الحسكة – جيندار عبدالقادر – NPA
تشهد مدينة الحسكة أزمة في مادتي البنزين والمازوت، بسبب وجود خلل إداري مابين المؤسسات النفطية للإدارة الذاتية في الحسكة، بحسب هيئة المحروقات في المدينة، ولكنها لم توضح ذلك الــ”خلل”. كما يعاني المواطنون من الحصول على المحروقات وينتظرونا لساعات طويلة أمام المحطات.
ويقف سائقو السيارات والدراجات النارية لساعات طويلة أمام محطات الوقود في المدينة بهدف التزود بالمحروقات، في حين أن بعض المحطات الأخرى تكون شبه فارغة من تلك الآليات.
وتوضحت ملامح أزمة المحروقات للعيان منذ شهر، فلم تلاحظ منذ بداية العام الجاري أزمة بهذه الضخامة، وكانت المحروقات متوفرة بكميات كبيرة في مختلف محطات الوقود.
أغنى المناطق
وتعد مناطق شرق الفرات من أغنى المناطق السورية بالمحروقات وتحتوي على العديد من الحقول النفطية الضخمة مثل حقل رميلان في أقصى شمال شرقي سوريا (68 كم شرقي مدينة القامشلي)، إلى جانب عشرات الحقول الأخرى مثل حقول الشدادي والجبسة والهول في جنوب وشرق مدينة الحسكة، وحقل العمر في دير الزور (15 كم شرقي بلدة البصيرة) وحقل التنك في بادية الشعيطات بدير الزور وغيرها من الآبار النفطية الخاضعة لسيطرة الإدارة الذاتية في شمال وشرقي سوريا.
يقول محسن الأحمد صاحب دراجة نارية من نازحي دير الزور لـ “نورث برس” بأنه يقف في الطابور /3/ إلى /4/ ساعات يومياً للتزود ببعض ليترات من البنزين.
بينما يتساءل الأحمد عن أسباب هذه الأزمة في محطات الوقود على الرغم من غنى المنطقة بالنفط، مطالباً الإدارة الذاتية بتحمل مسؤولياتها ووضع حلول جذرية.
من جهته، يقول رامي عبود الغرف صاحب دراجة نارية: “نقف يومياً لمدة ساعتين للحصول على /10/ ليترات من البنزين، وإن قمنا بملء البنزين في القناني، فإن الحواجز تقوم بمصادرتها”.
ويستطرد: “نعتبر من أغنى المحافظات السورية بالنفط، رغم ذلك فإننا نضطر للانتظار ساعتين في سبيل تعبئة الوقود”.
تدني الجودة
ويشتكي أصحاب السيارات والدراجات من تدني جودة المحروقات من بنزين ومازوت، فلا يتم تكريرها بشكل جيد نظراً لعدم توفر المعدات الضرورية في مصفاة رميلان التي تنتج المادتين للاستخدام المحلي و توزعها لمحطات الوقود في مناطق سيطرة الإدارة الذاتية.
ويبلغ سعر ليتر البنزين في محطات الوقود بالمدينة /75/ ليرة سورية، في حين يباع في محطات أخرى بـ78/ / ل.س رغم أن المادة هي ذاتها التي توزعها مؤسسة “سادكوب” على محطات المدينة.
الأمر الذي يطرح تساؤلات رفضت إدارة مؤسسة “سادكوب” ومجلس المنطقة الإجابة عنها بعد طرحها من قبل “نورث برس” .
ويعود انخفاض سعر مادة البنزين المحلي إلى تدني جودتها نتيجة تكريرها بطرق بدائية، في حين يبلغ سعر الليتر الواحد منه بإنتاج الحكومة السورية /410/ ليرة سورية.
الأمر الذي يدفع غالبية أصحاب السيارات إلى استخدام البنزين المحلي لرخص سعرها.
وتحدث محمد الأحمد صاحب سيارة أجرة لـ”نورث برس” عن معاناتهم قائلاً: “البنزين في غالبية محطات الوقود بالمدينة سيء للغاية، والنوعية المقبولة تتواجد في محطات محددة”، متسائلا عن السبب خلف سوء النوعية في بعض المحطات رغم أن المصدر واحد والمنتج محلي.
أما فيما يخص البنزين النظامي التي تنتجها مصفاة بانياس في مناطق سيطرة الحكومة السورية، أشار الأحمد إلى أن سعره مرتفع ويبلغ /410/ ليرة سورية، وأنهم أصحاب سيارات الأجرة ليس بمقدورهم دفع هذا المبلغ لقاء ليتر واحد.
الأمر الذي يدفع بسائقي الأجرة لرفع أجرتهم التي قد تصل لأضعاف، في حين أن البنزين المحلي يلحق الضرر بسياراتهم وتتسبب بالكثير من الأعطال على الدوام.
رفض التصريح
وحول موضوع الأزمة التي تشهدها المدينة فيما يخص المحروقات، وعلى وجه الخصوص مادة البنزين، رفضت مؤسسة السادكوب بالإدلاء بأي تصريح يذكر، واضعةً اللوم على لجنة المحروقات والمولدات بمجلس إدارة المنطقة.
فيما تهربت لجنة المحروقات والمولدات من الإدلاء بتصريح لــ”نورث برس” لكنها أشارت إلى وجود خلل إداري كبير بين المؤسسات النفطية بمدينة الحسكة.