رام الله – أحمد إسماعيل – نورث برس
قال مصاب فلسطيني بفيروس "كورونا" والذي يخضع لحجر صحي في فندق أنجل ببيت لحم منذ اثني عشر يوماً لـ"نورث برس" إنه وأربعة عشر آخرين من المصابين قد بدت عليهم بوادر الشفاء من الفيروس القاتل.
وأوضح سلطان ناصر أنه و زملائه المصابين بفندق أنجل، لم يشعروا بأي أعراض لكورونا، "ما شعرنا بشي حتى وجع الراس ما حسينا فيه".
كيف انتقلت العدوى؟
ويعمل ناصر في التدقيق الليلي بفندق أنجل ببيت جالا، ويؤكد أنه لم يحتك مباشرة بالوفد السياحي اليوناني الذي قدم الأراضي الفلسطينية قبل نحو شهر قبل أن يعود الوفد إلى بلاده وتتضح إصابة عدد منهم.
وأكدت الحكومة الفلسطينية منذ اللحظة الأولى التي عملت على حجر سبعة أشخاص بداية الأمر بعدما اختلطوا بالوفد اليوناني ثم توالت وارتفعت الأرقام بخصوص الذين تم اخضاعهم للحجر المنزلي أو الصحي، تحت منطق "المخالطين للوفد، ثم المخالطين للمخالطين".
غير أنّ ناصر يرجح أن انتقال العدوى إليه كان من خلال سائق الحافلة التي أقلت السياح اليونانيين نهاية الشهر الماضي، "مع العلم أن هذا السائق هو من مدينة القدس وهو الآن في إحدى المشافي الإسرائيلية وهو بصحة حرجة".
وقال إنه وزملاءه المرضى ينتظرون أخذ عينتين أخريين منهم.. وفي حال تعافوا بشكل تام من المرض، فإنهم سينتقلون لمرحلة العزل المنزلي لمدة أربعة عشر يوماً إضافياً حتى يتم التأكد تماماً من عدم تسببهم بنقل العدوى إلى آخرين.
كيف يقضون يومهم في الحجر؟
وحول الأدوية التي يتناولونها لمقاومة الفيروس، يقول سلطان إنه لا يوجد دواء للمرض، ولكنهم يتناولون فقط فيتنامينات وحديد من أجل تقوية مناعتهم ومقاومة المرض.
وتطرق ناصر إلى كيفية قضاء أوقات يومهم في الحجر، موضحاً أن "كل شخص معزول في غرفته، لكن التواصل فيما بين المصابين يتم عبر مجموعة الواتس آب للاطمئنان على بعضهم البعض".
ولم يُخفِ الشاب أنهم في بداية الإصابة بالوباء كانوا متوترين جداً، إلا أنهم باتوا الآن "أكثر هدوءاً ومعنوياتهم عالية، على أمل الشفاء التام". داعياً "كافة الفلسطينيين وسكان العالم للإلتزام بتعليمات حكوماتهم المشددة لا سيما الحجر المنزلي".
وقال "التعاطي بجدية مع الأمر من شأنه أن يحميهم ويحمي الكثيرين، (…)، أتمنى أن يُحاصر العالَم هذا المرض سريعاً".
حالة طوارئ لمدة شهر
وتخضع محافظة بيت لحم لحظر التجول وسط إجراءات حكومية مشددة لمنع انتشار الفيروس، وبدرجة أقل في باقي المحافظات الفلسطينية، حيث توجد إصابتان من محافظة طولكرم.
وأعلنت الحكومة قبل أسبوعين حالة الطوارئ في كافة المناطق الفلسطينية لمدة شهر ضمن محاولات لإحتواء الفيروس وعدم الإنتقال إلى مرحلة "اللاسيطرة".
ولعلّ ما يقلق السلطة الفلسطينية في هذه الأثناء هو التزايد الكبير في عدد المصابين بفيروس كورونا في إسرائيل، إذ وصل العدد هناك إلى مئتين وخمسين. لا سيما وأن عشرات الآلاف من العمال الفلسطينيين يعملون في أراضي 48 وهو ما يزيد احتمالية نقلهم للفيروس إلى المناطق الفلسطينية.
وفي السياق، أعلن رئيس الحكومة الفلسطينية محمد اشتية عن تسجيل إصابة جديدة في طولكرم لشاب عاد من بولندا، ليرتفع عدد الإصابات إلى 39 حالةً.
وأضاف اشتية في جلسة الحكومة، الإثنين، أن الشاب خضع للفحوصات اللازمة وهو قيد المتابعة، لافتاً إلى أن الأطباء يجرون فحوصات لعائلته ومن تواصل مع أفراد العائلة.