توقف الدعم عن المشفى الوحيد في جسر الشغور

إدلب – براء درويش – NPA
تعاني مدينة جسر الشغور، شمال غربي سوريا، من تردي الواقع الطبي، مع توقف متتالي من قبل منظمات دولية عن دعم هذا القطاع، والذي يعد الأهم بالنسبة للسكان الذين تحيط بهم الأمراض، فضلاً عن العمليات العسكرية التي تخلف مصابين في كل مرة.
وحذّر عبد الرحمن سلوم، مدير مشفى جسر الشغور، من زيادة العبء على المشفى الوحيد العامل في المنطقة، بحيث بات المشفى تحت ضغط لتلبية احتياجات صحية وطبية، لأكثر من /80/ ألف شخص.
سلوم أضاف بأن “المنحة المقدمة من الأمم المتحدة عبر منظمة سيما، لمشفى جسر الشغور توقفت منذ بداية شهر نيسان/أبريل من العام الجاري 2019″، ونوه إلى أن كون المدينة مركزاً تجارياً وصناعياً في المنطقة، تحول المشفى فيه بفعل ذلك، إلى المقصد الأول لجميع النازحين ممن قدموا وسكنوا المدينة والقرى المحيطة بها.
كما أكد سلوم أن جميع الخدمات لا تزال متوفرة، من الاختصاصات النسائية والأطفال والأشعة والمخبر، مع الصيدلية وقسم الجراحة العامة والبولية، ولفت إلى أن العمل من قبل الكادر الطبي تحول لـ”عمل تطوع بعد توقف الدعم.” 
واستكمل مدير المشفى حديثه لـ”نورث برس” أن “مشفى جسر الشغور هو الوحيد في المدينة، وكان يحصل على اهتمام بالغ من مديرية صحة إدلب، إلا أنه لم يحصل على الاهتمام من المنظمات”، كما حذّر من “استمرار توقف الدعم وتوقف المشفى عن تقديم الخدمات، والذي سيزيد من الضغط على السكان والأهالي”، لافتاً إلى أن بعض السكان قد يعمدون لعدم التداوي لانعدام الخدمات الصحية، في حال لم تكن لديه القدرة المادية على الوصول لمشافي بعيدة عن مدينة جسر الشغور.”
من جهته فإن أيمن قهوجة والذي يشغل منصب رئيس المجلس المحلي في مدينة جسر الشغور، أكد لـ”نورث برس” أن مدينة جسر الشغور، تحتوي على نقطتين طبيتين، أولها مشفى، والثانية عبارة عن مستوصف.
وأوضح “القهوجة”، أن المشفى في المدينة، “يعاني من ضعف في عملية الدعم، والتي تعكس بدورها الخدمات المقدمة للمواطنين الموجودين بالمدينة، فالإصابات التي تصل إلى المشفى يقوم الكادر الموجود فيه بتقديم الاسعافات الأولية، وبعملية الضمادات، ثم تحويلهم لمشافي الريف الشمالي أو لمشافي إدلب.”
وأشار “القهوجة” إلى أن مدينة جسر الشغور تفتقر لمشفى يحتوي على كافة الاختصاصات، والخدمات والتسهيلات للمواطنين، فهو عبارة عن نقطة تحويل لتقديم خدمات طبية ضمن الإمكانيات المتاحة، مضيفاً أنه “جرى تخفيض الخدمات وعدد الكادر في مستوصف المدينة، إضافة لسحب بعض المعدات التي تراها المنظمة الداعمة للمركز، أنها غالية الثمن وتكاليفها باهظة، فنفذت خطة الطوارئ من خلال إبعاد الأجهزة سالفة الذكر عن المركز خشية قصفه”.
في حين التقت “نورث برس” أحد سكان جسر الشغور، يدعى أحمد حجازي، والذي تحدث عن أن الوضع الطبي في المنطقة معدوم، ويوجد مشفى قيد العمل وبمواد أولية بسيطة للعمل، مع انعدام وجود العمليات فيه، وأضاف بأن: “الخبرات المتوفرة معدومة، وأغلبهم متدربون متطوعون ذوي خبرة، في حين تعاني المنطقة من غياب وجود أطباء لاختصاصات، أو متطوعين وعاملين من ذوي الشهادة.”
وأضاف حجازي بأن المشفى “لا يوجد فيه أكثر من اختصاصين، وهذا ما يؤثر على السكان، الذين يضطرون للانتقال مسافة ما لا تقل عن 30 كلم للوصول لمشفى في منطقة ثانية وتلقي العلاج فيه.”