البيت الأبيض: ترامب يخفف الحكم على روجر ستون بقضية التدخل الروسي في الانتخابات

نورث برس

 

أعلن البيت الأبيض، أمس الجمعة، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أصدر قراراً يسمح بتجنيب صديقه روجر ستون الذي حكم عليه في شباط/فبراير بالسجن أربعين شهراً في إطار التحقيق في التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية التي جرت في 2016، دخول السجن.

 

وقال البيت الأبيض في بيان الجمعة "اليوم أمر الرئيس دونالد ترامب بإجراء عفو تنفيذي لتخفيف الحكم غير العادل لروجر ستون".

 

وأضاف البيان، أن ستون هو "ضحية خدعة روسية روج لها اليسار وحلفاؤه في وسائل الإعلام" وأصبح الآن "رجلاً حراً".

 

وكرر بيان البيت الأبيض أن المدعي الخاص في قضية التحقيق الروسي روبرت مولر، "حقق في جريمة مزعومة لم ترتكب إطلاقاً".

 

وأوضح أنه "ما كان يجب أساساً اتهام روجر ستون".

 

وكان من المفترض أن يبدأ ستون تنفيذ الحكم بالسجن الأسبوع المقبل. وقد صدر عليه الحكم بعد إدانته في تشرين الثاني/نوفمبر بـ"الكذب في الكونغرس ورشوة شهود".

 

وروجر ستون واحد من ستة أشخاص من المقربين بدرجات متفاوتة من ترامب اتهموا أو صدرت أحكام عليهم في إطار التحقيق في تدخل روسي في الاقتراع الرئاسي السابق.

 

وقال ستون عن طريق محاميه الذي نقل تصريحاته إلى وسائل الإعلام إن "قرار الرأفة" الرئاسي "شرف كبير له".

 

لكنّ العضوين الديموقراطيين في الكونغرس جيري نادلر وكارولاين مالوني، رأيا في هذه الخطوة "استغلالاً للسلطة" من قبل ترامب.

 

وقال رئيسا لجنتي القضاء والمراقبة في مجلسي الشيوخ والنواب إنه "لم يستخدم أي رئيس حقه في العفو لسبب شخصي بهذا الشكل الواضح".

 

وحمّل برلمانيون آخرون على الجمهوريين بسبب تسامحهم مع سلوك ترامب في ما يؤدي إلى ما وصفوه "انهياراً لنظام العدالة وسيادة القانون".

 

وكان ترامب صرح فور صدور الحكم أنه يريد العفو عن ستون (67 عاما) المستشار السياسي المثير للجدل المعروف بوشم للرئيس ريتشارد نيكسون على ظهره.

 

وروجر ستون الذي يقول إنه "معتاد على الضربات"، أدين بالكذب على الكونغرس بشأن اتصالاته مع منظمة ويكيليكس في مسألة رسائل الكترونية للديمقراطيين تمت قرصنتها خلال حملة انتخابات 2016.

 

وقدم المدّعون أدلة على "كذبه وترهيبه شهوداً لتجنب إرباك ترامب".

 

وتدخل ترامب خصوصاً خلال المحاكمة منتقداً في تغريدات التوصيات الأولى للمدعين المكلفين التحقيق في القضية.

 

وبعدما اتهم بتجاوز مبدأ الفصل بين السلطات والضغط على هؤلاء المدعين، أوضح أنه لم يرتكب أي خطأ، معتبراً أن "الوضع غير عادل" وأن هناك "خطأ قضائيا".

 

وانسحب المدعون المكلفون بالملف، بينما خفضت العقوبة التي طلبتها وزارة العدل وهي السجن بين سبعة وتسعة أعوام، إلى عقوبة السجن لثلاثة أو أربعة أعوام، قبل ان تحكم القاضية الفدرالية في نهاية المطاف على ستون بالسجن أربعين شهراً.

 

وأشاد دونالد ترامب بوزير العدل بيل بار، على تدخله وهنأه على "اهتمامه بقضية كانت خارجة تماماً عن السيطرة".

