السويداء- NPA
مع تفاقم أزمة النقص في المحروقات التي شملت معظم المحافظات السورية الخاضعة لسيطرة الحكومة السورية، رفع العديد من سائقي سيارات الأجرة في السويداء، تعرفة النقل، بنسبة تراوحت بين /25/ بالمئة إلى /100/ بالمئة تقريباً، في ظل استياء الأهالي، الذين يشكون ازدياد أعبائهم المالية.
ورصد مراسل “نورث برس” في السويداء، معاناة الأهالي من هذه الزيادة، ففي داخل المدينة وصلت الزيادة إلى /25/ بالمئة، فبينما كان سائق التكسي يتقاضى من الراكب /400/ ليرة أصبح يتقاضى /500/ ليرة.
أما السيارات التي تعمل خارج المدينة، فوصلت نسبة الزيادة إلى /100/ بالمئة، فمثلاً السيارات التي تعمل على خط (السويداء- القريا) كانت تتقاضى سابقاً /300/ ليرة أما الآن فأصبحت تتقاضى /600/ ليرة.
ويبرر أبو قصي (46 عاما)، والذي يعمل سائق سيارة أجرة في مدينة السويداء، تلك الزيادة بقوله إن “الوضع أصبح لا يطاق يعطوننا /20/ لتر بنزين كل /48/ ساعة، لكن كي تتمكن من الحصول عليها يجب أن تقف قبل يوم على محطة الوقود وإلا لن يتبق لك شيء، وهذا ما حدث معي”.
وأضاف “وقفت في طابور السيارات أمام محطة، منذ الساعة الرابعة عصراً وفي الساعة العاشرة من اليوم التالي استطعت الحصول على حصتي من البنزين”، لافتاً إلى وقوع العديد من التجاوزات خلال عملية التوزيع.
بدوره بين أبو فاضل (45) سائق تكسي، أنه يجني بالعشرين لتر بنزين التي يحصل عليها نحو /15/ ألف ليرة، يخصم من هذا المبلغ ثمن البنزين (5 آلاف ليرة)، وبين اهتراء وزيت وإصلاح وترسيم نحو /5/ آلاف ليرة، فيبقى له بأحسن الأحوال خمسة ألاف ليرة.
لكن المبلغ هذا يقسم على يومين، لأنه يقضي أحياناً يوماً كاملاً ينتظر دوره على أبواب محطات البنزين، هذا إن كان هو نفسه مالك السيارة وليس عاملاً عليها.
واستطرد قائلا “ماذا يفعل السائق ليس لديه خيار إلا أن يرفع الأجرة كي يستطيع أن يعيش”.
من جانبها، تقول سميرة (35) عاماً، وتعمل كموظفة في إحدى الدوائر “كل الأسعار ارتفعت جراء أزمة الوقود الأخيرة، ومنها تعرفة سيارة الأجرة، المشكلة عندما أسمع شكوى السائقين والازدحام على محطات الوقود أتعاطف معهم، وأعلم أن الذنب ليس ذنبهم، لكني أنا موظفة براتب محدود، ولا أستطيع دفع الزيادة في تكلفة تعرفة النقل”.
وأضافت “في السويداء، المدينة لا يوجد نقل داخلي وحتى السرافيس العاملة على بعض الخطوط تتوقف بعد الظهر، لذلك سيارات الأجرة ليست ترفاً، وكذلك الحال في المدن الأخرى والقرى داخل المحافظة”.
يشار إلى أن السويداء كغيرها من غالبية المحافظات السورية تعاني أزمة وقود حادة، ما تسبب بتراجع حركة السيارات في المدن، في حين شهدت محطات الوقود وقوف طوابير طويلة من السيارات التي تنتظر أن تحصل على مخصصاتها من البنزين، حيث حدد لكل سيارة أجرة /20/ لتر من البنزين كل /48/ ساعة، في حين تحصل السيارة الخاصة على/20/ لتر كل خمسة أيام، كما تم تحديد حصص محددة لبقية سيارات النقل والدراجات النارية.