وفاة المفكر الأمريكي إيمانويل فالرشتاين عن عمر يناهز 89 في نيويورك

نيويورك- NPA
توفي العالم الاجتماعي والمؤرخ الأمريكي المعروف إيمانويل فالرشتاين، عن عمر يناهز /89/ يوم أمس، حيث يعد فالرشتاين من أهم المؤرخين في علم الاجتماع في العصر الحالي، وخاصة في تحليله للنظام العالمي.
كتب فالرشتاين في مسيرة حياته سلسلة من المجلدات الضخمة حول نشوء النظام العالمي منذ القرن السادس عشر وصولاً إلى القرن العشرين، حيث كشف من خلالها سيرورة الهيمنة المركزية وعلاقتها مع المحيط والأطراف الدولية، فضلاً عن مساهمته الجليلة في بناء منهجية معرفية جديدة في علم الاجتماع من خلال مؤلفاته مثل نهاية العالم الذي نعرفه، ونهاية الليبرالية، انحسار قوة الولايات المتحدة الأمريكية، والعديد من الكتب والدراسات الأكاديمية الغنية.
لم تقتصر مساهمات فالرشتاين في إطار البحث المعرفي والنقدي الجديد، بل ساهم بصورة مباشرة في دعم الحركات الاجتماعية الصاعدة في العالم أمام نزعات النظام الدولي الذي دخل حسب رؤيته إلى أزمة بنيوية شاملة بعد مرحلة السبعينيات من القرن الماضي.
اتخذ فالرشتاين مواقف شجاعة للدفاع عن قضايا الشعوب المضطهدة، لا سيما في الشرق الأوسط، مثل القضية الكردية والفلسطينية، وكان له تأثير بالغ على أطروحات عبد الله أوجلان والمنظمات الكردية الاجتماعية والنسوية في سوريا والعراق وتركيا وخصوصاً في فترة ما بعد الألفية، وكتب مقدمة كتاب خارطة الطريق الذي دونه أوجلان في سجن إيمرالي عام2009 كمسار الحل السياسي السلمي في تركيا.
ولد فالرشتاين في عام 1930 في نيويورك، ودرس في جامعة كولومبيا، ومنذ السنوات الأولى من حياته أصبح مهتماً بالحركات الاجتماعية في جميع أنحاء العالم، وعقب التخرج من الجامعة بدأ مسيرته الأكاديمية وحصل على الدكتوراه عام 1959 من الجامعة نفسها، ومن ثم بعد ذلك درس في جامعة كولومبيا حتى عام 1971، لينتقل بعد ذلك إلى جامعة ييل، ومن ثم عمل في جامعة بنغهامتون في نيويورك حتى تقاعده عام 1999.