أهالي نبل والزهراء يتخوفون من سيطرة المعارضة المدعومة من تركيا على تل رفعت

حلب- سام الأحمد- NPA
يتخوف أهالي مدينتني نبل والزهراء الشيعيتين من العودة إلى ظروف أعوام 2013-2016 ومحاصرتهم مرة أخرى من قبل قوات المعارضة السورية المسلحة المدعومة من تركيا، في وقت تقوم الأخيرة بالتهديد للسيطرة على مدينة تل رفعت المجاورة للبلدتين.
ففي شمال حلب، تقع نبل والزهراء، البلدتين الشيعيتين، وتعاني الحصار من قبل قوات المعارضة من طرفين (الشمال والجنوب)، في ظل استمرار تهديدات عليها مع توتر الوضع العسكري والسياسي في ريف حلب الشمالي ولاسيما منطقة مدينة تل رفعت المجاورة لنبل والزهراء، التي شهدت في الآونة الأخيرة تصعيدا بين القوات الحكومية وقوات المعارضة المدعومة من تركيا.
حصار
قام مسلحو فصائل المعارضة المسلحة بفرض حصار خانق على البلدتين بعد سيطرتهم على بعض البلدات المجاورة  لـ “نبل والزهراء” في 2013 مثل حيان وعندان.
فالحصار فرض وضعاً إنسانيا صعباً، إلى أن قامت وحدات حماية الشعب (ذات الغالبية الكردية) من فتح معبر من مدينة عفرين إلى نبل والزهراء لمساعدة المدنيين في البلدتين، وقتها.
وساهم فتح المعبر بحركة تبادل تجاري بين البلدتين ومدينة عفرين، الأمر الذي خلق حالة ازدهار نسبي ورفع مستوى المعيشة لدى شرائح مقبولة من السكان.
بعد أكثر من ثلاث سنوات من الحصار الخانق, تمكنت قوات الحكومة السورية مدعومة بمسلحين من الحرس الثوري الإيراني ومن حزب الله اللبناني من فك الحصار عن البلدتين, بعد معارك ضارية مع الفصائل المسلحة في 2016.
وبعد سيطرة الجيش التركي وفصائل المعارضة المسلحة على مدينة عفرين في الـ 18من آذار/مارس 2018, خسرت نبل والزهراء المعابر التجارية التي كانت تربط حلب بعفرين مرورا بالبلدتين الشيعيتين, وباتت البلدتان تعيشان على وقع القذائف والصواريخ  التي تستهدف شوارعها, فالقصف ينطلق من مناطق سيطرة هيئة تحرير الشام في عندان وحيان وبيانون (بلدات مجاورة لمدينة حلب من طرفها الشمالي), ومن مناطق سيطرة  الفصائل المسلحة التابعة لتركيا في قرية براد وكيمار التابعتان لناحية شيراوا  (جنوب عفرين).
 حيدر زم, من أهالي بلدة نبل  قال “نورث برس” إن “البلدة محاصرة حالياً من جهتين, من جهة الجنوب توجد جبهة النصرة ومن جهة الشمال توجد قوات درع الفرات.. والقذائف تنهال على المدينة بشكل يومي”.
المصير
يترافق القصف على البلدتين مع توتر عسكري تشهده مناطق ريف حلب الشمالي بعد تواتر معلومات عن نية تركيا شن هجوم عسكري للسيطرة على تل رفعت (شمال شرقي نبل والزهراء).  هجوم بحال حدوثه سيكون بمثابة ناقوس خطر يدق فوق البلدتين, فالسيطرة التركية على تل رفعت يعني قطع طريق نبل والزهراء الواصل لحلب والعودة لمربع 2013.
يقول علي حسين, (من أهالي بلدة نبل) لـ”نورث برس” أنه بعد سيطرة تركيا مع الفصائل التابعة لها على منطقة عفرين, تراجع النشاط الاقتصادي وأصبح هناك ركود في البلدة, مشيراً إلى أن مدينة عفرين قبل سيطرة الجيش التركي والفصائل المسلحة عليها, كانت بـ”مثابة سند” للبلدتين, موضحا أنه حالياً يتم استهداف نبل من تلك المناطق بالقذائف والصواريخ.
وأضاف علي حسين: “في حال اتفقت روسيا وتركيا بالسيطرة على بلدة تل رفعت، سيتكرر سيناريو الحصار والوضع سيكون مريباً”.
“سيناريو مخيف” يعمل على إبعاد خطره القوى العسكرية في البلدتين والقوى الداعمة لها من الحرس الثوري ومسلحين من حزب الله، الذين يعتبرون نبل والزهراء قاعدتهم العسكرية والشعبية الأكثر أهمية في الشمال السوري.