صوماليلاند.. تبحث عن اعتراف الدولي بها

القاهرة – سيد مصطفى – NPA
يقول مسؤولون في منطقة صوماليلاند الإفريقية أن بلادهم مستقلة، كونهم يمتلكون حكومة وجواز سفر خاص وحدود معترف بها من دول الجوار وعملة خاصة، إلا أنهم يفتقدون إلى أي حضور دولي.
تقع منطقة صوماليلاند في القرن الافريقي على شاطئ خليج عدن وبالتحديد في شمال الصومال, والتي تبحث عن اعتراف بها كدولة, كونها نجحت في فك الارتباط عن الصومال, إلا أنها لا تجد آذاناً صاغية من دول العالم.
“حصلنا على الاعتراف من شعبنا أولاً” بتلك الكلمات وصف وزير العدل في صوماليلاند أحمد عدري، مشكلة الاعتراف الدولي ببلاده.
وزير العدل في صوماليلاند أحمد عدري

وبيّن عدري لـ”نورث برس” أن بلاده تمتلك حاليًا “حكومة وجواز سفر خاص بالبلاد وحدود معترف بها من دول الجوار وعملة خاصة”، وكلها دلائل تكشف استقلال البلاد واعترافها بنفسها.
وأكد أن  الدول الأخرى مثل إريتيريا وجيبوتي وإثيوبيا تتعامل مع صوماليلاند كدولة ولديها تمثيل دبلوماسي، ولكن الكثير من دول العالم ترى أن الحل المفترض يكون بين الصومال وصوماليلاند.
وأضاف أن “الصومال الفيدرالي حاليًا لم يعد يستطيع  يحكم غير العاصمة مقديشو, والجماعات الإرهابية هي سيدة الموقف هناك، عكس الأمان الذي تتمتع به صوماليلاند، ولذلك من العبث أن ينتظر العالم الاعتراف من الصومال باستقلال البلاد”.
وأشار أن الأوضاع بدأت تتبدل كثيرًا على الصعيد العربي، خاصة بعد توطيد العلاقات مع دولة الإمارات العربية المتحدة، سواء تجاريًا عبر استئجار شركة موانئ دبي لميناء بربرة، أو عسكريًا عبر القاعدة العسكرية الإماراتية، والعلاقات مع السعودية، والاشتراك في التحالف العربي باليمن، ومؤخرًا العلاقات مع مصر وتبادل الوفود الدبلوماسية بين البلدين.
وأردف وزير العدل الصومالي “أن العلاقات مع  مصر إذا تطورت يمكنها أن تصنع فارق ، لأنها دولة كبيرة وتمتلك علاقات تاريخية أساسية مع  أرض الصومال ، ولديها رصيد من العلاقات العربية والأفريقية، ولذلك فيمكن في المستقبل القريب أن تغير تلك العلاقة من اعتراف الدول الأخرى ببلادنا “.
ومن جانبه وصف المتحدث باسم القاعدة العسكرية الإماراتية في صوماليلالند إبراهيم يوسف دوعلي “أزمة الاعتراف الدولي تكمن في أبعادها العربية والإفريقية”.
وقال دوعلي لــ”نورث برس” أن البعد الأول في تلك مشكلة هي “إيمان الكثير من الدول العربية بوحدة أراضي الصومال”، رغم أنها قامت بفك الارتباط عن الصومال الجنوبي منذ عام 1991.
وأكد المسؤول العسكري الإماراتي أن البعد الثاني هو “التداخل السكاني والعرقي داخل القارة الأفريقية، ووجود الكثير من الأقاليم التي تطالب بالانفصال بها”، مثل إقليم باروتسي في زامبيا وبيافرا في نيجيريا، وامبازونيا في الكاميرون، مما يجعل من التهديد للأمن القومي للكثير من الدول.
وأضاف إبراهيم يوسف دوعلي، أن دول الجوار لعبت دور هام في الحيلولة دون إعطاء صوماليلاند اعتراف دولي، خاصة دول مثل إثيوبيا بنفوذها داخل القارة كونها تستضيف على أراضيها منظمة الوحدة الأفريقية التي تحولت فيما بعد إلى الاتحاد الأفريقي، ولأنها تحتل جزء من الأراضي الصومالية وهو إقليم أوجادين، ولهذه الاسباب دخلت الصومال في أيام الوحدة ثلاثة حروب معها.
وأكد أن “الاعتراف بالبلاد يمثل لها تهديدا”، مشيرًا إلى أنها تريد دائمًا صوماليلاند في هذه الحالة من التهميش الدولي.
وتابع أن هناك بعض الدول الأوروبية مثل بريطانيا والدول الإسكندنافية التي فتحت مكاتب تمثيل دبلوماسي لها في هرجيسا عاصمة صوماليلاند، كما أن الظرف العربي تغير والأخيرة هي جزء من التحالف العربي في اليمن حاليًا.