 

لكن بار الذي أربكته تصريحات ترامب لأنه مكلف ضمان استقلالية القضاء الفدرالي الأمريكي وعدم انحيازه، نفى أن تكون هذه التعليقات قد أثرت على قرار القضاء.

 

وكان الرئيس الأمريكي اتهم أساساً بعرقلة عمل القضاء في التحقيق الروسي، خصوصاً بإقالته في بداية ولايته مدير مكتب التحقيقات الفدرالي جيمس كومي الذي كان يحقق في تدخلات أجنبية في انتخابات 2016.

 

ألغاء تجمع انتخابي

 

وفي سياق الانتخابات الرئاسية الأمريكية، أرجأ ترامب في الدقائق الأخيرة تجمعاً انتخابياً كان مقرراً السبت بسبب عاصفة، وجاء ذلك في وقت يسعى فيه إلى دفع حملته في مواجهة منافسه في الانتخابات الرئاسية المقبلة جو بايدن الذي صارت استطلاعات الرأي تمنحه تقدّماً.

 

وكرر الرئيس الأمريكي انتقاداته إلى الصين بسبب جائحة كوفيد-19، مؤكداً أنّ العلاقات بين واشنطن وبكين "تضررت بشدة"، مضيفاً أنّ بكين "كان بإمكانها وقف الجائحة لكنها لم تفعل".

 

وكان ترامب توجّه الجمعة إلى فلوريدا من أجل حملة لجمع التبرعات وأحداث أخرى، متجاهلاً النصيحة الصحية حول خطر التجمعات الكبيرة، خاصة في هذه الولاية التي تعدّ واحدة من أكبر بؤر تفشي الوباء في الولايات المتحدة.

 

وأودى الوباء بحياة أكثر من /4100/ شخص في فلوريدا حيث قلل الحاكم الجمهوري رون ديسانتيس من نسبة تفشي المرض في البدء إلا أنه اضطر لاحقا إلى التوقف عن رفع تدابير العزل.

 

وكانت فلوريدا من بين سبع ولايات على الأقل سجلت حصيلة يومية قياسية الخميس إلى جانب تكساس وألاباما وإيداهو وميسوري ومونتانا وأوريغون.

 

كما سجلت فلوريدا وتكساس أعلى معدلات وفاة يومية بلغت /120/ و/105/ على التوالي.

 

ومع استطلاعات الرأي التي تظهر زيادة تأييد لمنافسه الديمقراطي في معركة الانتخابات الرئاسية في تشرين الثاني/نوفمبر جو بايدن، كثف ترامب جدوله للأحداث العامة من أجل تعبئة قاعدته.

 

من جانبه، هاجم بايدن ترامب مراراً وتكراراً بسبب إدارته أزمة كورونا وانتقد زيارة الرئيس لفلوريدا.

 

وقال بايدن "مع وجود أكثر من /232/ ألف إصابة في فلوريدا وأكثر من /4/ آلاف وفاة، من الواضح أن استجابة ترامب (التجاهل وإلقاء اللوم على الآخرين والإلهاء) جاءت على حساب عائلات فلوريدا".

 

وتأتي زيارة ترامب لفلوريدا في الوقت الذي أظهر فيه استطلاع جديد أجرته شبكة "إيه بي سي نيوز-إبسوس" أن /67/ في المئة من الأمريكيين يرفضون طريقة إدارته أزمة فيروس كورونا.

 

وكانت حملة الرئيس الأمريكي حددت السبت، موعداً لتجمع في ولاية نيو هامبشير بعد توقف استمر أسابيع بسبب ارتفاع عدد الإصابات بكورونا المستجد في ولايات عدة.

 

لكن البيت الأبيض أعلن الجمعة تأجيله لمدة "أسبوع أو أسبوعين" بسبب اقتراب العاصفة المدارية "فاي".

 

وتعدّ الولايات المتحدة الدولة الأكثر تضررا جراء تفشي كوفيد-19 مع أكثر من /3,1/ مليون إصابة و/133/ ألف وفاة.