صحف أمريكية بافتتاحيات اليوم الأول من 2020 : إدارة ترامب عاجزة عن احتواء التصعيد الإيراني في العراق
واشنطن – هديل عويس – نورث برس
تواجه إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اليوم معضلة في العراق, بعد اقتحام السفارة الأمريكية في بغداد من قبل المتظاهرين المؤيدين لإيران.
حيث رأى محللون في واشنطن في الهجوم على السفارة الأمريكية في العراق تصعيداً يحاكي اقتحام السفارة الأمريكية في إيران في العام 1979 ما يضع البيت الأبيض أمام حاجة ملحة لاتخاذ قرار حاسم بشأن كيفية الرد على الهجوم الذي قال المسؤولون الأمريكيون أنه تم التخطيط له وتوجيهه من قبل إيران ما يعني أن ترامب الداعي للانسحاب من حروب أمريكا وتوغلاتها العسكرية من أفغانستان إلى سوريا والعراق يواجه خيارات جميعها محرج ومؤذي سياسياً.
وحملت صحف أمريكية في افتتاحياتها لليوم الأول من العام 2020, إدارة ترامب مسؤولية التصعيد وعدم القدرة على السيطرة عليه في العراق وأماكن أخرى يمتد النفوذ الإيراني اليها.
حيث كتبت صحيفة "نيويورك تايمز" أن انسحاب الرئيس ترامب من الاتفاق النووي الإيراني دفع إيران إلى الرد بتصعيد كبير ضد الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة وصل اليوم إلى دفع كل الطبقة السياسية في العراق لدعوة أمريكا للانسحاب والخروج وبالتالي خسارة نفوذها السياسي في منطقة محورية انطلق التحالف الدولي منها بمحاربة تنظيم “الدولة الاسلامية” دون أن تملك الادارة الأمريكية أوراق فعالة لوقف التصعيد الإيراني, بينما لا تزال تمتلك إيران القدرة على بث المزيد من الفوضى وأذية النفوذ الأمريكي وحلفاء الولايات المتحدة في اسرائيل ودول الخليج بعد أن أثبتت استراتيجية ترامب تجاه إيران فشلها في تحقيق مرادها في تغيير سلوك النظام الإيراني الذي بات أكثر عدائية.
وكتبت تمارا كوفمان ويتس، المديرة السابقة لمكتب الشرق الأوسط في وزارة الخارجية الأمريكية أن إيران تأخذ زمام المبادرة في الهجوم على مصالح الولايات المتحدة في الشرق الأوسط لأنها تحت ضغط كبير بسبب العقوبات وتجنب الولايات المتحدة الرد على التصعيد الإيراني البطيء في معظم الأحيان ما يرسل رسالة إلى أمريكا مفادها أن وضع إيران تحت الضغط سيكون الرد عليه بتعرض الولايات المتحدة وإدارة ترامب لأقصى الضغوطات أيضاً وهي استراتيجية ستتبعها إيران طيلة عام ٢٠٢٠ المحوري بالنسبة لإدارة ترامب بسبب انتخابات الرئاسة الأمريكية.
مضيفةً، الإيرانيون رأوا أنه لم يكن هناك أي رد عسكري على هجماتهم واستفزازهم للولايات المتحدة وادارة ترامب الداعية للانسحاب من المنطقة، وبالتالي تملك طهران اليوم استنتاجاً بأن الولايات المتحدة غير مستعدة لمواجهة عسكرية مع أذرع إيران المنتشرة في كل مكان في المنطقة وبالتالي الاستفزازات الإيرانية ستستمر حتى تحقيق هدف اجبار ترامب على الدخول في مفاوضات مع طهران.