بعد هجومين أسفرا عن مقتل /48/ شخصاً.. حركة طالبان منفتحةٌ على استئناف المحادثات مع واشنطن
NPA
بعد يومٍ من مقتل /48/ شخصاً على الأقل في هجومين تبنتهما "حركة طالبان المتمردة" في أفغانستان, أعلن كبير مفاوضي حركة طالبان, شير محمد عباس ستانيكزاي، أنّ الأبواب مفتوحةٌ لاستئناف المحادثات مع واشنطن.
ودافع ستانيكزاي عن دور طالبان في أعمال العنف الدامية الأخيرة في البلاد والهجوم الذي أسفر عن مقتل جنديٍ أمريكيٍ, بأنّ الأمريكيين أيضاً أقروا بقتل الآلاف من عناصر طالبان تزامناً مع المحادثات التي كانت جاريةً وأنّهم لم يرتكبوا أي خطأ في تلك المرحلة.
الشبكة البريطانية نقلت عن ستانيكزاي قوله "من جهتنا، الأبواب مفتوحةٌ للمفاوضات".
وفي العاشر من أيلول/سبتمبر أوقف ترامب مفاوضات الولايات المتحدة مع طالبان بعد نحو عامٍ من الجهود الدبلوماسية لإبرام اتفاق كان سيمهّد لسحب القوات الأمريكية من أفغانستان بعد حربٍ استمرت /18/ عاماً.
وقُتل في الأمس /26/ شخصاً على الأقل في أوّل هجومٍ وقع قرب تجمّع انتخابيٍ للرئيس الأفغاني أشرف غني في ولاية باروان وسط البلاد، بينما أسفر تفجيرٌ انتحاريٌ آخر في كابول وقع بعد نحو ساعةٍ من الأوّل عن سقوط /22/ قتيلاً.
وقال الناطق باسم طالبان ذبيح الله مجاهد في بيانٍ بعد هجومي الثلاثاء "سبق وحذّرنا الناس بألّا يحضروا التجمعات الانتخابية. إذا تعرضوا لأي خسائرٍ فهم يتحمّلون مسؤولية ذلك".
وفي وقتٍ سابق من هذا الشهر قال مجاهد لوكالة "فرانس برس": كان لدينا طريقان لإنهاء الاحتلال في أفغانستان، أحدهما الجهاد والقتال، والآخر المحادثات والمفاوضات. إن أراد ترامب وقف المحادثات، فسنسلك الطريق الأول وسيندمون قريبا.
وكانت دعت روسيا خلال الأيام القليلة الماضية، لاستئناف المفاوضات التي توقفت بين الولايات المتحدة وحركة طالبان. وقال متحدّث باسم وزارة الخارجية الروسية للصحافيين في ختام محادثات أجراها وفد من الحركة مع دبلوماسيين روس، بأنّ موسكو "أبلغت الجانب الأفغاني بموقفها".
وأشار إلى أنّ موسكو شدّدت خلال المباحثات على ضرورة استئناف المفاوضات بين الولايات المتحدة وطالبان، وأنّ وفد الحركة أكّد من جانبه استعداده لـ"العودة إلى طاولة المفاوضات لمواصلة المناقشات مع واشنطن". وكانت الخارجية الروسية، أعلنت عن أسفها لتصريحات واشنطن بشأن "موت" المفاوضات مع طالبان.
وقال كابولوف بأنّ بلاده "تأسف لوقف هذه العملية. لكننا نأمل في أن تكون المفاوضات بين الولايات المتحدة وطالبان متوقفةً وليست ميتةً. إنّ مستوى المشاعر مرتفع، وهي تتدحرج من كلا الجانبين، لكن يبدو لنا أنّ الطرفين سيعودان في فترة ما وسيواصلان عملية المفاوضات وإتمام الصفقة".
وشدّد على أنّ موسكو ترى في الاتفاق المحتمل بين الولايات المتحدة وطالبان "خطوة هامة تفتح الطريق إلى المصالحة الوطنية والتسوية الشاملة المقبلة للأزمة الأفغانية".
وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في وقت سابق أنّ المفاوضات بين الولايات المتحدة وحركة طالبان "ميتةٌ". وقال بأنّه ألغى لقاءاتٍ كانت مقررةً مع كل من زعماء طالبان والرئيس الأفغاني، وكان من المتوقع أن تجرى في كامب ديفيد.
وتؤيد موسكو انسحاباً أمريكياً سريعاً من أفغانستان، حيث سارعت لإعلان استعدادها لأن تكون "ضامنة للاتفاق المحتمل بين الولايات المتحدة وحركة طالبان، وفقا لتصريحاتٍ سابقةٍ لكابولوف.
نائب وزير الخارجية الروسي إيغور مورغولوف كان قد قال في وقت سابق، بأنّ الولايات المتحدة وطالبان أكدتا ضرورة أن تكون روسيا حاضرةً كضامنٍ بشكلٍ أو بآخر عند التوقيع المحتمل على أي اتفاق.
ونقلت وسائل إعلام روسية تصريحات المبعوث الأمريكي الخاص لأفغانستان، زلماي خليل زاد حول أنّ الولايات المتحدة وافقت على سحب /5,000/ فرد من قواتها العسكرية من خمس قواعد في أفغانستان خلال /135/ يوما إذا تطورت الحالة في البلاد وفقا لمسودة الاتفاقية التي تم التوصل إليها مع حركة طالبان.
وشدّد مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، قبل أيام، على أنّ الطرفين توصلا إلى مرحلةٍ مهمةٍ في المفاوضات ولا يجب السماح بتعطيل هذا التطور. مشيراً إلى أنّ المفاوضات "كان من شأنها أن تفتح، حال نجاحها، سبيلاً لاحقاً يقود إلى دفع العملية السلمية للمصالحة الوطنية والتسوية الأفغانية الشاملة".
وشدّد نيبينزيا على أهميةٍ خاصةٍ لدفع العملية قبل حلول موعد الانتخابات الرئاسية التي قال بأنّ موسكو "تأمل في أن تجرى في أجواءٍ هادئةٍ وتصبح عاملاً موحداً قوياً للشعب الأفغاني".
وتزامن الموقف الروسي مع تصاعد المخاوف من احتمال تزايد العنف مع اقتراب موعد الانتخابات المقررة في 28 أيلول/سبتمبر، وتم تأجيل الاقتراع، وهو الرابع منذ سقوط نظام «طالبان» في 2001 مرتين هذا العام.