نورث برس
صرحت الولايات المتحدة الأمريكية أنها لن تنسحب من العراق, بل تقوم بعملية "إعادة التموضع"، بينما تعتزم ألمانيا نقل جنودها من العراق إلى الكويت. يأتي هذا في حين قرر البرلمان الإيراني، إدراج وزارة الدفاع الأمريكية على لائحة "الإرهاب".
إعادة تموضع
قال وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر، إن الولايات المتحدة تقوم بعملية "إعادة تموضع" في العراق ولكنها لا تنسحب من هذا البلد. مضيفاً "لم نتخذ أي قرار بمغادرة العراق. نقطة على السطر".
وشكك إسبر أمس الاثنين، في شرعية التصويت الذي حصل في البرلمان العراقي. وقال إنّ جلسة التصويت "لم يشارك فيها أيّ نائب كردي، ولم يشارك فيها السواد الأعظم من النواب السنّة، والكثير من النوّاب الشيعة شاركوا تحت التهديد".
وأضاف: "أعتقد أن العراقيين لا يريدوننا أن نغادر, وهم يعلمون أنّ الولايات المتحدة موجودة لمساعدتهم على أن يصبحوا دولة سيّدة ومستقلّة ومزدهرة".
الرسالة
سببت رسالة الولايات المتحدة التي نُقلت "خطأ" إلى العراقيين بشأن الاستعداد للانسحاب من العراق حالة إرباك تضاف إلى التوتر السائد منذ مقتل قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني في ضربة أمريكية في العراق.
وتقول الرسالة التي كتبت باسم الجنرال وليام اتش سيلي، قائد القوات الأمريكية في العراق إن واشنطن تقوم بعملية "إعادة تموضع" لقواتها في البلاد بهدف "الانسحاب من العراق بصورة آمنة وفعّالة".
وتضيف الرسالة: "نحترم قراركم السيادي الذي يأمر برحيلنا"، في إشارة إلى الدعوة التي وجهها البرلمان العراقي في تصويت الأحد إلى الحكومة لطرد القوات الأجنبية من العراق بعد اغتيال سليماني.
نقل الوحدات العسكرية
من جانبها تعتزم ألمانيا نقل بعض وحداتها العسكرية الصغيرة من العراق إلى الكويت والأردن المجاورتين، وسط توترات أعقبت مقتل قاسم سليماني، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الألمانية، الثلاثاء.
وقالت وزيرة الدفاع الألمانية آنيغريت كرامب كارنباور، ووزير الخارجية هايكو ماس، في رسالة لنواب البرلمان إن القوات الموجودة في قواعد عراقية بمدينتي بغداد والتاجي "سيتم نقل عناصرها مؤقتا".
وأكد الوزيران أن المحادثات مع الحكومة العراقية بشأن استمرار مهمة تدريب القوات العراقية ستستمر.
ولدى ألمانيا حوالي /120/ جنديا في العراق ضمن مهمة دولية للمساعدة والتدريب.
وكانت ألمانيا أمرت جنودها في مدينتي التاجي وبغداد بعدم مغادرة قواعدهم عقب مقتل سليماني الأسبوع الماضي، بالقرب من مطار بغداد.
"شريعة الغاب"
طالبت العراق أمس الاثنين، مجلس الأمن الدولي بإدانة الضربة الأمريكية التي قُتل فيها قائد قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس فجر الجمعة في بغداد، وذلك كي لا تسود "شريعة الغاب" العلاقات الدولية.
وقال السفير العراقي في الأمم المتحدة محمد حسين بحر العلوم، في رسالة إلى مجلس الأمن أنّ الغارة الأمريكية "تشكّل اعتداء على شعب العراق وحكومته، وانتهاكاً صارخاً للشروط التي تحكم وجود القوات الأمريكية في العراق، والمنطقة والعالم".
وتأتي الرسالة غداة إعلان وزارة الخارجية العراقية تقديم شكوى أمام مجلس الأمن الدولي.
البرلمان الإيراني
قرر البرلمان الإيراني إدراج وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون" وجميع الشركات والأفراد التابعين لها على لائحة الإرهاب.
وأقر البرلمان تعديلا "عاجلا جدا" على قانون "مواجهة الولايات المتحدة" لتعزيز قوة فيلق القدس التابع للحرس الثوري، ردا على اغتيال قائد الفيلق قاسم سليماني بغارة أمريكية.
وقال رئيس البرلمان علي لاريجاني مؤخراً، إن الوضع في المنطقة دخل مرحلة جديدة بعد اغتيال سليماني، ولا يمكن أن يعود إلى ما قبل واقعة الاغتيال.
الرد الإيراني
يتساءل مراقبون عن وقت وشكل وموقع الرد الإيراني المنتظر، وقامت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، بوضع احتمالات بالنظر إلى تاريخ الردود الإيرانية العسكرية، رغم صعوبة عملية التنبؤ حاليا، على حد وصف الصحيفة.
وبالنظر إلى حادثة مقتل العالم النووي الإيراني في طهران عام 2012، تعهد علي خامنئي بـ"معاقبة مرتكبي هذه الجرائم"، فيما اقترح قادة إيرانيون آنذاك استهداف قادة ومسؤولين عسكريين في إسرائيل، رغم أنها نفت ضلوعها في مقتله.
وفي كانون الثاني/يناير من العام ذاته، حذر مدير الاستخبارات القومية الأمريكية آنذاك جامس كلابر في جلسة بالكونغرس، من أن إيران تستعد على نحو متزايد لضرب الأراضي الأمريكية.
لكن الرد الإيراني لم يقع في الولايات المتحدة أو إسرائيل كما كان متوقعا، إنما تم استهداف دبلوماسيين إسرائيليين بتفجيرات في كل من جورجيا والهند وتايلاند، حيث وصلت حصيلة الجرحى خلال /24/ ساعة إلى /9/.
وفي عام 2012، قتل خمسة سياح إسرائيليين كانوا على متن حافلة في بلغاريا، وفي كل حادثة تنفي إيران تورطها فيها. كما قال مسؤولون إسرائيليون إنهم أحبطوا هجمات إيرانية محتملة.