تصاعد احتجاجات الأتراك ضد لاجئين سوريين عقب أحداث إيكي تللي باسطنبول

اسطنبول – سامر طه – NPA
عادت الاحتجاجات التركية ضد اللاجئين السوريين للتصاعد في مدينة اسطنبول، على خلفية أحداث جديدة شهدتها المدينة التي تعد العاصمة الاقتصادية لتركيا.
وشهدت منطقة إيكي تللي والتي تعد إحدى المناطق الصناعية المهمة داخل المدينة ومقصداً للعمال وأصحاب المهن من السوريين احتجاجات واسعة بعد عراك بين شبان أتراك لتتحول بعدها إلى شجار بين لاجئين سوريين ومواطنين أتراك.
وروى لاجئون سوريون في المنطقة عن الأحداث الأخيرة التي أشعلت منطقة إيكي تللي وتسبب بهجوم لعشرات المواطنين الأتراك على محال وممتلكات لاجئين سوريين وتكسيرها، لكن دون الإفصاح عن أسمائهم خشية تعرضهم لاعتداء جديد.
إذ قال صاحب متجر لبيع الأثاث المستعمل لـ"نورث برس" إن الخلاف نشب في البداية بين مواطنين أتراك، قرب متجره ليلة السبت الفائت، وعند وصول قوات الشرطة التركية انسحب طرفا الشجار وفروا من المنطقة ليحتموا بصالة أعراس سورية خلال ملاحقة الشرطة لهم.
ويتابع: "وأثناء محاولة دخولهم صالة الأفراح التي كان يقام فيها حفل زفاف سوري، منعهم بعض الشبان السوريون، لتتحول المشكلة لشجار بين لاجئين سوريين ومواطنين أتراك وتنتشر الشائعات بوقت قياسي عن اعتداء على الأخير".
صاحب المتجر أضاف في شهادته أنه سمع أصوات تكسير واجهات المحلات ومشاهدته لمحاولة اقتحام أحد متاجر الذهب في المنطقة العائدة لأحد اللاجئين السوريين.
فيما قال أحد اللاجئين السوريين المقيمين في منطقة إيكي تللي والذي يعمل في صيانة الأجهزة الكهربائية أن المشاجرة جرت حوالي الساعة التاسعة من مساء يوم السبت، وخلال توجهه للمنزل جرى اعتراضه من قبل شبان أتراك مؤكداً محاولاتهم في منع وقوع المشكلة من خلال التظاهر بأنهم أتراك والتحدث بلغة جيدة، ولكنها باءت بالفشل وجرى الاعتداء عليهم من قبل الشبان الأتراك.
الشاب أكد رفضه رفع دعوى خشية تفاقم المشكلة بين اللاجئين السوريين والأتراك وأنه تلقى العلاج في مشفى منطقة باغجلار.
وأعرب لاجئون سوريون في حديثهم لـ"نورث برس" عن تخوفهم من تصاعد التوتر في المنطقة، خصوصاً مع استمرار الشرطة التركية وقوات الأمن في الانتشار ضمن المنطقة، مشيرين إلى التزام السوريين لمنازلهم.
فيما أكد صاحب محل سوري اضطراره لإغلاق متجره دون علمه بتوقيت إعادة فتحه، لافتاً إلى أنهم يحاولون الابتعاد عن إذكاء الاحتجاجات ضدهم وأن ما يجري سيؤثر على حالتهم الاجتماعية والمعيشية.
وأشار لمشاركته الكثير من السوريين فكرة تغيير مكان الإقامة والعمل، نتيجة تكرار هذه الحوادث وبخاصة في العامين الأخيرين.
وربط لاجئون بين عمليات انتهاء الفترة الانتخابية في اسطنبول وعموم تركيا وبين الاعتداءات، مفسرين الأمر على أنه صراع بين الأحزاب والتيارات السياسية التركية كان السوريون ضحيته بين معتدى عليه ومستغَل من قبل هذه الجهة أو تلك.
وكانت صحف تركية نفت مع جهات أمنية تركية صحة الشائعات التي أثيرت من قبل مواطنين أتراك حول تعرض طفلة تركية للتحرش من قبل طفل سوري يبلغ من العمر /12/ عاماً والاعتداء عليها من قبل الأخير فيما كانت تقارير إعلامية تحدثت عن إصابة عدة سوريين بجراح وطعنات من مواطنين أتراك خلال الاعتداءات الأخيرة.