باحث في معهد الدراسات الأمنية : أمريكا أكبر منتج ومصدّر للنفط في العالم دون أن تقترب من سواحل الخليج أو إيران
واشنطن – هديل عويس – NPA
قال "نيك شورت"، الباحث في مركز الدراسات الأمنية في واشنطن لـ "نورث برس" أن الولايات المتحدة باتت أكبر منتج للغاز الطبيعي والنفط في العالم، وسرعان ما تتطور لتصبح أكبر مصدر عالمي للطاقة وذلك دون أن تقترب من سواحل الإيرانيين أو غيرها من دول الخليج الغنية بالنفط، وبالتالي الوقت الى جانب الأمريكيين فيما يتعلق بالتصعيد الإيراني.
ويرى شورت أن الولايات المتحدة تمتلك في قبضتها عدد كبير من الأوراق للضغط على إيران بينما لا تملك طهران إلا المقامرة بمحاولة لجر الولايات المتحدة الى الحرب، أما واشنطن فكان لديها خطة محددة لتغيير سلوك النظام الإيراني وعدم منحه شرعية مجانية بينما يزعزع الاستقرار.
ويرى الباحث "نيك شورت" أنه لعدة أسباب تتعلق بمصالح الولايات المتحدة, لن تقوم واشنطن بالتفكير بالتصعيد مع إيران وخاصة في ظل انتشار الميليشيات الإيرانية بجوار عدد من حلفاء الولايات المتحدة وتشعب نفوذها في منطقة الشرق الأوسط التي لا تزال مهمة بالنسبة لواشنطن ولكن لحدود معينة.
"ترامب لن يضرب إيران أبداً"
وكتبت مجلة ناشيونال انترست "الرئيس ترامب لن يضرب إيران أبداً" مفنّدة توجه الرئيس ترامب الانعزالي في السياسات الخارجية والذي اختار خيارات أوباما بعدم التصعيد والمواجهة العسكرية المباشرة مع إيران.
وكانت المرة الوحيدة التي ضربت بها واشنطن نظام "الخميني" الذي انطلق ١٩٧٩ بثورته تحت شعار "الموت لأمريكا" هي في الـ ١٨ من أبريل العام ١٩٨٨ وذلك في عهد الرئيس ريغان، بعد يومين من قيام الإيرانيين بزرع لغم في واحدة من المدمرات الأمريكية التي كانت ترافق ناقلات النفط الكويتية التي تمر عبر مضيق الكويت.
كان الهجوم محدود النطاق حيث لم يقتل أي من الإيرانيين ولم يلحق الضرر بالأراضي الإيرانية واقتصرت الأضرار على إغراق ثلاثة زوارق سريعة وفرقاطة واحدة.
وبعد مرور ثلاثة أشهر تقريبًا على هجوم أبريل، أسقطت سفينة حربية أمريكية بطريق الخطأ طائرة (إير باص655) وهي طائرة ركاب إيرانية, لتقتل /290/ مدنياً كانوا على متنها، في حادثة أعربت إدارة ريغان عن أنها كانت عبر الخطأ وكان المستهدف منها طائرة عسكرية إيرانية، حيث اعتذر ريغان آنذاك للإيرانيين وقال إنه يأسف لخسارة الأرواح وكان هذا التحرك الأمريكي من ضمن انحياز واشنطن للعراق في الحرب مع إيران.
وقالت مجلة "ناشيونال انترست" التي يقيم الخبراء فيها الخطوات والقرارات العسكرية الأمريكية؛ "قرار ترامب بعدم ضرب إيران صائب جداً، ولو نظرنا وقارنا بين ردود أفعال ريغان وأوباما تجاه إيران لرأينا ان الخطر من ردود أفعال إيرانية في عهد ريغان كان أكبر، في حين اختار ترامب خيارات اوباما فيما يتعلق بتجنب المواجهة العسكرية مع إيران".
كما ترجح المجلة أن تنتظر الإدارة حتى اعادة انتخابها لدفع روسيا وغيرها للوساطة مع إيران لعقد اتفاق جديد وتجنب مواجهة الرؤساء الأمريكيين الذين سبقوا ترامب.