطقة للتحكم بالأسعار بشكل فردي في ظل ندرة الخدمات المجانية؛ نتيجة قلة المشافي والمستوصفات العامة.
صالحة السلوم الدراك (50 عاماً) سافرت مسافة أكثر من /50/ كم من قريتها بالقرب من مدينة الصور لمدينة البصيرة كي تجري عملية جراحية لزوجة ابنها المريضة؛ فتشتكي قائلةً "المستوصفات لا تقدم لنا أية خدمات تذكر أو أدوية، وحتى لا يوجد أطباء، في حين نشاهد الأدوية في حقائب الممرضين والموظفين الذين يقومون باختلاسها".
تكمل حديثها المقتضب وهي تتأمل واجهة المشفى بأنها لا تمتلك الإمكانية المادية الكافية لإجراء العملية اليوم، فتقول بأن العملية مع الأدوية تكلفها ما يقارب الـ/80/ ألف ليرة (135 دولار) إلى جانب تكاليف السفر من الصور للبصيرة.
وأنهت حديثها مطالبة مجلس دير الزور المدني بافتتاح مشفى في مدينة الصور لتقديم الخدمات الطبية للأهالي.
من جهته علل زاهد حمادي مدير مشفى الحمادي التخصصي في مدينة البصيرة، يقول في حديثه لـ"نورث برس": ارتفاع أسعار المعاينات والعمليات يعود إلى ارتفاع تكاليف المعدات الطبية وأجور الممرضين والأطباء، ذاكراً التكاليف التي تنتج عن تأمين المياه وتوليد الطاقة الكهربائية.
ويقدم المشفى الذي يديره الحمادي خدمات متواضعة متمثلة بعمليات قيصرية وبولية وجراحة عامة، إلى جانب توفر مخبر وقسم تمريض وآخر خاص بالأطفال فيه.
مشافي "متواضعة"
تفتقر المنطقة للأجهزة الطبية الحديثة التي تساعد في تقديم الخدمات الطبية الجيدة، وبالتالي يتم الاعتماد على عدد من الأجهزة التي اعتبرها البعض بـ"القديمة والمنسقة"، مما يدفع بالمئات من المرضى من التوجه لمدينة الحسكة أو الرقة.
فيشير الحمادي إلى أن جراحة الأعصاب والأوعية الدموية لا تتوفر في كامل دير الزور بسبب انعدام المعدات.
فيما قام مجلس دير الزور المدني في تشرين الأول/أكتوبر 2017 من إعادة تأهيل مشفى الكسرة العام، والذي يقدم خدماته بالمجان لما يقارب //600 ألف نسمة، حسبما أفاد مدير المشفى أحمد العمير.
ويضم المشفى الذي يعرف بخدماته المقبولة اختصاصات عديدة، منها الجراحة العامة والنسائية والعلاج الفيزيائي، إلى جانب توفر عيادات كالعصبية والداخلية والأطفال، وقال العمير بأنهم يحتاجون لتفعيل بنك الدم ومخبر وتوفير أجهزة للأشعة والطبقي المحوري، إلى جانب ضرورة توفير قسم خاص لغسيل الكلية.
ويعتبر مشفى الكسرة أحد المشافي الثلاثة التي أهلتها لجنة الصحة في مجلس دير الزور المدني إلى جانب مشافي جديدة كـ"البكارة والبصيرة".
وبدأت اللجنة في الشهر الماضي عمليات إعادة تأهيل مشفى هجين، بعد إزالة الركام والأنقاض منه وتجهيزه لتقديمه للمنظمات الدولية؛ لتمويل مشاريع المشفى إلى جانب مشفى أبو حمام الخارج عن الخدمة أيضاً.
ويقول حسام العلي الرئيس المشارك للجنة الصحة في مجلس دير الزور المدني إن "أعمالهم قليلة جداً لعدم توفر الدعم وقلة إمكانياتهم"، مطالباً المنظمات الدولية بتوفير خدمات لمناطق دير الزور التي وصفها بـ"الآمنة" للعمل الإنساني.
وأشار العلي إلى حاجة المشافي العامة لأجهزة الأشعة والرنين المغناطسي وغسيل الكلية مؤكداً وجود غرفة عمليات مجانية وحيدة تعمل في كامل دير الزور، قائلاً بأن مشافي البصيرة وجديدة البكارة يحتاجان إلى الكثير من الأجهزة ليدخلان في مجال تقديم الخدمة المقبولة.