روسيا تستضيف وفد طالبان بعد انهيار المحادثات الأمريكية
NPA
كشفت وزارة الخارجية الروسية يوم أمس بأنّ وفداً من تنظيم طالبان أجرى محادثاتٍ مع مسؤولين روس في موسكو بعد انهيار المفاوضات الأمريكية مع المتمردين الأفغان.
ونقلت وكالة الأنباء الروسية "ريا نوفوستي" عن المتحدّث باسم الوزارة الخارجية قوله: "الممثل الخاص للرئيس الروسي لأفغانستان زامير كابولوف، استضاف وفداً من طالبان في موسكو". مضيفاً " الجانب الروسي يؤكّد على ضرورة إعادة إطلاق المفاوضات بين الولايات المتحدة وحركة طالبان".
وقال مسؤول من طالبان يوم السبت إنّ الزيارة جاءت في الوقت الذي تتطلع فيه الجماعة المتمردة إلى تعزيز الدعم الإقليمي، حيث من المقرّر أن يتم إجراء زياراتٍ للصين وإيران ودول آسيا الوسطى.
وأوضحت مصادر حركة طالبان في قطر خلال تصريحاتٍ إعلاميةٍ بأنّ الغرض من هذه الزيارات هو إطلاع قادة هذه الدول على محادثات السلام وقرار الرئيس ترامب بإلغاء عملية السلام في الوقت الذي كان فيه الطرفان قد حلّا جميع القضايا المعلقة وكانا على وشك التوقيع على اتفاق سلام.
غير أنّ المصادر القيادية داخل طالبان والتي رفضت الكشف عن هويتها أشارت بأنّ الغرض من الزيارات ليست محاولة إحياء المفاوضات مع الولايات المتحدة، ولكن الحصول على الدعم الإقليمي لإجبار أمريكا على مغادرة أفغانستان.
وتصاعدت التوقعات في الاسابيع الماضية بأنّ استمرار المفاوضات بين أمريكا وحركة طالبان ستجعل الولايات المتحدة تسحب حوالي /5,000/ جندي من أفغانستان في مقابل قيام طالبان بتقديم ضمانات أمنية لإبعاد الجماعات المتطرفة، لكن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أعلن الاسبوع الماضي بأنّه ألغى اجتماعًا بين طالبان والولايات المتحدة الأمريكية، حيث كان مقرراً أن يجري سراً في كامب ديفيد، وقال ترامب حينها بأنّ المحادثات مع المتشدّدين "ميتة".
في تغريدة يوم السبت، قال ترامب: " لم تتعرض طالبان مطلقًا لضرباتٍ قويةٍ أكثر مما تتعرض له الآن. قتل 12 شخصًا، في الوقت الذي فقد جندي أمريكي عظيم حياته، لم تكن فكرةً جيدةً. هناك طرقٌ أفضل بكثير لإعداد التفاوض. تعرف طالبان أنّهم ارتكبوا خطأً كبيراً ، وليس لديهم أية فكرةٍ عن كيفية التعافي!".
مع وجود أكثر من /13,000/ جندي أمريكي في أفغانستان، كان ترامب حريصًا على إنهاء أطول الحروب الأمريكية ، والتي بدأت قبل 18 عامًا بعد هجمات 11 سبتمبر.، بيد أن المخاوف تتزايد الآن من تكثيف وتيرة العنف مع قرب موعد الانتخابات الرئاسية في افغانستان والتي من المقررة أن تجري في 28 سبتمبر.
وعقب فشل المفاوضات، تجدّد القتال بين القوات الحكومية الافغانية وحركة طالبان في عمليات عسكرية متبادلة في جميع أنحاء البلاد، حيث تعهدت حركة طالبان بمواصلة القتال وجعل الولايات المتحدة تأسف الابتعاد عن المحادثات.
وتحاول روسيا التأثير على مفاوضات السلام بين حركة طالبان والولايات المتحدة، حيث عقدت اجتماعين في موسكو مع القادة السياسيين الأفغان في بداية العام، وهي تسعى إلى استقطاب حركة طالبان ضمن استراتيجيتها في أسيا الوسطى من أجل تقويض المساعي الامريكية وإجبارها إلى التراجع من هذه المنطقة الحيوية.