خبير لـ”نورث برس”: روسيا سمحت بالتصدي للطائرات الإسرائيلية “أحياناً”

تل أبيب – NPA
قال رئيس المركز الثقافي الروسي العربي في سانت بطرسبرغ الدكتور مسلم شعيتو، إنّ نفي إسرائيل تبعيّة الطائرة المسيّرة التي أسقطها الجيش السوري لها، يثير "الضحك"، متسائلاً: "كيف يمكن أن تُسقط الدفاعات الجوية السورية طائرةً للحرس الثوري الإيراني فيما هما حليفان وينسّقان عملياتهما بشكل مشترك".
وأضاف شعيتو في حديثٍ لـ"نورث برس" أنّ إسرائيل بالفترة الأخيرة تلقت صدمة من الموقف الروسي الذي لم يقتصر اعتراضه على خروقاتها سياسياً وكلامياً، بل وأيضاً وتطور إلى الدفاع الجوي، وخاصةً من خلال الطائرات الروسية سو-75 التي بدأت تعترض الطائرات الإسرائيلية التي تحاول اختراق الأجواء السورية.
وبيّن شعيتو أنّ "هناك وضوحاً بفتور العلاقة بين موسكو وتل ابيب مؤخراً؛ نتيجة لسلوك إسرائيل المتمثل بقصف بعض المناطق بسوريا وبشكلٍ يدعم الجماعات الإرهابية".
ويعتبر شعيتو أنّ "الجيش الإسرائيلي يكذب لأنّه تعرض لنكسةٍ بعلاقته مع روسيا"، كاشفاً أنّ موسكو اعطت تعليماتها منذ عدة أيامٍ بالسماح باستخدام الدفاعات السورية للتصدي "أحياناً" للطائرات الإسرائيلية ضمن منظومة صواريخ إس-300، فيما تتولى روسيا فقط منظومة إس-400 لاستخدامها لاحقاً وحينما ترى الفرصة مناسبةً.
ويتابع شعيتو "ما تدعيه إسرائيل هو ما تعودنا عليه في روسيا وهو قلب الحقائق، حيث لا تعترف تل أبيب بالخسائر لأنّها تعتبر أنّ جيشها هو الأقوى".
ويوضّح الخبير بالشأن الروسي مسلم شعيتو أنّ "الروس حاولوا التصدي للطائرة الاسرائيلية المسيّرة قبل يومين، وأنّ نظام الدفاع المشترك بين روسيا وسوريا هو المسؤول عن إسقاط الطائرة الروسية، بغض النظر عمن اطلق الصاروخ باتجاهها".
فالمهم وفق شعيتو، أنّ المنظومة هي التي بدأت تتصدى حسب الضرورة للخروقات الإسرائيلية ولكن ليس دائماً.
وحول ما يقصده شعيتو بتعبير "التصدي عند الضرورة وليس دائماً"، أوضّح أنّه بالمفهوم العسكري لا يمكن أحياناً استخدام كل الوسائل والتكتيكات، لأنّ كل طرفٍ ينتظر حالةً مختلفةً تماماً، مشيراً إلى أنّ القيادة السورية ستعمل على الحيلولة دون تأثير أي ردٍّ أو تصديٍ للطائرات الإسرائيلية على امكانياتها لاحقاً في حال اي مواجهةٍ أكثر شمولية.
ويتابع شعيتو "لن يتم التصدي دائماً للطائرات الإسرائيلية وهذا حدث عدة مراتٍ بسوريا.. ولكن تذكّرنا هذه الحالة بتلك الغارة الإسرائيلية على إحدى شواطئ سوريا قبل أيام من حرب عام 1973؛ إذ إنّه لم يتم التصدي لتلك الطائرة، ولكن عندما وقعت الحرب، تم إسقاط /80/ طائرةً إسرائيليةً".
والواقع، أنّه ربما تحاول روسيا أن تلعب "لعبة معينة" مع إسرائيل، بحيث توجّه لها رسائل قاسيةً ودون الإعلان عن ذلك إعلامياً، من خلال السماح باصطياد طائراتها المسيّرة، دونما أن تؤدي لأضرارٍ بشريةٍ أو عسكريةٍ من شأنها أنّ تثير مواجهة على الأرض السورية.
ويبدو أنّ إسرائيل لديها علمٌ مسبق بهذا التصدي لطائراتها، ما يفسر استخدامها المكثف بالأشهر الأخيرة لطائراتٍ مسيّرة دون طيار وصواريخ موجّهة عن بُعد، في تنفيذ عمليات القصف ضدّ أهدافٍ إيرانيةٍ في سوريا.