مصر تدين استمرار العمليات العسكرية التركية في العراق: تركيا مصدر عدم استقرار المنطقة

نورث برس

 

وسط استمرار تركيا بتدخلها العسكري في العراق وشن عملية عسكرية على إقليم كردستان، تتواصل الإدانات التي تطالبها بوقف هذا التدخل والانتهاكات، التي تؤدي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة.

 

وكانت مصر من أبرز الدول العربية المنددة بهذا التدخل التركي، حيث أصدرت وزارة خارجيتها مؤخراً، بياناً أدانت فيه "استمرار الانتهاكات التركية المستمرة للسيادة العراقية متسترة بدعاوى الأمن القومي الواهية، مؤكدة أن استمرار هذا النهج المرفوض من شأنه تقويض الأمن والسلم الإقليمي".

 

وأضافت أنه "يتبدى من تكرار مثل هذه الممارسات العدوانية حقيقة الواقع الذي تنوي تركيا فرضه على الجميع، وهو ما يثبت ما دفعت به مصر مراراً من كون تركيا مصدراً رئيساً من مصادر عدم الاستقرار في المنطقة".

 

وأكدت على أن "مصر تتضامن بشكل كامل مع العراق شعباً وحكومةً في مواجهة هذه الممارسات الاستفزازية، كما أنها تدعو كافة الأطراف إلى احترام السيادة العراقية فعلاً وقولاً، والنأي به عن أي تجاذبات إقليمية ضارة تقوض من المصالح العليا للشعب العراقي الشقيق الذي يستحق وطناً آمناً مزدهراً".

 

وقفة واحدة

 

وتعليقاً على ذلك قال الباحث السياسي في شؤون الشرق الأوسط، محمد البنداري لـ"نورث برس"، إن "التعدي الواضح من قبل تركيا على السيادة العراقية يستدعي وقوف جميع الدول العربية مع الحكومة العراقية ليس فقط بالتصريحات السياسية الرسمية، ولكن يجب أن يتعدى ذلك ردة الفعل السياسية التقليدية المتعارف عليها من قبل الدول العربية تجاه تركيا".

 

وفي 15 حزيران/يونيو الماضي، أدانت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، في بيان، التدخل العسكري التركي في الأراضي العراقية، مشيرة إلى أنه يمثل اعتداء على السيادة العراقية، ويجري بدون تنسيق مع الحكومة في بغداد.

 

وأضاف "البنداري" أن "مصر لها تاريخ وروابط سياسية راسخة مع جمهورية العراق وبالتالي موقفها تجاه الانتهاكات التركية في إقليم كردستان العراق ليس جديد، بل سبق ذلك مرات أن أكدت مصر على حق العراق الشرعي في الحفاظ على سيادته بكافة الطرق الشرعية بل ودعمه في مثل هذه الظروف، وهذا انطلاقاً من ثوابت السياسة الخارجية المصرية التي تؤمن بعدم التدخل في شؤون الدول الأخرى، وأيضاً الحفاظ على سيادتها من أي عدوان خارجي".

 

كبح جماح تركيا

 

وأشار إلى أن "مصر دائماً تنادي بكبح جماح تركيا في الدول العربية المشتعلة سياسياً والتي تحاول الأخيرة أن تجد لنفسها موطئ قدم فيها، سواء في العراق أو في مساندة سوريا في عدم تقسيم أراضيها في الشمال من قبل أنقرة وكذلك في ليبيا".

 

وتابع أنه "ومن وجهة نظري أرى أن هناك تفاوتاً في الدعم العربي لمصر في بعض هذه الأزمات فنجدها في العراق متفاوتة وفي سوريا فاترة وفي ليبيا قوية، لذلك أقول أنه يجب أن يكون هناك طريق سياسي واضح من قبل الدول العربية بالتعاون مع مصر للوقوف ضد تركيا ومشروعها التخريبي في الدول العربية، وذلك على الصعيد الدبلوماسي والاقتصادي وأيضاً العسكري وليس فقط الاكتفاء بالتنديد والشجب".

 

وكانت تركيا أطلقت مطلع حزيران/يونيو الماضي، عمليتين عسكريتين في إقليم كردستان العراق، في حين استنكرت حكومة الإقليم عبر بيان للناطق باسم حكومتها "جوتيار عادل"، الهجمات التركية على أراضيها، وطالبت تركيا بـ"احترام سيادة أراضي إقليم كردستان".

 

وكانت الحكومة العراقية استدعت السفير التركي في العراق "فاتح يلدز"، ولأكثر من مرة، للتعبير عن قلقها من العمليات العسكرية التي أطلقتها تركيا في العراق.