ثانوية سلمية الزراعية بحماة.. أول مدرسة زراعية في العالم العربي

حماة- سام الأحمد –NPA 

تعد الثانوية الزراعية في مدينة سلمية (شمال شرقي محافظة حماة) أول مدرسة زراعية في العالم العربي، إذ كانت قبلة للدارسين من سوريا والبلاد العربية المجاورة (فلسطين ـ العراق ـ الأردن ـ لبنان)، وتخرج منها الكثير من الشخصيات التي ساهمت في النهضة الزراعية في بلدانهم لاحقاً. 
التأسيس 
تأسست المدرسة التي تقع على الناحية الغربية لمدينة السلمية, والتي استمرت لعقود من الزمن منفردة في حمل راية التعليم الزراعي على مستوى بلاد الشام, عام 1910, ومرت خلال مئة عام خلت بعدة مراحل، حيث استمرت الدراسة فيها منذ افتتاحها وحتى صدور قرار بإغلاقها عام 1930,  ليعاد افتتاحها عام  1943 بموجب المرسوم /101/ القاضي بإنشاء مدرسة زراعية ومركز زراعي في السلمية لإصلاح النباتات والبذور.
تعتبر هذه المدرسة والتي تشغل مساحة /650/ دونماً, معلماً وصرحاً تعليمياً قديماً، مبنية من الحجر البازلتي الأسود،  وقد تم تخصيص بناء ليكون مسرحاً يتسع لـ/500/ شخص، ويحوي مبنى مؤلف من طابقين؛ الأرضي منه مخصص للإدارة ولا يزال يعج بالموظفين, بينما الطابق العلوي هو مهجع للمدرسين والموظفين، ويقابله مبنى يحوي قاعات تدريس الطلاب، ويستخدم في يومنا كمستودع للكتب.
نظام المدرسة
كان نظام التعليم يعتمد على السكن الداخلي حيث يقيم الطلاب فيها طوال السنة الدراسية، ويغادرون إلى ذويهم في فصل الصيف, وقد ألغي هذا النظام عام  1993, وكانت الدراسة تقتصر على الشباب. إلى أن أفسح المجال للشابات بين عامي 1984 و1985.
ويذكر أرشيف المدرسة أن التدريس فيها بدأ عام 1909  قبل انهيار الدولة العثمانية, وكان الطلاب يتوافدون إليها من مختلف المناطق (مصر واليمن والسودان وموريتانيا وتشاد والسنغال والصومال وجزر القمر).
المتخرجون
تحتفظ المدرسة بلوحات لأسماء بعض الطلاب العرب الذين درسوا وتخرجوا فيها وتظهر أسماء مدنهم إلى جانب أسمائهم, كما أن هناك لوحة  تفيد أن الرئيس السوري الراحل “أديب الشيشكلي” تخرج منها في أربعينيات القرن الماضي، والأديب محمد الماغوط، والكاتب السوري أحمد الجندي, والمؤرخ اللبناني ومدير الثانوية (عام1922) وصفي زكريا قد درسوا فيها.
واليوم تحوي الثانوية كليتي الهندسة الزراعية والهندسة المعمارية، اللتان أسهمتا في استيعاب أعداد كبيرة من الطلاب وخصوصاً من أبناء ريف السلمية, الذين يعتمدون على الزراعة في كسب عيشهم.