مصر: تشديد القبضة الأمنيّة.. وحملات تفتيش متفرّقة

القاهرة- NPA
تشهد مصر حالة من الاستنفار الأمني الموسع، وذلك على خلفية دعوات التظاهر والاحتجاج ضد السلطات المصرية، والتي بدأت مساء الجمعة الماضي بمسيرات شهدتها بعض المحافظات المصريّة، وتم على أثرها إلقاء القبض على المئات ممن شاركوا فيها.
وفي خضم حالة الاستنفار الأمني الموسعة، تم رصد حملات تفتيش متفرقة في بعض الميادين والمناطق الحيوية، تضمنت –وفق ما رصده مراسل "نورث برس"- توقيف عدد من الشباب وتفتيش هواتفهم المحمولة وإجراء فحص سريع على تطبيقات التواصل الاجتماعي الخاصة بهم، والسماح لمن لا يثبت مشاركته في أي تحريض عبر الإنترنت أو خلافه بالمرور، وتوقيف آخرين.
تضمنت الإجراءات المُشددة انتشار الارتكازات الأمنيّة في مناطق متفرقة، مع تشديد الإجراءات بقطاعات الداخلية بصورة نسبية.
وبموازاة ذلك، تواصل الداخلية المصرية عملياتها التي تستهدف من خلالها العناصر المسلحة المنتمية لجماعة الإخوان المسلمين. و أعلنت وزارة الداخلية المصرية، في بيان لها ظهر اليوم الثلاثاء الموافق 24 أيلول/سبتمبر 2019، عن مصرع ستة عناصر من جماعة الإخوان (التي تصنفها السلطات المصرية ضمن التنظيمات الإرهابية)، وذلك في تبادل لإطلاق النار مع قوات الشرطة.
وطبقاً لبيان الداخلية، الذي نشرته عبر صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر" ونشرته تقارير إعلامية محليّة، فإنه "تمت عملية مداهمة وكر تختبئ به تلك العناصر بمدينة السادس من أكتوبر، وكانت تلك العناصر بصدد الإعداد لتنفيذ سلسلة من العمليات الإرهابية خلال الفترة المقبلة"، وفق البيان.
ويأتي ذلك بُعيد أيام قليلة من إعلان الداخلية المصرية عن مقتل عناصر آخرين منتمية للجماعة نفسها، وذلك استمراراً لعمليات المداهمة وما يُسمى محلياً بـ"الضربات الاستباقية" التي تنفذها الشرطة، والتي تستهدف عناصر جماعة الإخوان من الذين ترد معلومات بشأن تخطيطهم لعمليات "إرهابية".
وفي السياق، تضمنت الإجراءات مراقبة دقيقة لما يُنشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الإخبارية، ويُمكن رصد ذلك من خلال واقعة اقتحام موقع "القاهرة 24" عصر اليوم الثلاثاء من قبل قوة من وزارة الداخلية.
وقال رئيس تحرير الموقع الصحافي محمود مملوك، إن "قوة من الداخلية دخلت مقر الموقع، بناءً على مجموعة بلاغات غير معروفة الجهة تبعها إذن نيابة وقوة أمنية للسؤال عن التراخيص وحقوق البث والنشر للبرامج والأجهزة، وبعد استفسار وأسئلة استمرت ساعة ونصف انتهى الأمر بعد الاضطلاع على التراخيص والورق القانوني مع استكمال الإجراءات في الإدارة العامة للمصنفات لاحقاً"، ووصف ذلك الأمر بأنه "قرصة أذن صغيرة ومرّت".
وتم رصد تعطل بعض التطبيقات الإلكترونية في مصر، من بينها "ماسنجر" الفايسبوك، وكذا تطبيق تويتر، وتردد –عبر مواقع التواصل الاجتماعي- أن ذلك العطل أو "البطء الشديد" كان نتاجاً عن إجراءات أمنيّة تتخذها السلطات المصرية في إطار مواجهاتها مع الحملات القائمة ضدها الآن.
لكنّ وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، قد ذكرت وعلى لسان الوزير نفسه المهندس عمرو طلعت، في تصريحات لمواقع محليّة أن "الوزارة لم ترصد أيه مشاكل تخص الإنترنت في مصر خلال الأيام الماضية، وأن حدوث بعض البطء لبعض البرامج فهو يخص مشاكل تقنية بهذه التطبيقات، وليست المشغلين".