قرقاش: التدخلات التركية في دول بالمنطقة لا يعني أن الأمور ستحسم لصالحها
واشنطن – هديل عويس – نورث برس
قال وزير الخارجية الإماراتي، أنور قرقاش، إن التقدمات التركية في بلد مثل ليبيا لا يعني أن الأمور ستحسم لصالحها في الصراع المتشعب والطويل.
وأوضح قراقاش، في مؤتمر متلفز أجراه معهد واشنطن الأمريكي الأسبوع الماضي، وتم عرضه أمس الاثنين، أن النظام العالمي والاستراتيجيات القديمة التي كانت تعمل في الماضي وتضمن استقرار الدول ومنطقة الشرق الأوسط لم تعد تعمل ولم تعد قادرة على إرساء الاستقرار، "وبالتالي دورنا الجديد الذي يتجه نحو منحى أكثر تأثيراً على سياسات المنطقة هو دور فرضته علينا المتغيرات وعدم قدرة قواعد الماضي الحفاظ على استقرار وسيادة المنطقة".
ضعف دول عربية
وقال قرقاش إن ضعف بعض الدول العربية مثل العراق وليبيا وسوريا، دفع قوة مثل تركيا وإيران إلى الشعور بأنه ثمة ثغرة استراتيجية تمكنها من الدخول إلى المنطقة والاستحواذ على التأثير السياسي، "وهنا سيكون موقفنا منحازاً إلى سيادة دول المنطقة ولن نسمح بتدهور أوضاع هذه البلدان بشكل أكبر".
وأشار إلى أن دولة الإمارات العربية المتحدة وعلى الرغم من كونها بلداً متوسط الحجم جغرافياً ومن ناحية عدد السكان، "إلا أننا نملك قدرة اقتصادية كبرى وتأثيراً سياسياً كبيراً من خلال القوة الناعمة للإمارات، وهذا يمكننا من وقف أطماع الدول التي تحاول الاستحواذ على سياسة الدول في المنطقة".
وأوضح المسؤول، أن الإمارات تملك أكثر من واحد ونصف مليون موظف عربي على أراضيها يرسلون ما يزيد عن /١٠/ مليار دولار إلى دولهم كل عام، "وهذا شكل من أشكال التأثير الاقتصادي والجيوسياسي الذي يجعلنا قادرين على لعب هذا الدور".
وأضاف أن تركيا قبل أكثر من عشر سنوات كانت تملك سمعة وتأثيراً إيجابياً في محيطها الإقليمي، "إلا أن الأمر تغير بشكل جذري بعد أن بدأت تركيا تركز على التوسع باتجاه دول المنطقة في استراتيجيات محورها المتمثل بزعزعة الاستقرار".
محور اعتدال
وأكد قرقاش على أن الإمارات والسعودية والأردن ومصر ودول عربية أخرى، "تسعى لبناء محور اعتدال عربي يتصدى للنزعات المزعزعة لاستقرار الدول في المنطقة في استراتيجية قائمة على التنسيق الاقتصادي والسياسي مع قوى المنطقة وشركائنا في العالم وفي مقدمتهم الولايات المتحدة وهي أهم حلفائها الاستراتيجيين".
وأضاف، "بالتالي نملك استراتيجيتنا التي تتعارض مع الأسلوب التركي وما يحدث في بلد مثل ليبيا هو مثال مصغر على اختلال الموازين بعمق واختلاف الرؤى في المنطقة وبالتالي تقدم تركيا /١٠٠/ كيلو متر هنا و/٢٠٠/ كيلو متر هناك لا يعني أن الأمور ستحسم لصالحها في الصراع المتشعب والطويل".
العلاقة مع السعودية
وقال قرقاش، إن مجلس التعاون الخليجي وعلى الرغم من تأثر قدرته على العمل بسبب الخلاف مع قطر، "إلا أنه بالنسبة لنا وأصدقائنا الأقرب في الخليج يعمل كما نتمنى، فعلاقتنا بالسعودية ممتازة وأفضل من أي وقت آخر وهناك استراتيجيات سياسية واقتصادية مثمرة نتوافق عليها".
وأما فيما يخص العلاقة مع قطر، أوضح قرقاش، أنه "نميل إلى عدم تضييع المزيد من الوقت في الحديث عنها وحين تقرر قطر مراجعة نفسها وسياساتها وتدرك أسباب الخلاف وتعترف بها سيكون هناك أبواب مفتوحة أمام إعادة العلاقات".