إيران تختار حقل ألغام في النزال مع الولايات المتحدة

الرياض ـ NPA
تقفز إيران بين حقول الألغام لمواجهة خصومها، سواء من دول المنطقة أو الولايات المتحدة، لكنها إلى حد كبير تنجو بنفسها، ويبدو أن هذا التكتيك أبعدَ عنها شبح الحرب بشكل أكبر.
شهد الأسبوع الماضي، محادثات نادرة جرت بين وفد إماراتي ومسؤولين إيرانيين،  في طهران، في مؤشر على مساعي دول إقليمية لتفادي مزيد من التوترات مع إيران. وهناك قناعة باتت تتجذر لدى قادة دول المنطقة، وهذه القناعة عبَّر عنها بشكل أوضح مساعد القائد العام لقوات الحرس الثوري للشؤون السياسية العميد يد الله جواني، حين قال: "لو كانت أمريكا تعتزم شن حرب لكانت قد بادرت إلى ذلك فور إسقاط طائرتها المسيرة" الشهر الماضي.
وفي المقابل، تعرضت الخطة الأمريكية لتشكيل قوة هدفها حماية الملاحة في منطقة الخليج، إلى ضربات أوروبية، بسبب رفض كل من ألمانيا وبريطانيا وفرنسا أن تصبح جزءاً من خطة تقودها واشنطن.
وتخشى الدول الأوروبية من انحراف مهمة هذا التحالف البحري، وتوجهها نحو التصادم مع إيران.
وشن، السفير الأمريكي في ألمانيا الخميس الماضي، هجوما شديداً على حكومة المستشارة انغيلا ميركل، لإحجامها عن الانضمام للمهمة البحرية في مضيق هرمز قائلاً: "ينبغي لأكبر اقتصاد في أوروبا الاضطلاع بمسؤولية عالمية أكبر".
وأشار السفير الأمريكي ريتشارد جرينل، أن على ألمانيا واجب ينبغي الوفاء به قائلاً إن "ألمانيا أكبر قوة اقتصادية في أوروبا، يرتبط هذا النجاح بمسؤوليات عالمية".
وأضاف جرنيل أن الولايات المتحدة تسعى منذ أسابيع للحصول على تأييد ألمانيا للمهمة العسكرية في مضيق هرمز، وإنه رغم تصريح أحد الوزراء بأنه يجري النظر في الطلب فإن وزير الخارجية أعلن رفضه.
واستعاد السفير الأمريكي التاريخ للضغط على ألمانيا بالقول: "أمريكا ضحت كثيراً لمساعدة ألمانيا في البقاء كجزء من الغرب" مضيفاً أن الأمريكيين يدفعون مبالغ ضخمة لنحو /34/ ألف جندي يتمركزون في ألمانيا.
وكان وزير الخارجية الألماني، هايكو ماس، استبعد الأربعاء الماضي، مشاركة بلاده في المهمة، وذلك بعدما قالت واشنطن إنها قدمت طلباً رسمياً لبرلين. وقال إن ألمانيا ترغب في تهدئة التوتر مع إيران وأنه ينبغي القيام بكل شيء ممكن لتجنب التصعيد.
وبحسب رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية الجنرال جوزيف دانفورد، فإن الولايات المتحدة ستشارك في حماية الملاحة في الخليج من خلال عملية عسكرية تحمل اسم "الحارس". وستشارك الولايات المتحدة في هذه العملية من خلال أعمال المخابرات والأعمال اللوجيستية والدعم والقيادة والسيطرة.
وتدرك واشنطن أن رفض برلين سيقود كلاً من الفرنسيين والبريطانيين إلى التراجع أيضاً. إلا أن الصعوبات لا تقف عند حدود أوروبا فقط، بل تمتد إلى آسيا أيضاً. حيث ذكرت صحيفة "ماينيتشي" اليابانية، امس الجمعة، نقلاً عن مصادر حكومية لم تسمها أن اليابان لن ترسل سفنا حربية للانضمام إلى القوة البحرية التي ستقودها الولايات المتحدة، خشية مواجهة رد عسكري من إيران لكنها قد ترسل طائرات لتنفيذ دوريات. وأضافت الصحيفة أن اليابان قد ترسل رغم ذلك سفناً حربية بشكل مستقل لحماية السفن اليابانية في أهم شريان بالعالم لنقل النفط.
وباعتبارها حليفتها الرئيسية في آسيا وقوة بحرية إقليمية رئيسية، تحرص واشنطن على اضطلاع اليابان، رابع أكبر مشتر للنفط في العالم، بدور رئيسي في القوة البحرية المقترحة.
وسلوكيات إدارة ترامب تجاه إيران غير مريحة بالنسبة للأوروبيين والآسيويين.
وتتجنب كل من فرنسا وبريطانيا اتخاذ موقف مماثل لألمانيا، لكنهما أعلنتا عن حل وسط، وهو إرسال دوريات وسفن حربية مستقلة، دون أن تكون جزءاً من المهمة الأمريكية.
وفرضت إدارة ترامب الأربعاء، عقوبات على وزير خارجية إيران محمد جواد ظريف، في ضربة أخرى فعلية