سياسي ليبي لـ “نورث برس”: التواجد التركي في ليبيا منذ 2012.. وأنقرة تستهدف شمال إفريقيا

محمد أبو زيد- نورث برس

 

قال سياسي ليبي، إن التدخل التركي الحالي في ليبيا ما هو إلا استكمالاً لتدخلات تركيّة متصلة في الشأن الليبي –لطالما تحدثنا عنها- منذ بداية العام 2012 وحتى الآن، لافتاً إلى أن آثار ودلائل التدخلات التركية في دعم "الميلشيات الإرهابية" بالمال والسلاح والعتاد واضحة وضوح الشمس.

 

واستطرد السياسي الليبي، محمد الزبيدي، في تصريحات خاصة لـ"نورث برس"، قائلاً: "ما فتئت تركيا تدعم الميلشيات (الإرهابية) بالمال والسلاح منذ اشتعال الأوضاع في ليبيا، وقدّمت أنقرة للميلشيات الليبية في طرابلس ومصراته السلاح والخبرات العسكرية، لاسيما الطيران المُسير، فلقد أسقط الجيش حوالي /30/ طائرة تركيّة في ليبيا، فضلاً عن العربات المصفحة التركيّة الموجودة بساحات القتال".

 

تلك الآليات العسكريّة تؤكد مدى وحجم التدخلات التركيّة في ليبيا خلال السنوات الماضية، فالتدخل الحالي ليس إلا ترجمة واعترافاً بهذه التدخلات، كما أن الأمر ليس مرتبطاً فقط بالدعم المادي، ولا يقتصر عند حدود الطائرات والأسلحة والعربات المصفحة، ولكن هناك أيضاً ما يعرف بـ"سفن الموت" وهي سفن تركية في ليبيا أيضاً تم رصدها، بحسب الزبيدي.

 

واستطرد قائلاً: "الإعلان عن التدخل التركي حالياً –عقب اتفاق ما يعرف بحكومة الوفاق والرئيس التركي رجب طيب أردوغان- ما هو إلا كشف عن حقائق كنا نتكلم عنها خلال السنوات الماضية (..) تركيا أرسلت مقاتلين خلال تلك السنوات من (جبهة النصرة) و(أحرار الشام) والمجاميع (الإرهابية) الموجودة في شمال سوريا، واستخدمتهم لتحقيق أغراضها في ليبيا".

 

وتابع: "الحديث عن مقاتلين سوريين في ليبيا أمر معروف منذ أعوام وليس الآن، فوجودهم في ليبيا حقيقة دامغة والصور والفيديوهات تؤكد ذلك، فهم لا يتوارون عن إخفاء أنفسهم أو هوياتهم".

 

وأفاد الزبيدي، في معرض تصريحاته لـ "نورث برس"، بأن "الأتراك لديهم رغبة في الاستيلاء على ليبيا ومقدراتها الاقتصادية؛ لتحويلها إلى بيت مال لتركيا، فضلاً عن استخدامها كقاعدة لنشر الإسلام السياسي والإرهاب في إفريقيا؛ من أجل استهداف مصر على وجه التحديد".

 

وأوضح أن تلك الأطماع التركية حاضرة منذ سنوات، فقد عملت تركيا على توقيع اتفاق في 2012 يضمن لها إقامة قاعدتين عسكريتين بالقرب من الحدود الشرقية لمصر، من أجل محاصرة مصر بالدرجة الأولى، استكمالاً لمساعي أنقرة من أجل الاستيلاء على شمال أفريقيا من خلال جماعة الإخوان التي تسيطر عملياً على تونس والمغرب وليبيا.

 

وشدد السياسي الليبي، في معرض تصريحاته لـ "نورث برس" على أن هناك نوعاً من تقاسم النفوذ والمناطق بين الأتراك والإيرانيين، فتركيا تستهدف المغرب العربي، وإيران تستهدف المشرق، وقد نجحت إيران في بسط سيطرتها على عواصم ثلاث وتطويق منطقة الخليج، فيما تسعى تركيا لمد نفوذها في شمال إفريقيا وليبيا لمحاصرة مصر، في "مؤامرة المقصود بها الوطن العربي والركائز الأساسية في النظام الإقليمي العربي".

 

وأكد على أن هناك تطلعات لأن يكون هناك موقف عربي حازم وحاسم من تلك التدخلات التركية، ومن حكومة الوفاق برئاسة فايز السراج، على اعتبار أنها تشكل تهديداً مباشراً للأمن القومي العربي، وقد سلمت تلك الحكومة ليبيا لتركيا، لتلحق بالعواصم العربية الثلاث التي تسيطر عليها إيران.

 

وأكد أن "اتفاقية السراج وأردوغان الأخيرة هي اعتراف من حكومة السراج (من لا يملك أعطى لمن لا يستحق) بسيطرة تركيا على المياه الممتدة من السواحل الليبية حتى تركيا، وهو ما يشكل تهديداً للأمن القومي العربي (..) الدول العربية عليها سحب اعترافها بهذه الحكومة".

 

وعن وصول مقاتلين سوريين من الفصائل الموالية لتركيا، إلى ليبيا، مؤخراً، قال: "هناك مقاطع صوت وصورة توضح نشاطهم مؤخراً في ليبيا، وأماكن تواجدهم معروفة وتم تحديدها، هم ليسوا ملثمين أو يخفون هوياتهم، الفيديوهات تفضحهم وتؤكد مشاركتهم –على عكس النفي الذي تتداوله تلك الفصائل- فضلاً عن أن الجسر الجوي التركي إلى ليبيا يتم خلاله نقل مجاميع (إرهابية) على شكل مجموعات (..) ليلة البارحة أحد الانتحاريين السوريين حاول تفجير نفسه في ارتكاز للجيش قبل أن يتم التعامل معه قبل الوصول لنقطة الهدف".