محلّل اقتصادي لـ “نورث برس”: الحرب الاقتصادية بين الصين وأمريكا تُوجع اقتصاد الأخيرة

واشنطن – هديل عويس – NPA 
يتحضّر الديموقراطيون للانتخابات الرئاسية في كانون الأول/ ديسمبر 2020, من خلال فتح عدة جبهات على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بدءاً من لومه على تخريب العلاقات التاريخية مع أقرب الحلفاء, إلى تجاهله تحدي التغير المُناخي, إلى فشله في تحريك أي تقدم في ملف "كوريا الشمالية", وأخيراً أخذت النشرات الرئيسية للإعلام الديموقراطي الأمريكي تتحدث عن "كساد" مرتقب قد يضرب الاقتصاد الأمريكي والعالمي بسبب الحرب التجارية التي يشنها ترامب على الصين. 
من جانبه يفنّد الباحث الاقتصادي مازن أرشيد، الحديث عن "كساد" محتمل قد يضرب الاقتصاد الأمريكي والعالمي, حيث يقول إن التخوف من الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين يقود بالفعل لخسائر في بعض القطاعات الأمريكية, ما ينتج عنه بعض التذبذب في أسواق العملات والأسهم والذهب، إلا أنه يؤكد أن الأرقام والمؤشرات لا يزال لها الوقع الأكبر، وتدل على قوة الاقتصاد الأمريكي وعدم واقعية الحديث عن "كساد" أو "أزمة مالية عالمية" على غرار ما حدث في العام 2008. 
ويضيف الاقتصادي مازن أرشيد لـ "نورث برس" أن تغريدات ترامب المفاجأة للشركات تدفع الأسواق للتذبذب في بعض الأحيان، إلا أن مؤشرات سوق الأسهم والتي تعتبر مرآة الاقتصاد الأكثر وضوحاً لا تزال ترتفع إلى مستويات غير مسبوقة تاريخياً، اضافة إلى تدني نسبة البطالة لمستوى تاريخي غير مسبوق منذ نهاية الحرب العالمية الثانية وهو /3.8/ بالمئة. 
ويضيف أرشيد ؛ في المقابل باتت حرب العملات تؤرق الصين وتدفعها لتنتقم من الاقتصاد الأمريكي في بعض القطاعات التي تمسك بها الصين، حيث تتضرر الصين من ضعف اليوان الصيني أمام الدولار والتعريفات الجمركية العالية التي تفرضها إدارة ترامب على صادراتها. 
ويرى أرشيد أن المشكلة الاقتصادية العالمية التي قد تقود إلى شيء من "التباطؤ" وليس "الكساد", تكمن في بعض دول العالم الثالث التي تتدهور اقتصاداتها وعملاتها مثلما حدث في الأرجنتين حيث هبطت العملة بشكل كبير، إضافة الى العملة التركية التي فقدت الكثير من قيمتها مؤخراً رغم التحسن الأخير، والهند التي تعاني أيضاً عملتها من خسائر.
ويختتم أرشيد "الحرب التجارية مع الصين هي ما تقود إلى الحديث عن تباطؤ في الاقتصاد، إلا أن تصريحات ترامب تؤكد أنها حرب مؤقتة يحذر منها هو شخصياً لحين انتزاع تعهدات تجارية أكثر عدلاً للولايات المتحدة من الصين ما يقود إلى ارتياح أكبر في الأسواق وما يعطي الاقتصاد الأمريكي مناعة أكبر".