منبج – NPA
افتتحت الإدارة المدنية الديمقراطية في منبج (الغطاء السياسي لمجلس منبج العسكري) يوم أمس مركزاً ثقافياً جديداً بالقرب من المجمع التربوي في مدينة منبج، وذلك بهدف تسليط الضوء على التنوع الثقافي الموجود في المدينة حسب القائمين.
وكان مسلحي داعش أبان سيطرتها على مدينة منبج قد حولت المركز الثقافي لمخفراً، بعدما حرقت كل الوثائق والكتب الموجودة بداخلها، وتحول المركز بعدما طرد قوات سوريا الديمقراطية ومجلس منبج العسكري في 15 آب/أغسطس 2016.
وكانت إدارة حركة الثقافة والفن قد افتتحت مركزها السابق في تموز/يوليو 2017، ضمن مقر الجمعية الجركسية بالقرب من دوار السبع بحرات في مركز المدينة.
وشاركت فرق فنية كردية، تركمانية، عربية وشركسية حفل الافتتاح، وذلك بحضور جمهور من أبناء مدينة منبج وريفها.
وأفاد الرئيس المشارك لمركز الثقافة والفن في منبج عمر محمود لـ نورث بريس أن المركز الجديد سيسهل عمل المركز في تنظيم جميع الفعاليات الثقافية والفنية إلى جانب كونها يقع وسط المدينة.

كلف المركز الثقافي الجديد 20 مليون ليرة سورية (36500 دولار)، ويضم قاعة شتوية متعددة الاستعمالات يقدم فيها عروض موسيقية ومسرحية وسينمائية، حيث تم تصميمها لتلبي كافة الاحتياجات حسبما أفاده الرئيس المشارك.
وتملك مدينة منبج آرثاً ثقافياً متنوعاً وقديماً بالنسبة للمنطقة عامةً، حيث ظهر منها شخصيات عدة مشهورة مثل عمر أبو ريشة والبحتري ودوقلة المنبجي.
بدوره أكد الشاعر ورئيس اتحاد مثقفي مدينة منبج وريفها أحمد اليوسف لنورث بريس أن مدينة منبج تتألف من عدة مكونات مترابطة، مشيراً إلى أن الاهتمام بالمجال الثقافي يساهم في بناء مجتمع متكامل قادر على مواجهة التحديات، والوقوف بوجه محاولات تفكيكه.
وأضاف اليوسف أن الثقافة تساهم في نشر الوعي في المجتمع، وأن المجتمع الواعي لا يمكن زعزعته، لافتاً إلى أن العلاقة الاجتماعية والثقافية بين المكونات في منبج تعتبر نموذجاً للتعايش المشترك.

ويعتبر الجركسيون أحد الأطراف المؤسسة في هذا المركز في خطوة منها لحماية تراثهم الخاص من الاندثار خاصةً كونهم يمثلون واحد بالمئة من سكان سوريا، وافتتح الجركس في الخامس عشر من آب/أغسطس 2018 جمعية خاصة بهم للاهتمام بشؤونهم والحفاظ على العادات والتقاليد واللغة الجركسية.
من جهتها أشارت الرئيسة المشاركة للجمعية الجركسية هند داغستاني لنورث بريس إلى أهمية الحفاظ على الثقافة الجركسية عبر تقديم وعرض الفلكور الجركسي في مدينة منبج، مشيرة إلى أن اللوحات الراقصة التي تم تقديمها خلال الاحتفالية تعتمد على الإرث الفولكلوري العريق للجركس.
وأضافت داغستاني أن الجركس لم يستطيعوا التعبير عن ثقافتهم خلال سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية على مدينة منبج.

التركمان شاركوا أيضاً عبر تقديم عروض رقص فلكلورية، وقال فايز حيدر عضو الجمعية التركمانية في منبج أن المركز الثقافي الجديد سيساهم في التعبير عن ثقافتهم واستعادة تراثهم التي تم تغييبها خلال فترة سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية على المدينة، كما تم إعاقة إظهار هذا التراث خلال وجود الحكومة السورية في المنطقة.
وأضاف حيدر أن المكون التركماني يساهم في نشاطات المركز من خلال العروض الفلكلورية وفرق الرقص الفلكلوري، إضافة إلى المشاركة بالمعرض الفلكلوري الشامل لكل المكونات.

ويعود تاريخ الوجود التركماني في المدينة إلى عام 1400م، حيث قدمت نحو 350 عائلة تركمانية إلى المدينة، ويتعايشون مع بقية مكونات المدينة.
يذكر أن عروض الافتتاحية بدأت بكلمة ترحيبية بأربع لغات هي “التركمانية والشركسية والكردية والعربية”، وكلمات باسم الإدارة المدنية الديمقراطية وباسم مركز الثقافة والفن، وعروض غنائية لفرقة كورال من مدينة كوباني، ولوحة رقص شعبية من التراث التركماني قدمتها فرقة الشهيد بوطان تركمان، إضافة للوحة راقصة لأطفال الفرقة الشركسية، وقصيدة شعرية عن مدينة منبج للشاعر أحمد اليوسف، ووصلات غنائية للفنانين رضوان العيسي، وأبو القاسم.