ليبيا.. مقتل غالبية قيادات المقاتلين الأجانب وجولة جديدة من المفاوضات

القاهرة- محمد أبوزيد- نورث برس

 

أعلنت القوات المسلحة الليبية، أمس الاثنين، عن مقتل "غالبية" قادة المقاتلين الأجانب والميليشيات الليبية في ليبيا، وذلك خلال العمليات المختلفة التي ينفذها الجيش الليبي، وذلك في وقت رحبت فيه الأمم المتحدة بقبول الأطراف الليبية العودة لمباحثات اللجنة العسكرية (5+5) وجولة جديدة من المفاوضات، فيما شكك باحث بالشأن الليبي في مدى إمكانية نجاح تلك الجولة، مشيراً إلى الدور التركي المعرقل للتوصل لأي اتفاق سياسي في ليبيا.

 

وقال المتحدث باسم القوات المسلحة الليبية، اللواء أحمد المسماري، في مؤتمر صحافي عقده أمس الاثنين، إن "أغلب قيادات الميليشيات الليبية والسورية قد تم القضاء عليها في ليبيا"، متحدثاً عن آخر تقدمات الجيش الليبي، وإصراره على إنهاء التدخل التركي في ليبيا.

 

وقال إن إردوغان إذا نجح في معركة ليبيا فسوف "يرسل السوريين والليبيين إلى دول عربية أخرى أيضاً" في إطار المشروع التركي بالمنطقة.

 

وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان، قد أعلن في وقت سابق، عن أن "حصيلة قتلى مرتزقة أردوغان في ليبيا بلغ /339/ شخصاً بينهم /20/ طفلاً".

 

وأعلن المصدر الحقوقي أيضاً عن تواصل الإمدادات التركيّة بالمقاتلين الأجانب (السوريين) للميلشيات في طرابلس.

 

وعلق الباحث في الشأن الليبي زياد عقل، في تصريحات خاصة لـ "نورث برس" من العاصمة المصرية "القاهرة"، قائلاً: "عدد الأتراك المتواجدين في ليبيا من المستشارين العسكريين، عدد قليل، بينما تعتمد تركيا بالأساس على إرسال المقاتلين الأجانب (السوريين) إلى ليبيا".

 

وأشار إلى أن الخسائر البشرية في ذلك الإطار هي في صفوف المقاتلين السوريين الذين استقدمتهم ليبيا للقتال في سوريا.

 

وتابع: "تركيا ترى أن لها عدد من المكاسب السياسية التي تسعى إليها من خلال تواجدها في شمال إفريقيا وتدخلها بشكل مباشر في الملف الليبي"، لافتاً إلى أن ذلك الدور مُستمر في هذا الإطار، ولن يتخلى الأتراك عنه، ومن ثمّ فإن "الدور التركي معرقل لأي عملية سياسية أو اتجاه للتسوية السياسية (..) أي تدخل أجنبي عموماً يكون معرقلاً، لاسيما لو كان تدخلاً عسكرياً كما هو الحال فيما يتعلق بالتدخل التركي في ليبيا".

 

وعن إعلان بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، بقبول الأطراف الليبية العودة إلى مباحثات اللجنة العسكرية، المعروفة باسم "5+5"، وذلك بناءً على مسودة الاتفاق التي عرضتها البعثة على الطرفين خلال محادثات اللجنة العسكرية في شباط/ فبراير الماضي، قال عقل: "ليس من المتوقع أن تسفر تلك الجولة من المفاوضات عن التوصل لأي اتفاق سياسي بصورة ميسرة.. المسألة صعبة فيما يخص توصل الأطراف لاتفاق".

 

وتابع: "لكن من المنطقي أن يدخل المجتمع الدولي في مجموعة من المحاولات من أجل إيجاد اتفاق سياسي واضح يضمن استقرار ليبيا، ويحل الأزمة، وهذا ما أكدت عليه عديد من الدول المعنيّة، في خطٍ متوازٍ مع رفض التدخل التركي في الشأن الليبي، وكذا رفض التخلي عن الملف الليبي في ظل بطء عملية صناعة القرار الدولي في ظل جائحة كورونا".

 

وتوقع الباحث في الشأن الليبي، في ختام تصريحاته لـ "نورث برس" أن تكون هناك جولات جديدة من محاولات إحياء اتفاق الصخيرات أو التوصل لصيغة توافق جديدة، مشيراً إلى أن "بدء جولة جديدة لا يعني بالضرورة اتفاق الأطراف على الحل".

 

وكان مصدر سياسي ليبي، قريب الصلة من دوائر اتخاذ القرار، قد كشف لـ"نورث برس" في وقت سابق عن كواليس اجتماعات عسكريّة تمت قبيل أيام قليلة أبدى فيها ممثلون عن الطرفين الاستعداد لإخراج المقاتلين الأجانب والتمهيد للمفاوضات العسكرية والسياسية.