من رحم الأزمة.. سوريون شقوا طريقهم في سوق العمل المصري (القسم الثالث)
القاهرة – سيد مصطفى/محمود عبدالرحمن ـ NPA
يعرف سوق الأخشاب في مصر بأن له بعض المدن والبلدات ذائعة الصيت مثل دمياط وطنان وحي المناصرة، ولكن السوريين نجحوا في منافسة المصريين في تلك المهنة وتفوقوا عليهم.
“بدأنا من الصفر ” بتلك الكلمات وصف، أدهم، مدير ورشة سورية للأثاث في مدينة 6 أكتوبر، (30 عاماً) من داريا بالريف الدمشقي، رحلته بالقاهرة، وسط ضجيج من أصوات معدات ورشته، مبينًا أنه كان يعمل في مجال الأخشاب في سوريا.
وتختلف مصر كنظام في العمل وكأسلوب العمل في الأخشاب، كما أن السوق المصري أكبر بكثير، ففي سوريا كان حجم السوق يحوي /10/ ملايين فرد، بينما يقطن في القاهرة وحدها /20/ مليون نسمة.
يستأنف أدهم حديثه لـ “نورث برس”، عن رحلته في سوق العمل المصري، بأنه بدأ كعامل باليومية عند المصريين، ولكن مع غلاء الإيجارات في مصر ومتطلبات المعيشة، بدأ يأخذ خطوة أكبر في فتح ورشة مستقلة، “من لا شيء وبرأس مال بسيط”، موضحًا أنه كان ليس لديه ما يخسره فإما ينجح في ما أقدم عليه أو يعود كعامل يبحث عن قوت يومه.
وأوضح أدهم ، أنه بدأ عبر موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، والإعلانات الممولة، وبعد فترة عمل مع معرض مصري، وكان العمل متعبًا “لأن التجار المصريين يمكن أن يفسدوا عملاً بمليون جنيه بسبب شيء لا يساوي /10/ جنيهات” حسب قوله.
ويضيف: “لكن التاجر السوري تفكيره يختلف، واستمر الحال خلال الأربع سنوات الأولى، ولكن بعد ذلك بدأوا يجنون ثمار ما زرعوه خلال تلك السنوات، ليكونوا عملاء مصريين تمتعوا بثقتهم”.
وعندما تتفقد ورشة أدهم تجد عمال من كافة بقاع الشام ومحيطها، فعلى الصاروخ الذي يقطع الأخشاب عامل من حي جوبر الدمشقي، بينما زميله الذي يطلي كرسي سفرة بجواره من بلدة دوما بالغوطة الشرقية، وفي الدور الأعلى حيث يتم عرض الغرف التي تم تجهيزها، ترى أبناء حي الوعر الحمصي وجرابلس في الشمال السوري.
ووجه أدهم رسالة إلى السوريين الذين ينوون أن يعملوا في مجال الأثاث المصري، بأنهم إما أن يكونوا مدعومين من معرض أثاث أو بقوة مالية كي يدخلوا السوق، وغير ذلك فالعمل صعب خاصة مع الأزمة الاقتصادية الحالية بمصر.