نورث برس
قام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بتعيين مسؤول غير معروف للرأي العام لرئاسة الحكومة الجديدة، بعد أن اقترح أمس تعديلا دستورياً، ما أثار تنبؤات حول خططه المستقبلية.
وكان أمس صدر إعلان مفاجئ، من رئيس الوزراء ديمتري مدفيديف، بالاستقالة من رئاسة الحكومة، بعدما تحيَّن بوتين خطاب حالة الأمة للدعوة إلى استفتاء عام حول مجموعة من الإصلاحات الدستورية.
بوتين اختار وبشكل مباشر، ميخائيل ميشوستين، المترأس لإدارة الضرائب الاتحادية منذ 2010، إذ يعتبر الرجل "صاحب اختصاص"، لتشكيل حكومة جديدة.
وميشوستين البالغ من العمر (53 عاماً) شخصية شبه مجهولة بالنسبة للرأي العام، وكرئيس سابق لشركة استثمارات، يعدّ "شخصا محايدا".
ومن المقرر أن يجتمع النواب الخميس لبدء المشاورات المتعلقة بتعيين ميشوستين.
التغييرات المفاجئة أثارت تنبؤات حول كيفية تأثير هذه التعديلات على النظام السياسي الروسي، وهل ستتيح لبوتين البقاء في السلطة إلى ما بعد نهاية ولايته الرئاسية الرابعة في 2024.
ومن وجهت نظر البعض فإن بوتين ربما يستعد لتولي منصب جيد أو الحفاظ على دور قوي له من خلف الكواليس.
ومنذ إقرار دستور البلاد عام 1993، تعتبر هذه المرة الأولى التي يقترح فيها بوتين في خطاب للأمة تغييرات فعلية في الدستور.
وتنص التغييرات التي اقترحها بوتين، على نقل مزيد من السلطات إلى البرلمان بما في ذلك السلطة لاختيار رئيس الوزراء وأعضاء بارزين آخرين في الحكومة، بدلا من أن يقوم الرئيس بذلك كما هي الحال في النظام الحالي.
كما تنص التغيرات على تعزيز دور مجلس الدولة الاستشاري، وتشديد شروط الإقامة للمرشحين للرئاسة.
وأكد أنه سيتم طرح مجموعة الإصلاحات في تصويت على مستوى البلاد، بدون تحديد موعد التصويت.
وبعد ساعات من الكلمة، ظهر بوتين ومدفيديف جنبا الى جنب على التلفزيون العام ليعلنا استقالة الحكومة.
وقال مدفيديف إن الاقتراحات الدستورية ستحدث تغيرات كبيرة في ميزان القوة في البلاد ولذلك فإن "الحكومة في شكلها الحالي قد استقالت".
وأضاف "يجب أن نوفر لرئيس بلادنا فرصة اتخاذ جميع الإجراءات الضرورية" لتنفيذ التغييرات.. وجميع القرارات الأخرى سيتخذها الرئيس".
وشغل مدفيديف منصب الرئاسة لأربع سنوات من 2008 — وأعرب عن "رضاه عن النتائج التي تحققت"، مقترحاً تعيينه في منصب نائب رئيس مجلس الأمن الروسي الذي يرأسه بوتين.
ورأت تاتيانا ستانويافا من شركة "ار بوليتيك" للتحليل أن "روسيا دخلت مرحلة نقل السلطة مبكراً".
واعتبرت أن بوتين يحضّر لتولي دور قوي في المرحلة التي تلي نهاية عهده كرئيس لمجلس الدولة.